أصيب ذوو العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة بخيبة أمل كبرى صباح أمس، بعد أن تعطلت صفقة للإفراج عنهم، في اللحظات الأخيرة. وكان أقارب العسكريين البالغ عددهم 16 شخصا، يحتفظ بهم عناصر التنظيم المرتبط بالقاعدة، قد توجهوا منذ ساعات الصباح الأولى إلى بلدة عرسال الحدودية، التي شهدت إجراءات أمنية مكثفة. وبعد ساعات من الانتظار أعلن مصدر أمني أن الصفقة تعثرت بسبب وضع جبهة النصرة شروطا جديدة، لم يفصح عن طبيعتها أو موقف الدولة منها. وكانت المفاوضات بين الجانبين قد توصلت إلى أن يقوم المتشددون بإطلاق الجنود الأسرى، مقابل السماح لعدد من الجرحى بالوصول إلى عرسال لتلقي العلاج، وإدخال شاحنات أغذية ومؤن، وإفراج السلطات اللبنانية عن عدد من عناصره، من بينهم سجناء وسجينات، إلا أن المتشددين أضافوا في اللحظات الأخيرة أسماء جديدة، اعترض الأمن العام عليها. وسادت حالة من الفوضى وسط ذوي العسكريين عقب الإعلان عن تعثر الصفقة، وانخرط بعضهم في حالة هستيرية من البكاء والصراخ، كما افتعل آخرون بعض حالات الشغب، إلا أن السلطات الأمنية تعاملت مع الموقف سريعا واحتوت تداعياته، فيما أكد مصدر سياسي أن الحكومة على أعلى مستوياتها تتابع الموقف باهتمام شديد، وتعهدت لذوي المختطفين بمواصلة التفاوض حتى إطلاق سراحهم. كما ألغى رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، رحلته التي كانت مقررة غدا إلى باريس للمشاركة في قمة المناخ العالمية "لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى وصوله إلى نهايته السعيدة".