هذه الخطوة الموفقة (برنامج أبشر) وحوسبة الخدمات دعت كثيراً من رجال الإدارة إلى الدعوة إلى علاج طويل الأجل يتمثل في تبني الأجهزة العامة لمفاهيم المتودعات والتزويد لتتماشى مع الإدارة الحديثة والتخلص من تبعات وتعقيدات البيروقراطية التي استشرت في أجهزتها المختلفة. ولن يتحقق الرضا إلا حينما يتزامن مع تطوير العامل البشري في المؤسسات العامة. إننا في هذه المرحلة في حاجة ماسة إلى مؤسسات تتبنى “الإدارة المتحررة” من الهرم المركز والهيكلية المعقدة في اتخاذ القرار، وتدرك هاجس السرعة . وقد سمعتُ أن هاجس السرعة في الإنقاذ في السيول الأخيرة دفع العاملين إلى استعمال أدوات لم تكن في الأساس مُعدة لأمثال تلك العملية. وحدث أن كررت الجهة طلبها للجديد، لكن طلبها «تحت الموافقة « ثم « تحت التوقيع» ثم الإعلان والاستلام والتسليم والفحص. وإن كان على رأس العملية شاب تخرّج من الغرب، وقد رأى كيف تجري قرارات الأولويات، فإنه (أي الشاب) سيُصاب بنوع من «الرهاب» تجاه العمل كله. وتدعو إلى الإبداع والتجديد والابتكار. ومؤسسات تحرص على تبسيط إجراءات العمل، وتعي أن الموظف إنما وجد لخدمة المستفيد، وهو الغاية المراد إرضاؤه وأن الأنظمة واللوائح والإجراءات ماهي إلا وسائل لتحقيق ذلك. كما أننا في حاجة إلى مؤسسات تسخر التقنية الحديثة لمتطلبات العملية الإدارية وفعاليتها، ومؤسسات تشرك كافة الموظفين في المناقشة العامة وخطط الجهاز وصناعة القرار وسبل التغيير الكفيلة بنجاحه وتطوره.