تتسابق القنوات التلفازية في رمضان لتقديم الجديد كل عام من أعمال مختلفة سواء مسابقات أو مسلسلات أو برامج دينية أو فكاهية مضحكة أو مصطنعة، وتسبق الشهر الفضيل الإعلانات لهذه البرامج والمبالغة في الإشارة إليها وكأن الشهر الفضيل هو شهر البرامج والتلفاز وليس شهر العبادة والتقرب إلى الله. المهم في الموضوع ليس نقد هذه العادة السنوية ولكن نقد ما يقدم للمشاهد العربي الذي يعيش على قارتين تتنازعهما الحروب والخلافات والثورات. بعيدا عن المحتوى الذي تأرجح بين الكوميدي والدراما التي لم تحمل هذا العام شيئا مما حملته الثورات والنزاعات لصغيرنا قبل كبيرنا، على الرغم أن الدراما لطالما كانت ترجمة للواقع، فافتقرت الشاشات مثلا لمسلسل يتحدث عن تشريد السوريين وحالهم في المخيمات وبيوتهم التي هدمت، أو الأحداث في مصر ضمن إطار كان يمكن للمؤلف والمخرج أن يستعرضاه بحيادية واضعين للمشاهد وجهات نظر مختلفة وعليه أن يعتنق ما يؤمن به، لكن الدراما هذا الموسم الرمضاني نأت عن الخوض في المشهد السياسي ضاربة بكل ما يحدث عرض الحائط لسبب قد يكون هو الوجيه أن الرؤية غائمة والمواقف لم تتضح بعد. بعيدا أيها القارئ الكريم عن مضامين ما يقدم والذي في معظمه تكرار واستنساخ لما نتابعه كل عام سأتحدث عن غزو عمليات التشويه (التجميل)، ألست معي أن ما نراه في تغيير تكوين الخلق الأصلي لوجوه الممثلات والمقدمات تشويها بطريقة مستفزة!؟ ومبالغة بما لا يمكن أن يكون تجميلا أبدا بل نفخ وشد وووو، وكأننا أمام لوحة مشوهة مستفزة لحواسنا وذائقتنا وبخاصة أننا نعلم أن من تقوم بهذه العمليات خرجت عن الهدف منها الذي هو ترميم لما صنع الدهر أو تعديل لعيب خلقيّ. ثم ألا تتفق معي في غياب البرامج المقدمة للشباب ! أو تلك التي يقدموها هم! أين البرامج الحوارية التي تخاطب عقولهم وتستنبط طرق تفكيرهم وربما تضيء طريقا في هذا الكهف المظلم التي تفغر فاها في ظل الفوضى السياسية؟ أين الثقافة والتأهيل النفسي الذي يمكن للإعلام أن يكون له دور فيه؟ أما قنواتنا الحكومية فانا سأترك الرأي للمشاهد والسؤال مطروح هنا؟ أي البرامج استهوتك؟ وهل شكلت وسائل جذبا لك لتكون قناتك العائلية؟ وما التجديد الذي تأمله في ظل الهيئة التي نعول عليها الأمل الكبير ؟ في نهاية مقالي هذا أؤمن أن الإعلام لا بد أن يكون مرآة للواقع، قناة للثقافة وسبيلا لرفع ذائقة المشاهد، وللحوار الذي أسس له خادم الحرمين الشريفين منطلقا من أرض المملكة للعالمين جميعا. وكل عام ونحن وإعلامنا بخير. mysoonabubaker@yahoo.com