بعد إحباطه من قلة فرص العمل في الأردن قرر فتحي شفيق محمود التركيز على هوايته الخاصة بصناعة مجسمات من أعواد الثقاب وتحويلها إلى عمل يقتات منه. ويعمل محمود من بيته حيث يصنع مجسمات كبيرة من أعواد الثقاب الصغيرة. وقال محمود إن بوسعه عمل مجسم لأي شيء تقريبا من أعواد الثقاب. وأضاف "طبعاً أنا بأصنع مجسمات من عود الكبريت. طبعاً مش بس سفن وبواخر. أي اشي بأصنعه من عود الكبريت..قصور..فلل..أبراج. أي اشي بينطلب مني أنا بأجهزه." وباعتباره عاطلا عن العمل فان محمود يتعشم أن توفر هذه المجسمات ما يقتات به هو وأسرته. ومع كون نحو 40 في المئة من سكان الأردن وعددهم سبعة ملايين نسمة تحت سن 15 عاما فإن البطالة تمثل مشكلة في البلاد لاسيما مع تضاعف معدلها في السنوات العشر الماضية. ويدخل سوق العمل الأردنية سنويا 50 ألف باحث عن فرصة عمل جديدة على الأقل. ويقول الأردن إن نسبة البطالة به تقدر بنحو 14 في المئة لكن اقتصاديين مستقلين يقدرونها بأعلى من ذلك بكثير. ويصر محمود على استثمار وقته في صناعة المجسمات من أعواد الثقاب. وباع في الآونة الأخيرة أحد مجسماته بنحو 300 دينار أردني (حوالي 424 دولار). لكن كون أعماله تباع بأسعار كبيرة فإن ذلك ربما يرجع إلى أن صناعة مجسم واحد منها قد يستغرق شهورا بالإضافة إلى أن طبيعة عمله يمكن أن تؤثر على صحته. وقال محمود "طبعاً سفينة المتر بتاخذ عشرين ألف عود (ثقاب). أنا حاسبهم. المترين ونص بتاخد أكثر.. بتاخد شغل ثلاث شهور." وأضاف "والله الصعوبات يعني هي الحمد لله ما فيه صعوبات. يعني أنا بأشتغل بداري (بيتي). بس لو بيكون في محل بيكون أحسن. أسهل للشغل. طبعاً فيه صعوبات ثانية إنه تركب عود كبريت على مساحة كبيرة متعبة للنظر.. متعبة للقعدة.. متعبة كثير." ويعمل محمود حاليا من بيته ويتعشم أن يكون له في المستقبل ورشة يصنع فيها مجسماته من أعواد الثقاب ومحل يبيعها فيه. ويعتزم محمود أيضا ان يبني مجسما لميناء العقبة الأردني من أعواد الثقاب أيضا.