قال ذوو الشهداء في الشارقة وعجمان وام القيوين إن الملحمة البطولية التي قدمها أبناء الإمارات غدت مدرسة يتعلمون منها مفردات الانتماء والتضحية، وان دماء الشهداء التي سالت ستبقى نبراسا ينير طريق الحق، مؤكدين أن الشهادة هي ثقافة ونهج يؤمن به من يرتبط بجذوره القومية، لافتين الى ان الشهداء سطروا اروع ملاحم الشجاعة والفداء في الذود عن حياض الوطن ومساندة اخوانهم في اليمن الشقيق. وقالوا ان للتضحيات أشكالا عديدة، تأتي في مقدمتها التضحية بالنفس، وبذل الروح رخيصة في سبيل الارض، معاهدين بالمضي قدما دون تردد حتى تحقيق الهدف الذي استشهد من اجله خيرة الشباب. كوكبة المجد والد الشهيد يوسف العبيدلي قال: ستبقى كوكبة المجد شرف نضعه على صدورنا، وانا فخور لان ابني حفر اسمه في سجل الخالدين وفي صفحات المجد والعز والخلود بين شهداء الوطن، واضاف الوطن سيبقى برجاله الاوفياء المخلصين الذين يبذلون ارواحهم من اجل الحفاظ على وحدته وسيادته واستقراره، وأضاف ما يوسف الا واحد من هؤلاء الرجال الذين افتدوا الوطن بأرواحهم ودمائهم. واكد ان سقوط الشهداء لن ينال من عزيمتهم وثقتهم في قيادتهم بل سيزيدهم إصرارا على استمرار الوقوف خلف القيادة الحكيمة التي تعمل من أجل أمن واستقرار الوطن ورفعة شأنه. راية الحق عبد الملك شقيق الشهيد يوسف العبيدلي تابع: عندما استشهد اخي جاءنا المعزون من كل حدب وصوب شعرنا بمعنى الالتفاف حول الوطن وقيادته، وما كان بمثابة البلسم الذي خفف مصابنا هو المشهد المهيب لدخول شيوخنا الكرام علينا لدرجة شعرنا بانهم هم من يأخذون بواجب العزاء معنا، لإحساسهم بان يوسف ابن لهم فقدوه كما فقدناه نحن، واضاف: الامارات بقيادتها الحكيمة وقواتها الباسلة، وشعبها الوفي ستنتصر وترفع راية الحق خفاقة عالية. ووجه بمناسبة يوم الشهيد التحية لأرواح الشهداء وللقوات التي لا تزال ترابط في جبهات القتال والمقاومة، ان يمنحهم الله ويمدهم بالقوة والعزيمة والنصر من عنده. الوفاء للوطن وقالت شقيقة البطل جمعة جوهر الحمادي لقد علمتنا قوافل الشهداء الذين ما زالوا في عمر الزهور كيف يكون المرء وفياً لوطنه وقيادته ومبادئه السامية التي تربى عليها لذلك فهم يعيشون في وجداننا، وتبقى أسماؤهم حية وذكراهم لا تموت ماثلة كأشجار النخيل، مؤكدة أن الشهداء من أفراد القوات المسلحة البواسل قدموا ملحمة جديدة من ملاحم البطولة للحفاظ على أمن المنطقة.. وأن القوات المسلحة هي الحصن الحصين الذي نحتمي ونتمترس خلفه. وذكرت أن وقفة شيوخ الامارات معهم يسجلها التاريخ فهم جزء من الشعب وكانوا أول من بادر لتقديم واجب العزاء لنا ضاربين مثلا في ترابط القيادة بأفراد شعبها ما خفف مصابنا وجعلنا قادرين على الوقوف بقوة وثبات فنحن ابناء لهذا الوطن وشيوخه الكرام. أم شهيد ورغم استشهاد البطل أحمد غلام عبد الكريم اللنقاوي، الا ان اسرته لم تخف مشاعر الفخر والاعتزاز بما قام به فوالدته سيدة بلغت من العمر عتيا لكنها وقفت بكل كبرياء لتقول: لم أحلم ان يطلق علي لقب ام الشهيد، مشيرة إلى أن الفخر والاعتزاز هو ما يمكن أن يهون عليها فقدان احمد، وتابعت: قوافل الشهداء في الجنة، ونحسبهم كذلك، فهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وأكدت أنهم مستعدون لتقديم مزيد من الأبناء فداء للوطن. وبصبر يثير الدهشة والاحترام تتحدث عبير زوجة لنغاوي قائلة ان مسمى زوجة شهيد وسام شرف سأحمله على صدري ما حييت، مستطردة بانها ستواصل الدرب لتربي