×
محافظة المنطقة الشرقية

«الفيصلية الثانوية» في الأحساء تتحول إلى «الرقمية»

صورة الخبر

يعد التدريب العملي أحد أهم العناصر التي تصقل مهارات طلبة الجامعات وتوسع من آفاقهم ومداركهم، من خلال الاحتكاك بالواقع الذي سينقلهم إلى العمل المهني، وهذا ما توفره جامعة خليفة في أبوظبي لطلبتها في التخصصات الهندسية، بل تسعى لأن يكتسبوا مهاراتهم بشكل أوسع من خلال رحلات التدريب خارج الدولة. تعمل جامعة خليفة في أبوظبي بين الحين والآخر، على اختيار عدد من طلبتها لابتعاثهم في رحلات تدريبية مهنية ونظرية لمقرات العمل الهندسي خارج الدولة، لتوسع من آفاق معرفتهم، وتؤهلهم ليشغلوا مناصب مميزة في الدولة في المجال الهندسي، كل حسب تخصصه، من باب توفير الكوادر المواطنة القادرة على الوفاء بمتطلبات سوق العمل، ومؤخراً كان من نصيب 10 من طلبة الهندسة الذهاب إلى إيطاليا في رحلة تدريبية برعاية شركة فينكانتيري في إيطاليا بالتعاون مع سيتينا (مركز أبحاث السفن الإيطالية)، تهدف إلى تطوير مهارات الطلبة في مجال الهندسة البحرية والمعمارية، من خلال الدروس النظرية والتدريب والزيارات العملية إلى مرافق فينكانتيري المتطورة. تضمنت الرحلة 7 طالبات و3 طلاب، من تخصصات الهندسة المختلفة، لمنح الطلبة أكبر قدر من المعرفة في شتى المجالات الهندسية، وحول ذلك تقول الطالبة موزة الطنيجي، إن اختيار الطلبة للبرامج التدريبية خارج الدولة عادة يتم بعد المقابلة، لكن هذه المرة تم الاختيار وفق السيرة الذاتية للطالب، ومدى قدرته على الاستفادة من تلك الرحلة، كما أن هناك فرصاً لغيرهم من الطلبة للتدريب في شركات داخل وخارج الدولة، أما زميلها عبيدة حوّير، فقد نوه بالتقسيم المميز للرحلة، حيث امتدت ستة أسابيع، 3 منها تركزت على التعليم النظري، من خلال المحاضرات والنقاشات، وأسبوع خصص للرحلات إلى أماكن صناعة السفن كالمصانع والموانئ والاطلاع على ورش العمل الضخمة، وأسبوع تركز على أعمال اللحام التي عمل عليها الطلبة بأنفسهم، وأسبوع آخر للتعرف إلى المكائن الخاصة بالحفر، بينما خصص كل نهاية أسبوع للاطلاع على أهم الأماكن الثقافية والسياحية بمساعدة طاقم الشركة. ويشير الطالب حمد طحنون من تخصص الهندسة الصناعية والنظم، إلى أن الفائدة الأهم التي استفاد منها في الرحلة التدريبية كانت تعرفه إلى تخصصه وتخصصات غيره التطبيقية، حيث كانت المحاضرات وورش العمل تتناول جميع التخصصات في ما يتعلق بصناعة السفن، ما منح كل منا فكرة عن مسؤولياته ومسؤوليات التخصصات الأخرى، ويضيف طحنون: الكثير من المعلومات الجديدة شكلت بالنسبة إلي استفادة كبيرة، منها كيفية إصلاح الأعطال والخلل في منظومة بناء أي سفينة، وتاريخ بناء السفن وكيفية معالجة أعطالها زمنياً، والتطور الذي تشهده اليوم تلك الصناعة. ويشير طحنون إلى الجانب الترفيهي في الرحلة، حيث استطاع الطلبة خلال الإجازات الأسبوعية في الأسابيع الست أن يزوروا الكثير من الأماكن السياحية والتثقيفية، أهمها المتاحف، وينوه بمدى التعاون الكبير الذي لاقوه من قبل الشعب الإيطالي في إرشادهم إلى الأماكن، كما يؤكد أن للرحلة فائدتها في تغيير الصورة النمطية عن إيطاليا، كونها دولة فيراري والمطاعم ذات الوجبات اللذيذة فقط. وينوه زميله حسن الخفيلي من قسم الهندسة الميكانيكية، بأنها المرة الأولى التي يزور فيها دولة أوروبية، وما أدهشه ويتفق مع سابقه فيه أن الشعب الإيطالي لم يكن يدخر جهداً ولا معلومةً إلا وساعدهم فيها، ولعل ما أسهم في ذلك هو سمعة دولة الإمارات، وحول التدريب يقول: اكتشفت أن بناء السفن عملية إنشائية تختلف تماماً عن غيرها من وسائل النقل، وتتطلب الكثير من التخصصات الهندسية، كونها تعتمد على أنظمة عدة للسلامة، وأنظمة الطقس، والتقنيات المختلفة، كما كان للجانب التطبيقي الخاص بالعمل اليدوي أهميته، مثل عملية اللحام التي مارسها الطلبة بأنفسهم هناك، كما كانت المحاضرات ملمة بكل التخصصات وتجعل كل منا قادراً على فهم تخصص الآخر، والتعرف إلى ما يمكن أن يسهم به تفادياً للمشكلات وحلها في أسرع وقت ممكن، فعملية بناء السفن عملية متكاملة لكل تخصص هندسي دور فيها. ويشير للجانب السياحي، قائلاً: الاطلاع على الحضارة الرومانية في فلورنسا كان في غاية الأهمية، لما لها من تأثير في الاطلاع على قدرات الإنسان في ذلك الزمان وقدراته اليوم، إضافة إلى الاطلاع على القرى الهادئة التي تعيش بعيداً عن ضوضاء المدينة. ميثا عبدالله تشجعت لرحلة إيطاليا كونها متيقنة أنها ستتعرف إلى الكثير من الخبرات التي تفيدها دراسياً وشخصياً، وهذا بالفعل ما استطاعت الحصول عليه، وحول ذلك تقول: حينما وصلنا هناك، كنت أعتقد أنني سأتعرف إلى طريقة العمل في إيطاليا وما تتضمنه من خبرات خاصة، ولم أكن قد سمعت بالشركة التي علينا زيارتها، لكن اكتشفت بعد زيارة الموانئ وشاهدت طريقة بناء السفن أنني فعلاً أحب هذا التخصص والعمل، ولا بد لي أن أعيد التفكير في نفسي وطموحي في هذا المجال، فسألت المشرفة إذا كان من الممكن أن تكون النساء ضمن عملية البناء، وإن كانت قدراتهن تسمح بذلك، فقالت لي: إن هذا الأمر طبيعي، لأنه يعتمد اعتماداً كبيراً على القدرات العقلية لا البدنية، وهنا كانت سعادتي، حيث وضعت هدفي في العمل مع هذه الشركة، أو شركة مماثلة مستقبلاً. وتقول روضة المهيري طالبة الهندسة الميكانيكية، إن الرحلة بالنسبة إليها كانت تعبر عن أفق جديد اطلعت من خلاله على العديد من الأمور، فعلى الصعيد العلمي أتاح لها التدريب فرصة مميزة لرؤية التخصص بطريقة مختلفة، وتضيف: أعتقد أنني حصلت على شرف المشاركة في الرحلة لأنني تعرفت إلى شركة تشتهر بصناعة السفن بشتى أنواعها، ما جعلني أكثر احتكاكاً بالجانب التصنيعي، كما اكتسبت الكثير من المهارات والمعلومات القيمة التي لولا هذه الرحلة لما كنت تعرفت إليها عن قرب، وقمنا بزيارات لعدة جامعات ومقابلة الكثير من الخبراء الذين تخصصوا في صناعة السفن وتطويرها، وتشير المهيري إلى أن السفر للخارج كتدريب يعتبر من أبرز ما يمكن أن يتلقاه الطالب علمياً، فهي تجربة قيمة لا تساويها تجربة، وتجعل من الإنسان قادراً على تحمل المسؤولية، وعلى تنظيم حياته في شتى جوانبها. زميلتها أماني بن عمرو، تجد أن رحلة إيطاليا التدريبية كانت من الرحلات المميزة والممتعة، كونها رحلة تكاملية جمعت الجانبين التطبيقي والترفيهي، حيث كانت تضم العمل اليدوي والدراسة النظرية، إضافة إلى فرصة زيارة أبرز معالم إيطاليا، وتضيف: كانت زياراتنا لأهم موانئ وورش تصليح وترميم وصناعة السفن التابعة للشركة، تجربة لا تضاهى، كما تعاملنا واستقينا من خبرات الدكاترة والخبراء في مجال بناء السفن الكثير، ولم نكن لنتعلم كيفية هندسة صناعة السفن لولا خبرتهم، لكن لا ننسى أن تلك التجربة في إيطاليا جعلتنا نعقد علاقة وثيقة، بل نرسخ المعلومات التي حصلنا عليها في الجامعة، وهنا لا بد أن أشكر الجامعة التي وفرت لطلبتها هذه الفرصة الغنية التي لا بد أن تلقي بظلالها على تطوير مستوانا التعليمي وبعد ذلك المهني. أما هلا الهاشمي من قسم الهندسة الصناعية والنظم، فتعتبر الخبرات الهندسية التي اكتسبتها في الجانبين النظري والتطبيقي، منحتها نظرة جديدة ومختلفة عن حياة المهندس في الخارج، حيث صعوبة المهام وأهميتها الكبيرة، والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهن، لكن ذلك يمكن تجاوزه بالعمل المشترك، فكل يكمل الآخر، ولا مجال للاتكال أو الاعتداد بالذات في تلك المهنة، لأن أي خطأ سيقع على كاهل الجميع، لذلك على المهندس بحسب الهاشمي، أن يتحلى بالروح المتعاونة والصبر والدقة قبل كل شيء على الجانب الشخصي، وتضيف: طورت الرحلة من شخصيتي وأضافت لي العديد من المهارات، حيث أصبحت أكثر استقلالية واعتماداً على نفسي، ومنحتني فرصة للتعرف إلى جمال الاختلاف بين ثقافتي وثقافة الآخرين، ومن ذلك زيارة الأماكن الثقافية والترفيهية والاستمتاع بالطعام اللذيذ.