تظاهر آلاف الأشخاص في آسيا وبريسبان (أستراليا) في إطار سلسلة تحرّكات مرتقبة في العالم خلال الساعات المقبلة للمطالبة باتفاق قوي في باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، فيما حُظرت التظاهرات في العاصمة الفرنسية بعد الاعتداءات الجهادية التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 الجاري، لتحل مكانها سلسلة بشرية اليوم. ويفترض أن يفضي مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ إلى أول اتفاق يُلزم الدول الـ195 بمكافحة الاحتباس الحراري أحد أكبر تحديات القرن الـ21. ففي عاصمة الفيليبين مانيلا سار حوالى 3 آلاف متظاهر -وفق الشرطة- بينهم شخصيات دينية وطلاب وناشطون، داعين إلى تقليص انبعاثات الغازات السامة للتخفيف من التغيّر المناخي مع ما يرافقه من أعاصير واختلالات مناخية تضرب بلادهم. وتعتبر الفيليبين من البلدان الأكثر تعرّضاً لتهديد ظاهرة الاحتباس الحراري. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «احموا بيتنا المشترك» و «العدالة المناخية». وقد أعطت أستراليا إشارة انطلاق المسيرات من أجل المناخ أول من أمس، مع مسيرة شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص في ملبورن من أجل عالم «نظيف وعادل». وأمس، شارك حوالى 5 آلاف شخص في بريسبان (شمال شرقي البلاد) بمسيرة افتتحها ممثلون للسكان الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ إضافة إلى حركات شبابية. ويذكر أن جزر المحيط الهادئ أكثر تأثراً بالتغيّرات المناخية، بسبب ارتفاع مستوى المياه خصوصاً. واعتبرت السناتورة لاريسا واترز من حزب الخضر، أن مشاركة هذا العدد الكبير في المسيرات، يؤكّد أن سكان أستراليا يرفضون خطط الحكومة لتنمية إنتاج الفحم الحجري. وتُعد أستراليا أحد أكبر الملوثين للكوكب بالنسبة إلى الفرد، بسبب أهمية قطاعها المنجمي واعتمادها على الفحم. كذلك تظاهر آلاف الأشخاص في أوكلاند وولينغتون بنيوزيلندا. وفي طوكيو تجمّع حوالى 300 شخص للدعوة إلى تبنّي طاقة متجددة نظيفة. وفي بنغلادش شارك أكثر من 5 آلاف شخص في مسيرات من أجل المناخ في نحو 30 منطقة، في هذا البلد الفقير المعرّض لخطر ارتفاع مستوى المياه وللعواصف الهوجاء وحيث يزحف التصحّر. وأول من أمس، بدأ عشرات من المدافعين عن المناخ توافدوا من أوروبا وأفريقيا وآسيا بالتجمّع في كنيـــسة باريسية للإشارة رمزياً إلى تعبئة الديانات من أجل المناخ. مساهمة كندية وفي سياق متصل، أعلنت كندا أنها سترصد 1.9 بليون يورو على مدى خمس سنوات لـ «مساعدة البلدان النامية على التصدّي للتغيّر المناخي»، أي «ضعف» المبلغ المقرر حتى الآن. ويرتقب أن تحتضن العاصمة الفرنسية 40 ألف شخص بينهم 10 آلاف مندوب من 195 بلداً، 14 ألف ممثل للمجتمع المدني وخبراء و3 آلاف صحافي إلى آلاف الزائرين. وفي اليوم الأول غداً، ستلقى خطابات لرؤساء الدول بينهم الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيراه الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي.