ظاهرة لا أزعم أنها غائبة عن أنظار المجتمع السعودي. هذه الظاهرة من خصوصياتنا وربما انعدمت في بقاع أخرى من الكون . وهي ظاهرة "اقتماعية" – وهذه الكلمة اخترعتها من عندي، ولن تجدوها في المعاجم. إلا من أراد أن يُكلّف نفسه ويبحث في باب اسمهُ " الكلمات المركبة ". وقد جاء العرب بعجائب أُقرّت على آثارهم، فقالوا :حيَّهل الثريدَ؛ بمعنى: ائته، وسُمع بعض العرب يقول: حيَّهل الصلاةَ؛ أي: ائتِ الصلاة وتتعدَّى بحرف الجر "على"، فيقال: حيَّهل على الخير؛ بمعنى: أقبلْ عليه، وب(الباء) فيقال: حيَّهل بالكتاب؛ أي: أسرع به، ومنه من "حيَّ" بمعنى: أقبل، و"هل" أو "هلاَّ"، وهي حثٌّ واستعجال. وسمعنا في زمننا هذا (الجوقلة) لتعني : المنقولة جوّا . والزملحة: إزالة ملوحة مياه البحر: أي التحلية. آتي إلى قولي: "اقتماعية" وكما قلت هي من اختراعي، ولم يأت بها أحد غيري، وإن شاء الله آخذ بريق الأولية، أو رصيدها. إلى جانب الرؤى الكثيرة في حل أزمة المرور - وحلها يحتاج إلى وصفة سحرية بعد فشل الجهات المختصة - في إعداد خطة مرورية لتفادي الاختناقات وأصبحت الأزمات المرورية لا تعرف ساعات معينة خلال النهار أو الليل فهي متواصلة حتى ساعات متأخرة من الليل خصوصاً في آخر الأسبوع وعند مقرات صالات الأفراح. هل قلتُ الأفراح؟ فالأفراح النسائية – لو حسبنا حسبة بسيطة – لظهر لنا أن متوسط كل دعوة هو 150 امرأة – وإذا تحفظنا على عدد السائقين الحاضرين قرب مواقع الأعراس لظهر لنا حوالى 100 سائق ومركبة – تصوروا!. أولئك بمركباتهم يجلسون قرب القاعة، إما داخل سياراتهم أو في الشارع. حتى العشاء يبدو أنهم محرومون منه، ولا تنتهي "الحفلة" إلا في الهزيع الأخير من الليل. من هذه الناحية أُرحّب بفكرة تخصيص مكان لأولئك البشر أو خيمة يجلسون بها ويتناولون طعاماً يجعلهم من الشاكرين الذكرين للكرم العربي الذي نفاخر به. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net