اتهم الرئيس السوري بشار الاسد بعض الدول بتقديم مزيد من السلاح والدعم الى المجموعات المعارضة للنظام، في وقت حصدت الغارات الجوية اليوم الأحد (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) 18 قتيلا مدنيا على الاقل في شمال غرب سورية. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد قوله خلال لقائه المستشار الاعلى لقائد الثورة الاسلامية في ايران علي اكبر ولايتي في دمشق ان "الانجازات المهمة التي يحققها الجيش العربي السوري في مكافحة الارهاب وبدعم من الاصدقاء وفي مقدمتهم ايران وروسيا قد دفعت بعض الدول المعادية لسورية والتي تدعي محاربة الارهاب الى مزيد من التصعيد وزيادة تمويل وتسليح العصابات الارهابية". واتهم الجيش السوري في بيان السبت الحكومة التركية بزيادة "دعمها للارهابيين ومستوى امدادهم بالاسلحة والذخائر والعتاد للاستمرار في اعمالهم الاجرامية" في الاونة الاخيرة. وتساند روسيا التي قدمت للنظام السوري دعما دبلوماسيا واقتصاديا منذ بدء النزاع، وعسكريا منذ 30 ايلول/سبتمبر، القوات الحكومية في عملياتها البرية في محافظات عدة عبر غارات جوية تستهدف تنظيم داعش ومجموعات مسلحة اخرى. وكرر الاسد تأكيد "تصميم سورية وأصدقائها على المضي قدما في مكافحة الارهاب بكافة أشكاله لانهم واثقون بأن القضاء على الارهابيين سيشكل الخطوة الاساس فى ارساء استقرار المنطقة والعالم، كما سيشكل المدخل الحقيقي لنجاح أي حل سياسي يقرره السوريون". ونقلت الوكالة عن ولايتي "تصميم قائد الثورة الاسلامية والقيادة الايرانية على المضي قدما في دعم الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبا، لان الحرب التي يخوضها السوريون ضد الارهاب مصيرية للمنطقة والعالم". وتعد ايران حليفة تقليدية لنظام الاسد وهي تقدم له دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا منذ بدء النزاع الذي تشهده سورية منذ نحو خمس سنوات. وتوصلت دول عدة معنية بالنزاع السوري ابرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وايران المؤيدتان لنظام بشار الاسد، منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا، الى اتفاق ينص على وقف لاطلاق النار في سورية واجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في داخل البلاد وخارجها، وصياغة دستور جديد. ويتمسك الاسد بأولوية "مكافحة الارهاب" كمدخل لأي تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ اذار/مارس 2011 والذي تسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير كبير في البنى التحتية ونزوح الملايين. ورغم تمسك الغرب الداعم للمعارضة السورية بأن اي عملية انتقالية في سورية يجب ان تنتهي برحيل الاسد، الا انه خفف في الفترة الاخيرة من حدة تصريحاته تجاه النظام، واكد مسئولون اميركيون وفرنسيون اكثر من مرة ان "العدو الاول" في سورية هو تنظيم داعش الذي يحملونه مسؤولية اعتداءات تعرض لها غربيون ابرزها الهجمات التي وقعت في باريس اخيرا وقتل فيها اكثر من 130 شخصا. ويعتمد تنظيم داعش الترهيب وعمليات القتل الوحشية وسيلة لزرع الرعب في مناطق سيطرته في سورية والعراق وفي العالم. وقد تبنى خلال الاسابيع الاخيرة عمليات عدة، ابرزها اسقاط طائرة ركاب سورية مدنية فوق سيناء قتل فيها 224 شخصا، وهجمات في تونس ومالي. وقرر الائتلاف الدولي بقيادة اميركية والذي يضم فرنسا وروسيا على خط آخر تكثيف الغارات الجوية على مواقع التتظيم الجهادي في سورية. الا ان الغرب يتهم روسيا بالتركيز على المجموعات المعارضة للنظام وبعدم قصر ضرباتها الجوية على تنظيم داعش. في المقابل، تشهد دول عدة في العالم تظاهرات شعبية احتجاجية وانقسامات في البرلمانات حول مسالة المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تدعو فرنسا الى توسيعه ضد تنظيم داعش. واعلنت المانيا الاحد انها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم داعش في سورية، في اكبر مهمة من هذا النوع تقوم بها في الخارج. وتحول عقبات عدة ضد نجاح تشكيل الائتلاف الموحد الذي تدعو اليه باريس، ابرزها الموقف من التسوية السياسية، ومنها ايضا التوتر الروسي التركي الاخير الناتج من اسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية خلال تنفيذها غارات في سورية. وقتل احد طياري المقاتلة برصاص مسلحين من المعارضة السورية اثناء قفزه بالمظلة، فيما انقذ الثاني في عملية خاصة نفذتها القوات الروسية بالتعاون مع الجيش السوري. واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الاحد ان جثة الطيار الروسي نقلت الى تركيا وستسلم لروسيا. غارات وقتلى واعدامات على الارض، قتل الاحد 18 مدنيا على الاقل واصيب اكثر من اربعين اخرين بجروح جراء غارات شنتها طائرات "يعتقد انها روسية"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، على مدينة اريحا الواقعة في شمال غرب سورية. ويسيطر على اريحا في محافظة ادلب "جيش الفتح" الذي يقاتل ضد النظام، وهو ائتلاف من فصائل عدة بينها جبهة النصرة وحركة احرار الشام الاسلامية. وسيطرت فصائل "جيش الفتح" على مدينة اريحا في ايار/مايو، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت تدريجا من المواقع التي كانت متبقية لها في محافظة ادلب الصيف الماضي. وبحسب المرصد، استهدف القصف مناطق عدة في المدينة، ولا تزال عمليات الانقاذ مستمرة بسبب الدمار الكبير الذي خلفته، وفق عبد الرحمن الذي اشار الى وجود عدد من الجرحى "في حالات حرجة". من جهة اخرى، احصى المرصد اليوم اعدام تنظيم داعش 3591 شخصا في سورية، اكثر من نصفهم من المدنيين، منذ اعلانه "الخلافة الاسلامية" في نهاية شهر حزيران/يونيو 2014.