أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برنامجاً وطنياً وفاءً لشهداء الإمارات من عشر نقاط تشتمل على الأولوية القصوى لسعادة الإنسان الإماراتي وتعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على نهج متوازن للاقتصاد الوطني وبناء اقتصاد وطني بعيداً عن الاعتماد على موارد النفط والتركيز على تطوير ممارسات تعمق الهوية الإماراتية، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية. واشتملت نقاط البرنامج على الاهتمام بالمعلم والارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية وتكثيف الجهود لبناء إعلام وطني والاستثمار في شباب الإمارات وتطوير التشريعات والسياسات والأولويات الوطنية لترسيخ استدامة الأمن في دولة الإمارات. وأكد رئيس الإمارات في كلمته بمناسبة اليوم الوطني ال 44 لدولة الإمارات أن "دولة الإمارات ماضية في شراكة كاملة مع الأشقاء في التصدي لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية". وأوضح أنه "بناء على هذا النهج المعلن كانت دولة الإمارات من مؤسسي التحالف العربي الذي تقوده المملكة لنصرة الحق والشرعية في اليمن، حيث شاركت الإمارات في عملية (عاصفة الحزم) وتشارك حالياً في عملية (إعادة الأمل) بهدف حفظ استقلال اليمن الشقيق وأمنه وسيادته ووحدته ووضع الشعب اليمني على طريق البناء والتنمية والتقدم". وقال الشيخ خليفة إن "السنة الماضية كانت مليئة بالتحديات والإنجازات التي تحققت بسواعد أبناء الوطن وإخلاصهم في خدمة وطنهم ومواصلة العمل على النمو والنهضة والتقدم". وأضاف الرئيس الإماراتي أن "انتخابات المجلس الوطني الاتحادي الأخيرة كانت إنجازاً مهماً وخطوة مهمة على طريق استكمال برنامج التمكين الذي أطلقه سموه عام 2005 تعزيزاً للمشاركة وتطوير دور المجلس حيث برهن شعب الإمارات على الوعي الشديد والحرص الكبير على المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة". وأكد على سلامة التوجهات الاقتصادية للإمارات في مواجهة الأزمات الاقتصادية التي شهدتها الساحة الدولية السنة الماضية خاصة انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأوضاع المالية العالمية وتمكن الدولة من تفادي الآثار السلبية لهذه الأزمات. وأشاد رئيس الإمارات بما حققته الدبلوماسية الإماراتية النشطة من نجاحات وإنجازات متميزة أثمرت شراكات وتفاهمات وتنسيقا على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً حكمة ورشاد السياسة الخارجية الحريصة على العمل الجماعي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتزام الحوار في تسوية النزاعات والخلافات. وجدد الشيخ خليفة دعوته الحكومة الإيرانية للتعامل بإيجابية مع قضية جزر الإمارات التي تحتلها والتجاوب مع دعوات الإمارات المتكررة لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين أو اللجوء للتحكيم الدولي. وأكد "وقوف دولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة صوناً لوحدتها ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها"، وناشد المجتمع الدولي مساندة جهود جمهورية مصر العربية الشقيقة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في مصر. ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا والصومال وبذل مزيد من الجهد من قبل الفصائل السياسية في العراق ولبنان للتوافق حول الثوابت الوطنية. وجدد الشيخ خليفة بن زايد "الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، مديناً "الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى". وعبر عن قلقه عما آلت إليه الأوضاع في سورية نتيجة عجز آليات الأمم المتحدة عن التصدي للأزمة من جذورها، ودعا إلى تضافر الجهود الدولية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين وحماية اللاجئين.