×
محافظة المنطقة الشرقية

باريس:«التهديد الإرهابي» لم ينته في منطقة الساحل

صورة الخبر

ترتكز محاولة استخراج وقود الـ «إيثانول» من الخشب المُعدّل وراثياً إلى التدخل في العملية التي تصنع بواسطتها الأشجار مادة الـ «ليغنين» والـ «سيلولوز». وتتبع في ذلك غير طريقة. وفي إحداها، يتدخّل العلماء في الجينات المسؤولة عن إنتاج الأنزيم الذي يكوّن مادة الـ «ليغنين» ويوقفون عمل تلك الجينات، ما يقلل إنتاج ذلك الأنزيم وتالياً الـ «ليغنين» أيضاً. وتستطيع هذه الطريقة خفض كمية الـ «ليغنين» إلى النصف.   هموم البيئة تنتقد الاختصاصيّة في البيئة آن بيترمان، وهي أيضاً زعيمة حملة وقف هندسة الأشجار جينياً، هذا المسعى، إذ تعتبر أن الشركات تستغل المخاوف العامة إزاء الطاقة لبيع هذه التكنولوجيا المثيرة للجدل. وهناك شركة أميركية وحيدة تتبنى التلاعب الجيني بأشجار الغابات، هي شركة «أربورجين». فعلى رغم أنها شركة صغيرة، إلا أنها مدعومة من 3 شركات تتعامل مع منتجات الأحراج هي «إنترناشينول بايبر» و«ميدوسيتافكو» و«روبيكون». وتستقر هذه «الثلاثية» في نيوزيلندا. وتُعدّل شركة «أربورجين» (مقرّها مدينة «سامرفيل») شجرة الـ «أكاليبتوس» التي تحتوي أصلاً على كمية ضئيلة من مادة الـ «ليغنين». وتسعى الشركة لنشر تلك الأشجار في أميركا الجنوبية التي تعتبر ميداناً مفتوحاً لشركات الورق والوقود الحيوي. والمفارقة أن الشركة عينها تُدخل تعديلاً آخر على شجرة الـ «أكاليبتوس» يجعلها تقاوم الطقس الرديء، فتنمو أكثر. وتنشر أشجار الـ «أكاليبتوس» في الولايات المتحدة بكثرة. وأعطت وزارة الزراعة الأميركية موافقتها على شجرتين مُعدّلتين جينياً من نوعي الـ «بابايا» والخوخ، وهما تقاومان فيروساً يضرب ثمارهما. والمعلوم أن الصين تنفرد بموافقتها على استزراع أشجار مُعدّلة جينياً في الغابات، خصوصاً أشجار الحور التي تُعَدّل جينيّاً كي تقاوم الحشرات. وتطرح غابات الأشجار التي تستطيع العيش من دون اهتمام المزارعين، أسئلة عميقة عن تعديلها جينياً. وتشير عالمة البيولوجيا كلير ويليامز إلى أن الهواء ربما حمل لقاح بعض الأشجار كالصنوبر، لمئات الأميال. وإذا جاء اللقاح من أشجار عُدّلت بحيث تحتوي كميات خفيضة من الـ «ليغنين»، فإن ذلك يعني انتشارها وتلاقحها مع بقية الأشجار البريّة. والنتيجة؟ غابات بأشجار ضعيفة لا تقوى على مقاومة الحشرات، فتذوي. إنّه كابوس فناء جماعي للغابات!   عواقب التلاعب الجيني   تلفت ويليامز أيضاً إلى أن حياة الأشجار الطويلة لم تسمح للعلماء لحد الآن بتقويم عواقب التعديل الجيني. فمثلاً، تحتاج شجرة الصنوبر إلى 25 سنة لتبدأ في إعطاء الثمار. وفي المقلب الآخر من هذا المشهد، يعلن ريتشارد ميلان، وهو أستاذ مساعد في علم وظائف (فيزيولوجيا) الأشجار في جامعة «بيرديو» الأميركية أن «التعديل الوراثي هو الطريقة الوحيدة لتأهيل الأشجار كي تستخدم في إنتاج الطاقة... يجب استزراع غابات منها، مع الحفاظ على غاباتنا البريّة». وعلى عكسه كلياً، يؤكد ستيفن ستراوس، أستاذ علم الغابات في جامعة «أوريغن» الذي أنجز تجارب ميــــــدانية على الأشجار المعدلة وراثياً، أن التلاعب بالتكوين الوراثــي للأشجار بهذه الطريقة، لا يجب أن يجري بالاعتماد على نتائج جزئية لتجارب المختبر، كما تقترح الشركات راهناً. وما زال النقاش مستمرّاً.