×
محافظة عسير

رئيس الاتحاد السعودي يعزي في وفاة سياف المعاوي

صورة الخبر

لن ينسى الشعب السعودي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لفتته الراقية في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، حين تأخر وأخر الرئيس الأميركي معه وكبار زعماء العالم من أجل أن يدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- القاعة أولاً، اللفتة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة ودول المنطقة العربية على نطاق واسع، باتت تعني الكثير للشعب السعودي على وجه الخصوص؛ فالرسالة كانت واضحة من الرئيس التركي الذي يعرف جيداً قامة خادم الحرمين الشريفين، ومكانته في قلوب شعبه، ويعلم في الوقت نفسه وقع مثل هذه اللفتة على الشعب السعودي لما يكتنز به وعيه من قيم عربية أصيلة تحتفي باحترام الكبير وتقديمه، لذا سيبقى مشهد تقديم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عالقاً في أذهان السعوديين الذين تابعتُ احتفاءهم الواسع على مواقع التواصل بهذه البادرة الراقية، وهذا التقدير المستحق لملك بلادهم وولي أمرهم، إذ يبقى هذا في الأخير تقديراً لبلادهم التي أصبحت اليوم شريكاً فاعلاً في مجموعة العشرين، مجموعة الكبار التي يعول عليها العالم كثيراً في تحسين أوضاعه الاقتصادية، وجذب قاطرة التنمية فيه إلى الأمام، فالمتابع للصحافة العالمية ووكالات الأنباء حول العالم يدرك جيداً ما تتمتع به مجموعة العشرين من ثقل عالمي، وكيف كانت أنظار العالم متوجهة إليها بقوة، وتراهن على ما ستتخذه من قرارات من أجل تحريك كثير من الملفات العالمية العالقة. لفتة الرئيس التركي المهذبة التي تحمل -في تقديري- كثيراً من الرسائل للعالم حول الرغبة التركية في الذهاب بعيداً بالعلاقات مع بلادنا إلى آفاق تعاون مثمر وصداقة عميقة، تليق بدفء العلاقة بين البلدين الصديقين، توجت تاريخاً من الروابط التي تربط بلدينا، كما تدفع بقوة إلى الأمام في خط المصالح المشتركة لشعبينا، ولاسيما في ظل الظرف الراهن الذي يعصف بالمنطقة بأسرها، ويحتاج إلى تكاتف الجهود والقوى؛ من أجل مد مظلة تنمية شاملة على اقتصاد الدولتين، وأيضاً لحماية هذا الاقتصاد من أي محاولات لعرقلته من قبل أي من القوى المعادية في المنطقة. ولعلي أذهب إلى أبعد من ذلك حين أقول إن الظرف الذي تمر به المنطقة، وحالة الاستقطاب الشديدة التي يمر بها العالم؛ يفرضان تعميق الروابط بين بلدينا الكبيرين من أجل مواجهة ما يضطرب به محيطنا الإقليمي من عواصف سياسية، تحوم بشدة حول حدود بلدينا، وتبحث عن ثغرة لتمر منها إلينا حتى تنال من وجودنا ومقدراتنا واستقرارنا، وهو الأمر الذي تعيه قيادتنا تماماً، وأكدته لفتة الرئيس التركي التي تحمل ضمن ما تحمل من مضامين ورسائل. عزم الجمهورية التركية على الدخول في علاقة استراتيجية مع المملكة، يحقق أهداف البلدين، ويحقق التوازن المطلوب داخل الأمة الإسلامية التي تنظر إلى البلدين الكبيرين بوصفهما مركزي ثقل كبيرين يمتلكان القدرة والإرادة والرغبة المشتركة في إحداث هذا التوازن، وإلجام أي طرف يسعى نحو أي مغامرات سياسية من شأنها أن تزج بالمنطقة في أتون صراعات سيخرج الجميع منها خاسرين، لذا كان هذا التقارب العميق وكانت هذه البادرة من الرئيس التركي بمثابة إشعار لمثل هذه الدول والأحلاف التي تسعى لفرض هيمنتها وتطبيق أجنداتها على دول المنطقة، بأن الأمور ليست بهذه السهولة التي يتصورها بعضهم، وأن العلاقات العميقة والوثيقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية قادرة على إرساء دعائم تعاون راسخ واسع المجال سيجعل أي مغامر يجترئ على مصالح أي من البلدين أو سيادتهما الوطنية يفكر مرات ومرات قبل أن يقدم على أي تصرف أخرق. إنني إثر كل قراءة لمشهد العلاقات السعودية التركية كنت أخرج بنتيجة واحدة، ألا وهي أن الشعب السعودي مقبل بقوة على هذه العلاقة، وسعيد بها، ويرى فيها آفاقاً بالغة الأهمية لبلاده عليها أن ترتادها، وما من شك في أن هذه المشاعر قد تأكدت لدى السعوديين بعد هذه القمة المثمرة، وبعد هذه اللفتة الكريمة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اللفتة التي ما من شك في أنها ستنعكس بقوة على أداء رجال الأعمال السعوديين والأتراك الذين هيأت لهم هذه اللفتة أجواء مبشرة بوسعهم أن ينخرطوا -في ظلها- في شراكات قوية تعزز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية النشطة بين البلدين التي تتجاوز 24 بليون ريال، بحسب تصريحات معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، وهو رقم مرشح لوثبات جديدة في ظل التقارب المتزايد بين البلدين، والأجواء المشجعة التي سعى الرئيس التركي إلى تعزيزها بمثل هذه اللفتة المؤثرة التي تعني الكثير في عالم السياسة، ولا تمر مرور الكرام. بوسعنا أن نعد قمة العشرين الأخيرة، سواء من خلال ما أحرزته القمة من تقدم، وما خرجت به من توصيات مهمة، أو من خلال بادرة الرئيس التركي الدالة، منعطفاً جديداً كبيراً بالغ الأهمية في مسار العلاقات بين الجمهورية التركية وبلدنا، بل منعطفا جديدا في مسار العلاقة بين الشعبين السعودي والتركي اللذين أثبتا تجربة التعايش بينهما سواء هنا في المملكة من خلال إخوتنا الأتراك الوافدين للعمل أو الزيارة، أو من خلال رحلات السياحة السعودية النشطة للجمهورية التركية، حالة من التناغم والتفاهم والرغبة المتبادلة في العيش المشترك، وهو ما نحن ماضون إليه بقوة ورغبة مشتركة بين قيادتينا وشعبينا.