ابناءها ليحملوا اسم ابيهم ويصونوه ويلبوا نداء الواجب ان استدعى الامر ذلك. أما عبد الله ابن الشهيد اللنقاوي احد عشر عاما فقال صدمة فراق الاب كانت كبيرة، إلا أن ما يصبرهم هو أنه ذهب شهيداً فداءً للوطن والحق والعدل، واضاف: أبي قدم حياته قربانا للوطن وهذا فخر لنا، وحياتنا هي ايضا ليست اغلى من حياته نقدمها لإماراتنا لتبقى شامخة ونحن إن شاء الله سنسير على ذات الطريق ونكون حماة لوطننا. رغبة وطنية والد الشهيد وليد الياسي قال: انخرط ابني في سلك القوات المسلحة برغبة وطنية خالصة منه، وامتشق السلاح ليدافع عن اشقائه في اليمن غير آبه بالموت، انني وكل افراد المجتمع نفتخر بجنود القوات المسلحة الذين يتبارون في ميادين الشجاعة غير عابئين بالموت، وهمهم نصرة اخوانهم، نعم هؤلاء أبناء زايد، أبناء الامارات الذين يقدمون ارواحهم فداء للوطن، رحم الله شهداءنا. وتابع: مواقف قيادتنا مشرفة، وضربوا بوقفتهم مع اسر الشهداء أنبل الصور وكان حرصهم على تقديم الواجب للجميع تأكيدا على سلامة التوجه والمسيرة، ونعاهدهم باننا باقون اوفياء تحت راية واحدة. أما شقيقته فقالت: أخي لا يزال ماثلاً في قلوبنا لن ننساه أبدا، مثمنة وقفة كل من تهافت لتقديم واجب العزاء ومؤازرتهم في مصابهم، مضيفة أنهم لمسوا الوقفة الجميلة من القيادة الرشيدة منذ أن استشهد اخوها واصفة إياها باللفتة الأبوية التي رفعت المعنويات لدى أسرة الفقيد بعد تلقيهم الاتصالات المتواصلة والزيارات. نماذج وقدوة أم الشهيد خليفة بدر سليمان من امارة الشارقة قالت أنا فخورة باستشهاده وإنه قدم روحه فداء لوطنه ولأمته، مؤكدة ان دماء الشهداء الزكية ستخلد في ذاكرة التاريخ، وقالت: نجدد ولاءنا وثقتنا بالقيادة الحكيمة ونجل تضحيات جنود الوطن البواسل، وندعو الى تضمين مناهجنا الدراسية تلك التضحيات كي نخلدها ونجعل من شهدائنا نماذج يحتذى بها على الدوام. اما زوجته علياء فتقول: لم أتوقع أن أمنح لقب زوجة شهيد بعد عامين فقط من زواجي، الامانة التي نحملها كبيرة اذ علينا ان نواصل الدرب، هو ضحى بحياته من اجل الوطن ونحن علينا ان نصون الامارات.عظمة التضحية أشقاء الشهيد غالب عامر المري قالوا انه التحق بالقوات المسلحة لعشقه الشديد لتراب دولة الامارات العربية المتحدة ليحافظ عليها ويدافع عن مكتسباتها، وظل في القوات المسلحة حتى استشهد وهو يدافع عن الحق والواجب. وقالت والدة الشهيد المقدم الركن الطيار جمال مايد المهيري ان الشهادة اعظم مكانة ينالها الانسان وقد كانت رغبة خالصة عند جمال تمناها وتحقق الحلم، وقالت ان الابطال الذين ضحوا بأرواحهم اعطونا دروسا في الثبات والوطنية وعلمونا ان نحب الموت متى كان طريقا للحياة الحرة الكريمة، وتابعت ان التضحيات تهون لأجل الامارات وان الروح غالية لكنها ليست اغلى من الارض والعرض. وقال علي حسن مدير منطقة عجمان التعليمية ووالد الشهيد عبدالله الحمادي: وقفة الدولة والشيوخ والمسؤولين والمجتمع هي دليل على عمق المشاعر وصدق الانتماء والولاء للقيادة الرشيدة في الدولة، مؤكدا أن هذه الوقفة قد خففت عليهم فقدهم الشهيد والذي يعتبره الجميع ابنه. واضاف ان هذه الارض الطيبة التي غرس فيها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الحب والانتماء، تجعل من كل مواطن جنديا مخلصا للوطن ومستعدا لأن يقدم روحه فداء الوطن ومن اجل رفعته. راية الحق وتابع سلطان علي البلوشي شقيق الشهيد فهد علي البلوشي إن شهداء الوطن وسام على صدر