×
محافظة المنطقة الشرقية

تطبيق نظام «TIR» في «نادي الإمارات للسيارات»

صورة الخبر

يشكّل إسقاط تركيا مقاتلة «السوخوي 24« الروسية، نقطة تحول فاصلة في مسار الأزمة السورية عبر وصولها إلى ما يشبه حرباً باردة دولية، في ضوء تبنّي الولايات المتحدة والحلف الأطلسي مقولة الأتراك بأن المقاتلة الروسية انتهكت حرمة أجوائهم، ووصل التحول إلى هذا الحدّ بعد تدرّج الأزمة السورية من محلية صرفة في بداياتها إلى عربية فإقليمية، وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء إعلان روسيا نيتها نشر منظومة صواريخ مضادة للطائرات متطورة جداً في قاعدة حميميم في اللاذقية شمال غرب سوريا، وتزامن ذلك مع إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى ولاية هطاي جنوبي البلاد، وأعلنت حركة أحرار الشام أنها قصفت مواقع الجيش الروسي داخل مطار حميميم في اللاذقية، وواصلت الطائرات الروسية تكثيف غاراتها على البلدات السورية المحاذية للحدود مع تركيا، الخيارات الروسية ويبدو أن خيارات روسيا في الرد على تركيا ستبقى محدودة لأسباب سياسية واقتصادية وقانونية، حيث ستجد موسكو نفسها مضطرة إلى تلقي الصفعة التركية غير المتوقعة، ويرى الباحث في العلاقات الدولية علي باكير أن روسيا تبالغ الآن في الحديث عن ردة فعلها على إسقاط الطائرة، وهذا بطبيعة الحال مفهوم لأن موسكو أصيبت بضربة قوية على وجهها وانكسر كبرياؤها، مشيراً إلى أن طبيعة الرد الروسي ستكون محدودة للغاية. ولفت باكير بحسب السورية نت إلى أنه يكفي إذا ما أرادت تركيا أن ترد على روسيا في سوريا أن تزود قوات المعارضة بمضادات الطائرات، وحينها ستلقى موسكو في سوريا مصيراً مشابهاً لمصير الاتحاد السوفيتي في أفغانستان. ويتفق المحلل الإيراني حسن هاشميان مع وجهة نظر باكير، وأعرب عن اعتقاده بأن روسيا لن تتجرأ على خوض مواجهة عسكرية مع تركيا، لمعرفتها بقوة الجيش التركي من جهة ودعم حلف الناتو لأنقرة من جهة أخرى، واعتبر أنه لا خيارات واسعة أمام موسكو للرد، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تقدم روسيا على اتخاذ إجراءات اقتصادية ضد تركيا كرد فعل، لكنه أكد أن ذلك سيضر روسيا نفسها. ويرى المحللون أن روسيا تحاول منع تركيا من إقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا، وتحركاتها هناك تأتي لهذا الغرض، ويقول هاشميان: إن روسيا كانت تعمل ضد إنشاء منطقة آمنة، وكل محاولاتها وابتزازاتها على الحدود التركية كانت تشير إلى موضوع المنطقة الآمنة، ومن هذا المنطلق أعتقد أننا سنشهد إجراءات حول هذا الموضوع، خصوصاً أن روسيا وضعت صواريخ اس 300 على الحدود الشمالية من اللاذقية، وأعتقد أن لديهم تخوفا كبيرا من موضوع التحرك باتجاه المنطقة الآمنة. ورجح الصحفي التركي أوزجان، أن تمضي تركيا بشكل أكبر من ذي قبل لإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا، مستبعداً أن تنأى تركيا بنفسها عن التدخل الروسي الذي وصفه بلا رقيب، لافتاً في ذات الوقت إلى أن استهداف روسيا للتركمان في جبال اللاذقية القريبة من الحدود مع تركيا، يمثل شكلاً من أشكال توجيه الضربات لتركيا، ولعل ذلك ما دفع الرئيس التركي إلى اتخاذ قراره بوصول المنطقة الآمنة حتى المتوسط. قلق أمريكي ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي كبير -طلب عدم كشف هويته- قوله: إن الإعلان الروسي عن نشر صواريخ بسوريا يثير قلقاً جدياً لدى العسكريين الأميركيين، معتبراً أن الأمر يتعلق بنظام سلاح حديث يمثل تهديداً كبيراً على الجميع. من جهته، اعتبر مسؤول أميركي آخر -فضل عدم ذكر اسمه- أن الصواريخ الروسية لا يجوز أن تعيق طلعات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا، مضيفا أننا لن نتدخل في العمليات الروسية، وهي لن تعيق عملياتنا. تعزيزات تركية في غضون