بقلوب يعتصرها ألم الفراق الممزوج بفرحة نيل الشهادة، تستذكر أسرة الشهيد عبدالجليل بن شارع العتيبي كل يوم اقصة استشهاد"عبدالجليل"، مؤكدين بأن الأعمال الإرهابية لن تنال ولن تؤثر على استقرار أمن بلادنا الطاهرة، وأن ماقام به الشهيد فخر لهم جميعا وحيث سجل اسمه ضمن قائمة شهداء الواجب دفاعا عن تراب الوطن الغالي ضد الفئة الباغية التي تهدف لزعزعة أمن واستقرار مملكة الإنسانية التي خيرها يعم جميع الدول في كافة أنحاء العالم. وكان اللواء عبدالجليل بن شارع العتيبي، والرقيب براك بن علي الحارثي قد استشهدا في يونيو من عام 2011 م خلال مواجهة مع مطلوب أمني، حيث تعرضا لإطلاق نار من سلاح كلاشنكوف من الارهابي ما أدى إلى استشهادهما في منطقة صحراوية بالقرب من مركز الوديعة، حيث كان الجاني يحاول العبور إلى اليمن. مناصب الشرف وحول تدرج الشهيد اللواء عبدالجليل في عمله أوضحت ابنته عهود بأن والدها قد تخرج في كلية الملك فهد الأمنية، وتدرج في أكثر من منصب وفي عدة أماكن، حيث عمل في حرس الحدود بالمنطقة الشرقية لمدة 12 عاما، وقد امتاز والدي بالكرم والعطاء فلم يبخل على احد، وكان يرى بأنهم أولى بالعناية والرعاية كون اكثرهم كبارا في السن ويستحقون الحب والتقدير، بعدها نقل والدي إلى مدينة الرياض حيث استلم عدة مهمات منها معهد حرس الحدود وقسم الابتعاث وقسم الصيانة لمدة ثماني سنوات. وتعلق على حياته الأسرية بقولها: كان والدي مثالا للأب الحنون والزوج المثالي والابن البار بوالده رحمة الله عليه، وقد صدر أمر بتكليفه قائدا لحرس الحدود بمنطقة نجران وكان أخوتي شبابا في هذه الفترة وفي حاجة وقوف والدي معهم فعزم أمره ووكل خالي وهو جار لنا بمهمة الرعاية والتوجيه والإرشاد، ولا أنسى عبارته لخالي "الله يحللك ويبيحك في توجيههم وإرشادهم كوالدهم قلبي معكم وجسدي هناك في مقر عملي الله يتولاهم برعايته "، مضيفة استمر بعمله لمدة أربع سنوات متواصلة قبل انتقاله إلى شرورة والعمل في مركز حرس حدود الوديعة، حيث أصبح قائدا للمجمع هناك. وداع في كل زيارة وتكمل الحوار أرملة الشهيد أم ماجد بقولها: كان دائما في زيارته لنا يوصي أخواني بأبنائي ويقول لهم "أين ما تذهبون أبنائي في ذمتكم وأنا أوكلكم بعد الله عليهم بعد وفاتي"، وكان رحمه الله يودعنا في كل زيارة وكأنه الوداع الأخير، وأذكر قبل وفاته بثلاثة أيام كلمته ابنتي غالية وكانت تبلغ حينها السابعة من العمر لتبلغه بنجاحها في الصف الأول وبدوره وعدها بالزيارة القادمة بعد 3 أيام بأنه سيجلب لها معه هدية ثمينة، وجلست تعد الأيام لقدومه حيث كنت يوم استشهاده مع بناتي وابني شارع أما ولدي ماجد وطلال فكانا مبتعثين خارج المملكة، وكنا نرتب ونجهز ليوم قدومه ولكن وصلنا خبر محزن سقط كالصاعقة على أسماعنا باستشهاده مع زميله على الحدود، وقد كنت دائمة الدعاء بان يجعل يومي قبل يومه وأولادي، ولكنها إرادة الله التي توجب علينا الرضا بالقضاء والقدر. تكريم ومواساة وتواصل أم ماجد حينها صدر أمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإحضار أبنائي المبتعثين من الخارج ليخبرهم باستشهاد والدهم وانه فخور به، ونقل جثمان الفقيد بطائرة خاصة من شرورة إلى الرياض وأديت الصلاة عليه، وكان من أوائل الحضور ووقوفا معنا في مصابنا، ووجه بترقيته إلى رتبه لواء حيث إنه مستحق لرتبه عميد قبل استشهاده، وواصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد-حفظه الله- اهتمامه بعائلتنا حيث أمر مكتب الشهداء بمتابعة أمورنا حيث قدموا كل ما لديهم من نصائح لأبناء الشهيد ومواساتهم ماديا ومعنويا، حيث تسلمنا مبلغ مليون ريال لشراء منزل، كما أولوا الاهتمام بالناحية التعليمية لأبنائي، ومازال مكتب الشهداء يعمل كحلقة وصل بين القائد وأبناء الشهيد من حيث الاطمئنان على صحة أبناء الشهيد وأحوالهم وكل ما يلزم أبناءه من دراسة جامعيه ووظائف. وبصوت واحد دعت ابنة الشهيد عهود وأرملته أم ماجد الله بأن يجعل هذا البد آمنا مستقرا في ظل حكومتنا الرشيدة، مطالبين بأقصى العقوبات في حق الإرهابيين المعتدين، وقالت عهود: "نحن أبناء شهداء هذا الوطن لن نسامحهم وبيننا محكمة الله يوم الدين.