وصل البابا فرانشيسكو صباح الأحد إلى بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطىالدولة التي تشهد أعمال عنف بين المسيحيين والمسلمين أدت إلى نزوح ما يقارب المليون شخص من منازلهم العامين الماضيين. ويبدأ بابا الفاتيكان -الذي كان في استقباله بالمطار رئيسة البلاد الانتقالية كاثرين سامبا بانزا وآلاف المسيحيين الكاثوليك- زيارة تستغرق يومين في آخر محطات جولته الأفريقية التي زار خلالها أوغندا وقبلها كينيا. وزاد الوضع المحفوف بالمخاطر في بانغي التكهنات التي راجت في الأسابيع الأخيرة بأن البابا قد يلغي زيارته إلى هذه الدولة. وفي إطار برنامج زيارته، ينوي البابا زيارة معسكر للنازحين المسيحيين، كما سيزور حياً يقطنه المسلمون للقاء قادتهم وأولئك الذين أُجبروا على الجلاء من منازلهم. وقالت رئيسة البلاد للصحفيين إن زيارة البابا كانت مرتقبة لأنه "رسول سلام". وأضافت أن كثيرا من مواطنيها "يتطلعون إلى أن تُفضي الرسائل التي سيقدمها لإحداث تعبئة وطنية لدى أبناء أفريقيا الوسطى لقبول بعضهم البعض مرة أخرى، وليتعلما العيش معا ثانية والمضي قدما نحو السلام وإعادة بناء دولتهم". ووفق منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، فقد شهدت العاصمة بانغي اشتباكات أسفرت عن سقوط مئة قتيل على الأقل منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي. وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية قبل زيارة البابا. وكانت فرنسا -التي تنشر نحو تسعمئة جندي في أفريقيا الوسطى- حذرت الفاتيكان في وقت سابق الشهر الجاري من أن الزيارة قد تكون خطيرة، وخط سير رحلة البابا بالتحديد لم يتضح حتى في الأيام التي سبقت زيارته.