مر إنتاج الأفلام الوثائقية الاحترافية في السعودية بثلاث مراحل، كما يقول الدكتور خالد أبو الخير أستاذ مساعد في قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة ومخرج الأفلام الوثائقية. ويقول الدكتور أبو الخير الذي أخرج أكثر من 250 فيلما وثائقيا ما بين قصير وطويل لـ"الاقتصادية"، إن المرحلة الأولى كانت عبارة عن أفلام سينمائية وثائقية في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات الميلادية وكان الإنتاج فيها عبر شركات غير سعودية مثل شركة استديو مصر وكانت من أشهر الاستديوهات في العالم العربي حيث أسهمت في إنتاج عدد من الأفلام في السعودية عام 1357 الموافق 1938 وكانت توثق الحج إلى بيت الله الحرام وقد أنتج لمصالحة شركة مصر للتمثيل والسينما. وأضاف كذلك أن عددا من الشركات الأمريكية أسهمت في المرحلة الأولى، وذلك بعد استقدامها من خلال شركة أرامكو في بداياتها، حيث سجلت كثيرا من الأفلام الوثائقية السينمائية عن ظهور النفط وعن الحياة في الصحراء، كما كانت توثق تجربة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في حكم الجزيرة العربية. وأبان أن في الفترة نفسها كان بعض الحجاج يأتي إلى مكة المكرمة ومعه كاميرا سينمائية، واستغلوا وقتهم في التصوير والتوثيق، بجانب وجود أفلام نادرة سجلت في جدة من خلال بعض الأوروبيين مثل الهولنديين والإنجليز الذين كانوا إما يعملون في قنصليات بلادهم أو في البنك الهولندي. د. خالد ابو الخير ويقول الدكتور أبو الخير، أما المرحلة الثانية بدأت عام 1405 الموافق 1985 في إنتاج أفلام وثائقية احترافية كانت من خلال تكليف الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمة الله شركة ارا الدولية للإنتاج الفني والتي تحولت بعد ذلك إلى MBC، لإنتاج أفلام وثائقية قصيرة بعنوان "سعودي" وصلت عددها إلى 200 فيلم مدة كل واحد دقائق وقد استقدمت الشركة طاقما أمريكيا مع كامل المعدات اللازمة للتصوير الجوي وكتاب سيناريو إضافة إلى عدد كبير من المعلقين والمحررين العرب حيث كانت الأفلام باللغتين العربية والإنجليزية. أما المرحلة الثالثة فيقول عنها، إنها بدأت منذ عام 1410 ومستمرة حتى يومنا هذا، وتتمحور المرحلة حول الإنتاج للقطاع الخاص السعودي وهي مرحلة متميزة تختلف عن باقي المراحل من حيث المضمون والجودة والأسلوب الإخراجي الذي وصل بالفيلم الوثائقي السعودي إلى العالم العربي ويمكن أن يصل إلى المنافسة الدولية قريبا. وأضاف الدكتور أبو الخير، أن هناك 3 مدارس شهيرة في الأفلام الوثائقية ويتآثر بها الكثيرون، وهي، قناة التاريخ الأمريكية The History Channel وقناة الـ بي بي سي البريطانية وقناة ناشونال جيوجرافي، مشيرا إلى أن الأكثر تأثيرا هي مدرستي قناة التاريخ الأمريكية و"بي بي سي" البريطانية بسبب أن أعمالها تناسب ميزانيات الكثيرين الراغبين في هذا العمل، أما التآثر بأعمال ناشونال جيوجرافي فهي قليلة بسبب ضخامة إنتاجاتها المعروفة.