ننام في بيوتنا مع أسرنا آمنين مطمئنين، نمارس حياتنا بشكل طبيعي وكأن لا شيء يحدث على حدودنا والفضل يعود بعد الله - سبحانه وتعالى - إلى رجال يحملون أرواحهم على راحات أيديهم، مقدمين الغالي والنفيس دفاعا عن الأرض والشعب، فهل قدمنا لهم ما يستحقون؟ مع الأسف الشديد نحن مقصرون تجاه هؤلاء الرجال الأبطال من جنودنا البواسل الذين قدموا وما زالوا يقدمون لنا دروسا في التضحيات سيخلدها التاريخ وتتناقلها الأجيال جيلا إثر جيل بكل فخر. إن هؤلاء الأبطال المدافعين عن حياض الوطن الساهرين على أمنه في كل القطاعات يستحقون منا الشكر والثناء والدعاء عند كل صلاة وكل عبارات الفخر والمحبة والتقدير، فهل فعلنا لهم ذلك؟ في مثل تلك المواقف والحروب والمخاطر التي تهدد البلاد والعباد تستنفر الشعوب كل طاقاتها وتعاضد جنودها البواسل، فهل استنفرنا كل طاقتنا من أجل جنودنا الأبطال؟ وهل استحوذوا على جُل تفكيرنا؟ وهل أسهمنا في دعمهم بالكلمة والدعاء أيضا؟ أتكلم هنا عنا كمواطنين وأيضا إعلاميين وكُتاب رأي، كم من المساحات في الإعلام فردنا لهم؟ وكم من عمود كُتب لهم وعنهم؟ وكم من فعاليات شعبية أقمناها من أجلهم لتشعرهم أننا معهم مناصرون ومعاضدون؟ لا أعني هنا أننا لم نقدم من أجلهم أي شيء، بل أعني أننا مقصرون، فلم نمنحهم ما يستحقون فهم من منحنا الفخر والعزة – بعد الله – هم رجال الحزم والحسم، هم من يدافع عنا وعن أرضنا ووطننا هم من أغاث المستجير باسمنا ومنحنا شرف ذلك. مع الأسف الشديد نحن كإعلاميين وكُتاب رأي، منشغلون عما يدور على حدودنا بما هو أدنى، نناقش صغائر الأمور ولا نتحدث عن عظائمها التي يسجلها جنودنا البواسل في صفحات العز والفخر. خلال اليومين الماضيين كانت بداية نتمنى أن تستمر وتكبر وتنمو وتتمدد، فقد دشن عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكثر من "وسم" دعما لجنودنا البواسل، وشارك فيه الكثير من العلماء والمفكرين والإعلاميين وأيضا المواطنين. التفاعل مع هؤلاء الرجال الأبطال الذين ارتوت بدمائهم الزكية أرضنا الطاهرة مدافعين عنها مقبلين غير مدبرين هو ما نريده، وهو ما يجب أن نسعى إليه وننميه، فهم الفخر الحقيقي الذي يجب أن نتحدث عنه وألا تغفل عنه أعيننا وحروفنا.