ذلك، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى بلدة يايلاداغي في ولاية هطاي القريبة من الحدود السورية جنوبي البلاد. وذكرت مصادر عسكرية أن التعزيزات تضم دبابات وعربات مصفحة، إلى جانب وحدات حماية الحدود، وسط إجراءات أمنية مشددة. عقوبات أمريكية وفرضت وزارة الخزينة الأمريكية عقوبات على جهات بتهمة دعم الحكومة السورية عبر تسهيل عملية شراء النفط من منشآت تتبع لداعش. وشملت العقوبات الأمريكية رجل الأعمال السوري جورج حسواني، الذي اتهمته الوزارة الأمريكية بالعمل نيابة عن الحكومة السورية عبر شركته من أجل شراء النفط من داعش لصالح الحكومة السورية، كما فُرضت العقوبات على رجل أعمال آخر يدعى مدلل خوري، بتهم دعم النظام السوري والعمل نيابة عن الحكومة السورية ومصرفها المركزي، ومتابعة مصالح مالية واقتصادية للنظام السوري في روسيا والتوسط نيابة عن رضا لشراء مادة نيترات الأمونيا، ومن الجانب الروسي، شملت العقوبات كيرسان ايليومجينوف، وهو رئيس سابق لجمهورية كالميكيا الروسية ولاتحاد الشطرنج العالمي، وقد تورط في الوساطة بين الجانب السوري وشركات روسية. غارات وقصف ميدانياً، أعلنت حركة أحرار الشام أنها قصفت مواقع الجيش الروسي داخل مطار حميميم في اللاذقية، وواصلت الطائرات الروسية تكثيف غاراتها على البلدات السورية المحاذية للحدود مع تركيا، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين في ريفي حلب وإدلب، وسط استمرار للاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام، وانتقلت المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي، خلال معاركها الأخيرة مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، من موقع الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها إلى الهجوم. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الطائرات الروسية شنت غارات كثيفة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان، اللذين يعدان معقلي الفصائل المسلحة في محافظة اللاذقية. وأوضح المتحدث باسم تجمع ثوار سوريا عمر الجبلاوي أن أسرابا من الطائرات الروسية تتولى تباعا قصف جبل التركمان وجبل الأكراد منذ الثلاثاء، بشكل رهيب. وأضاف الجبلاوي أن القصف يتركز على جبل النوبة حيث استهدف مقاتلو المعارضة طائرة مروحية روسية كانت تبحث عن الطيارين بعد إسقاط تركيا طائرتهما، وقتل على أثر ذلك أحدهما. وفي محافظة حلب، ذكر المرصد السوري أن مدينة إعزاز والمنطقة المحيطة بمعبر باب السلامة على الحدود التركية تعرضتا لغارات يعتقد أن مقاتلات روسية نفذتها. واستعادت المعارضة زمام المبادرة خلال اليومين الفائتين، في ريف حلب الجنوبي، محققة تقدما ملحوظا على أرض الميدان. وأصبحت أكثر من خمس نقاط بين قرية وتلة ومزرعة، أبرزها قرى العزيزية والمكحلة، تحت سيطرة المعارضة، بعد هجوم مباغت أبعد قوات النظام بعض الشيء عن هدفها الإستراتيجي الذي تسعى له بالوصول إلى طريق حلب دمشق الدولي، وجعل المعارك القادمة في معاقل النظام في بلدتي العيس والحاضر. ويرى قادة ميدانيون أن الدعم والمؤازرة القادمة من فصائل ريف إدلب وحماة كان لهما دور كبير في قلب ميزان المعركة من جديد، كما يؤكد البعض منهم أن المعركة لن تتوقف حتى تستعيد المعارضة كامل الريف الجنوبي لحلب. وتمثل معارك الريف الجنوبي لجيش النظام والمليشيات الموالية بعداً إستراتيجياً، جوهره الوصول إلى طريق حلب دمشق الدولي، والانتقال غربا تجاه ريف إدلب، وفتح جبهة جديدة هناك تستنزف المعارضة عسكرياً وبشرياً. من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر من 20 ألف امرأة قتلن في سورية، منذ بدء الحراك الشعبي، ونحو 19 ألفاً منهن قتلن على يد قوات النظام. ورصد تقرير يحمل عنوان المرأة السورية في وسط الإعصارمقتل 18917 امرأة بمختلف الأعمار على يد قوات النظام.