ابتكرت أربع طالبات من مدرسة الطلاع النموذجية في الشارقة، محطة مصغرة لتوليد الطاقة الشمسية، تستخدم في توليد الكهرباء النظيفة وتوظيفها في الاستخدامات الحياتية المختلفة، كما نجحن في توظيف روبوت يتولى تحريك الخلايا الشمسية داخل المحطة لتعقب الشمس. حوافز سخية قالت المعلمة المشرفة على المشروع، مريم الكتبي، إن كثيراً من دول العالم تقدم حوافز سخية وخصومات، لمن يقومون بتركيب الألواح الشمسية، وأنظمة تسخين الماء بطاقة الشمس، كما أن حكومات مختلف الدول تدرك أهمية إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة للعالم بأسره، وتتقبلها كأفكار جذابة. وتابعت أنه في حال كنا ننتج ما يكفي من الكهرباء الشمسية، ولم نكن نستخدم كل الكهرباء المنتجة، يمكن بيعها إلى شركات الخدمات للحصول على رصيد من الكهرباء. وتدور فكرة المشروع حول إنشاء مدينة كاملة، تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل تام في توفير احتياجاتها من الكهرباء، من دون الاعتماد على أي مصدر تقليدي للطاقة، الأمر الذي يجعلها مدينة بلا انبعاثات كربونية، تصبح نموذجاً لمدن المستقبل صديقة البيئة. واشترك فريق العمل المكون من الطالبات: ميرة يوسف آل علي، وحصة حميد آل علي، وشيخة حميد آل علي، وشيخة محمد آل علي، تحت إشراف معلمة تقنية معلومات مريم الكتبي، في إخراج الفكرة بشكل متكامل. من جهتها، قالت الكتبي إن المشروع يعمل على تعزيز روح الإبداع والبحث العلمي، واستغلال الروبوت في التعليم، وربطه بالمواد الدراسية، وإيجاد حلول للمشكلات البيئية، من خلال تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير طاقة متجددة ونظيفة، وتحقيق التنمية المستدامة في مجال الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز الهوية الوطنية، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، والمحافظة على البيئة. وذكرت أن الكلفة الأولية للألواح الشمسية تعد مرتفعة نسبياً، الأمر الذي يعد من التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع على شكل أكبر، خصوصاً في حالة تنفيذه من خلال الأفراد الذين يفكرون في التحول نحو الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تأثير الطقس في كمية ضوء الشمس التي تصل إلى الألواح الشمسية، وهذا بدوره يؤثر في كمية الطاقة المنتجة، فضلاً عن توقف توليد الطاقة عند غروب الشمس وفي الأيام الغائمة، وبالتالي يحتاج النظام إلى تخزين الطاقة باستخدام بطاريات. وأوضحت أنه تم تكوين فريق العمل، وتم الاتفاق على شكل الروبوت وحصر الأجزاء المطلوبة لتنفيذ المهمة، ومن ثم البدء في التركيب، وبرمجة الروبوت وتجربته ورصد الأخطاء والاقتراحات لتطوير المشروع، وتم البحث في المصادر المتاحة عن حلول للمشكلات التي رصدت أثناء تجربة الروبوت. وأفادت الطالبات بأن النفط الذي حبا الله به الدولة، ويمثل أهم ثرواتها المادية، وأهم مصادر الطاقة العالمية، معرض للنضوب، مهما طال الزمن، لذا وجب على الدولة أن تمتلك مصدراً متجدداً للطاقة، لا ينضب، وهو الطاقة الشمسية، خصوصاً أن الإمارات تقع في منطقة جغرافية غنية بالطاقة الشمسية، وتقع بالكامل ضمن منطقة الحزام الشمسي، وهي من أغنى المناطق في العالم بالإشعاعات الشمسية، التي يمكن تسخيرها كمصدر مستدام لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، دون أي أضرار بيئية أو مشكلات صحية. وأوضحن أن الطاقة الشمسية بمثابة طاقة هائلة متجددة لا تنضب، ومن خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الروبوت، وتقنيات استخدام الخلايا الكهروضوئية، يمكن تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء والحصول على طاقة نظيفة، مشيرات إلى أن الطاقة الشمسية المستدامة، يمكن استخدامها كوقود للسيارات، وإنارة المنازل من خلال استخدام الألواح الشمسية، ما يتيح التخلي عن شبكة الكهرباء العامة لتوفير الطاقة الكهربائية. وذكرن أن الحصول على الطاقة الشمسية لن يتطلب لاحقاً الكثير من أعمال الصيانة، حيث سيتم تركيب الألواح أو الأحواض الشمسية مرة واحدة، وبعدها ستعمل بأقصى كفاءة ممكنة، وكل ما يحتاجه الجهاز هو المحافظة على انتظام عمله، مشيرات إلى أن حكومات مختلف الدول تعتبر أن فكرة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة جذابة وممكنة على صعيد الأفراد.