تجددت الدعوات الإسرائيلية للتشويش على قناة الجزيرة وحجبها عن المشاهدين في فلسطين، ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم عن عضو الكنيست يوآف كيش دعوته إلى منع بث قناة الجزيرة في إسرائيل عبر نظام الكوابل والأقمار الصناعية. وبرر النائب "الليكودي" تلك الدعوة بقوله إن تغطيات الجزيرة "معادية لإسرائيل، وتبث تحريضا ضدها، وتبارك العمليات التي تستهدف مواطنيها منذ شهرين مثل إطلاق النار، وإلقاء الحجارة، والطعن بالسكاكين، وتدعم المنظمات الفلسطينية التي تنفذ عمليات ضد إسرائيل، ولذلك يجب وقف بثها". ولم يكتف يوآف كيش بتلك الدعوة، بل أرسل خطابا إلى شركتي HOT وYES، لبث القنوات التلفزيونية، يقول فيه "آن الأوان لوقف بث الجزيرة من داخل إسرائيل، وحرمانها بكل الوسائل من العمل". وعلى المنوال نفسه، شنت صحيفة إسرائيل اليوم هجوما على الجزيرة، ونشرت مقالا اليوم تؤكد فيه أن السياسة التحريرية للقناة "تعادي إسرائيل وتهاجمها، وتعتمد تسميات وتعبيرات مثل جيش الاحتلال، واغتصاب الأرض، وقتل فلسطيني بدم بارد على أيدي جيش الاحتلال"...، وغيرها من المصطلحات "التي تصور إسرائيل شيطاناً، يجب القضاء عليه، وإخفاؤه عن الوجود، مقابل تعظيم المسلحين الفلسطينيين، وإعلاء شأنهم". ورأت أن مثل هذه الكلمات والمفردات والمصطلحات "مسؤولة عن بحر الدماء الذي يشهده الشرق الأوسط،ويمكن عدّ الجزيرة أحد المصادر الأساسية لكثير من عمليات القتل والحروب". وترى الصحيفة في موقف الجزيرة من إسرائيل وسياستها وممارساتها بحق الفلسطينيين "إرهاباً واضحاً، عبر رسائلها المحرضة للمشاهدين العرب، فالمسلح الفلسطيني تعدّه بطلا، وقاتل اليهود بنظرها شهيد، وهي تبارك وتشجع كل عمل معاد ضد دولة إسرائيل، وفي الوقت ذاته تدين وتهاجم أي عملية تقوم بها إسرائيل". وأقرّت الصحيفة الإسرائيلية بتأثير الجزيرة في المحيط العربي والإقليمي والدولي، وأثرها على مجمل المشهد الإعلامي في المنطقة منذ انطلاقها عام 1996، وقالت "إن القدرات المالية والإمكانيات منحت الجزيرة القدرة على التأثير الإعلامي، والسياسي أيضاً، فقد أسهمت أخبار القناة في مرات عديدة في إشعال الوضع في المنطقة العربية، لا سيما مع اندلاع الربيع العربي منذ بدايته".