كل مواطن وهم فخر واعتزاز، وقال انه فور تلقيهم خبر استشهاد اخيهم استبشروا خيرا مؤكدا انهم مستعدون لان يذهبوا جميعا فداء للوطن ومن اجل اعلاء راية الحق والذود عن الاشقاء لافتا بان الشهادة هي اسمى مراتب الجهاد في سبيل الله. وأضافت شقيقة فهد البلوشي الكبرى: شعارنا الأسري أصبح في بيتنا شهيد معربة عن فخرها بتقبل عزاء شقيقها الذي قدم روحه فداء للوطن والحق والعدل. ارتقوا إلى بارئهم في عمل طاهر ويوم مبارك بدأ والد الشهيد سعيد عبيد بن فاضل حديثه بكلمات الفخر والوطنية ممزوجة بحنان الأبوة، قائلا: ابني استشهد ولقي ربه طاهرا وفي عمل طاهر لبى فيه نداء الوطن والقيادة الرشيدة في يوم مبارك، تفقده الأسرة بأكملها وقلوبنا يملؤها الحزن والفرح في آن، حزنا لفراقه، وفرحنا لأنه استشهد بين رجال الوطن الغالين الذين يرابطون من اجل الحق ونصرة المظلوم، مضحين بأرواحهم ودمائهم رخيصة حبا في وطنهم. وأردف: أبنائي كلهم فداء للوطن إذا ما دعا الداعي فسيلبون النداء ولن يتخلفوا ابدا، مبينا ان التضحية بالروح من اجل الوطن من أعلى مراتب العزة والفخر والكرامة، كما أنه فخور بكل أبناء الدولة الذين قدموا أرواحهم فداء لنصرة اخوانهم واشقائهم، ويحسبهم جميعهم شهداء عند ربهم يرزقون، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن زيارة قيادات الدولة كافة ومسؤوليها؛ قد خففت عن الأسرة الكثير. صبر ورضا أما الدة الشهيد سعيد فقالت: أنا صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وأشعر بأن ابني حي عند ربه يرزق، ومصيره الجنة بإذن الله تعالى، مع الشهداء والصديقين، مبينة ان ابنها دافع عن ارض الوطن في استبسال وشجاعة مع رفاقه الشهداء الذين لبوا النداء لنصرة المظلوم. وقال عبدالله الدويش ابن خال الشهيد سعيد ونسيبه، إن الشهادة أمر متوقع طالما أن الإنسان ارتدى الزي العسكري ورفع راية الدفاع عن مكتسبات الدولة والدفاع عن المظلومين من الأشقاء. النصر والشهادة أما مريم جمعة والدة الشهيد أحمد البلوشي فتؤكد أنها صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وتشعر بأنه حي عند ربه يرزق، ومصيره الجنة بإذن الله تعالى، مع الشهداء والصديقين، كما أن آخر حديثه معها قبل اصابته عبارة سنأتيكم منتصرين بإذن الله معتبرة الشهادة في سبيل الوطن شرفا لا يناله إلا من احبه الله ورضي عنه. أما عبدالغني شقيق الشهيد البلوشي فذكر أن يوم الشهيد يمر عليهم وهم يرتدون ثياب العز والوقار لان في بيتهم شهيدا سجل اسمه في صفحة الخالدين في القلوب والذاكرة الوطنية، مبديا فخره بالقيادة التي تلتحم مع الشعب في الفرح والحزن، وتساءل هل يمكن الا نلبي النداء ونحن تحت راية ابطال اشاوس وقادة يحكمون بالحق والعدل والفكر المستنير. وأضاف إن بسالة الشهداء عكست صورة جميلة ظهر فيها معدن الرجال الحقيقي كما تعظم احساسنا بالفخر بما تقوم به دولتنا على الصعيد الإنساني الوطني العروبي وهي تساند دولة شقيقة. الإخلاص للوطن صالح ابن عم الشهيد أحمد البلوشي اختتم أننا على يقين بأن أبناء الإمارات جميعهم على درب أحمد سائرون، وبكفاحه متمسكون، وعلى عزيمته قادمون، لافتا الى ان أبناء الإمارات الشرفاء الذين يدافعون عن الحق سيظلون في ذاكرة أبناء الدولة، كما أنهم في مختلف الميادين سمتهم الإخلاص للوطن والواجب، والوقوف ضد الضلال والفتن والتخريب، مؤكدا أن الإمارات تودع اليوم أحد أبنائها البررة، الذي استشهد دفاعا عن الحق وفي سبيل أداء الواجب.