×
محافظة المنطقة الشرقية

الشباب العربي يقدمون حلولاً للقضايا والتحديات العالم

صورة الخبر

عاصر الحربين العالميتين، وشهد عهود خمسة من حكام البحرين، هم الشيوخ: عيسى بن علي، وحمد بن عيسى وسلمان بن حمد، والأمير عيسى بن سلمان طيب الله ثراهم، بالإضافة إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله. وبهذه الصفة فقد كان شاهداً على كل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي مرت على البحرين خلال ثمانية عقود ونيف، بل كان مشاركاً فيها أيضًا من خلال مكانته التجارية والاجتماعية الرفيعة وقربه من أولي الأمر وصنّاع القرار. إنه الوجيه علي بن يوسف بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حسن بن محمود فخرو المولود في المحرق في 14 ابريل 1924 والمتوفى في المنامة في 24 يناير 2008. والده هو المحسن الكبير، صاحب الخيرات والمبرات، وعميد عائلة فخرو المرحوم يوسف بن عبدالرحمن فخرو الذي عاش ما بين عامي 1873 و1952، وكان من كبار تجار البارود والتمر واللؤلؤ، ومن ملاك السفن التجارية الضخمة الناقلة للبضائع بين موانئ الخليج والهند. أما والدته فهي مريم بنت محمد بن علي المحميد التي توفيت في سن الثانية والعشرين حينما كان وليدها علي في سن الرابعة والنصف. تعتبر عائلة فخرو من أشهر عائلات البحرين، وأكثرها وجاهة واحترامًا عند الحكام. ولبعض أفرادها بصمات واضحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتربطهم علاقات وثيقة مع الاسر الحاكمة في البحرين وقطر والإمارات، ويتميزون بالعلم والتجارة. فمنهم مثلاً محمد بن عبدالرحمن الحسن الفخرو، الذي كان يلقب بنصف الدنيا لسعة علمه ومعرفته، ومنهم أيضا عبدالرحمن بن عبدالله الحسن الفخرو، الذي موّل الحامية العثمانية الموجودة بالبصرة لمدة عام كامل، ومنهم النوخذة محمد فخرو، الذي قام ببناء عين وراء جزيرة حوار قبل 300 عام، ومنهم محمد بن عثمان فخرو، الذي كان من الشخصيات المقرّبة من حكام قطر فعيّنوه مديرًا لجمارك الخور ثم مديرًا لجمارك منطقة زكريت النفطية فمديرًا عامًا لجمارك قطر منذ الاربعينات وحتى الستينات. تجمع المراجع التي اطلعت عليها (مثل كتاب جمهرة أنساب الأسر المتحضّرة لحمد الجاسر، وكتاب قطر في مذكرات ابن مانع لعبدالرحمن بن عبدالله الشقير، وكتاب الروض الجديد للمخلدي، وكتاب الموسوعة الذهبية في انساب قبائل وأسر شبه الجزيرة العربية لإبراهيم جارالله بن دخنة الشريقي، وكتاب تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لإبراهيم بن صالح بن عيسى، وكتاب موسوعة قبائل العرب لعبدالحكيم الوائلي، وكتاب صفحات مضيئة من حياة الوجيه الشيخ قاسم بن درويش فخرو من إعداد عمر تهاني وناجي المختار، والقسم الجغرافي من كتاب دليل الخليج تأليف ج. ج. لوريمر) أن آل فخرو ينتسبون إلى بني تميم، وإنهم من سلالة ديلم بن باسل بن ضبة بن أد بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. يقول المؤرخ بشار الحادي في الصفحة 489 من الجزء الثالث من كتابه أعيان البحرين في القرن 14 الهجري أن آل فخرو من أوائل الافخاذ العربية التي انتقلت من الجزيرة العربية إلى جنوب إيران واستقروا على الضفة الشمالية للخليج العربي مع بعض العشائر في مكان يقع حاليًا إلى الغرب من مدينة بوشهر ويسمى بمنطقة ديلم. ويضيف: تزوج باسل بن ضبة امرأة من أهالي المنطقة وأنجب منها ثلاثة أولاد، الأول هو ديلم جد آل فخرو وجد بني تميم في قرية الجزيرة الواقعة في منطقة تنغسير، والثاني جد بني بويه سلاطين العراق وفارس، والثالث لم ينجب أولادًا. ويواصل قائلاً (بتصرف): انتقل فخذ من بني تميم بقيادة شخص يدعى فخراه الى مكان يبعد عن رأس نابند بمسافة 25 كيلومترًا الى الشرق، وبعد سنتين توفي فخراه فانتقلوا الى قرية كشكنار، حيث استقروا مع عوائلهم وصاروا يعرفون هناك بآل فخرو وخلقوا لانفسهم نفوذاً تجارياً، بل بنوا لأنفسهم أيضًا أسطولاً من السفن الشراعية التي كانت تتاجر بين موانيء فارس والبحرين والقطيف ودارين وقطر وغيرها. أما أسباب نزوحهم في أواخر القرن 17 الميلادي من كشكنار إلى الساحل العربي للخليج، ومن ثم استقرارهم في المحرق والمنامة بالبحرين، وفي الخور والوكرة والجسرة والدوحة في قطر، مع تسرب بعضهم الى الإمارات والكويت، والبعض الآخر إلى الجبيل والدمام في السعودية (يوجد لهم مسجد في الدمام عمره نحو 120 سنة ويعرف بمسجد الحنابلة) فترجعه المصادر التاريخية إلى انعدام الأمان في المنطقة التي نزحوا منها على إثر الفتنة التي حدثت بين بني خالد النصوريين والحكام من آل حرم. ويقسم المؤرخ محمد عبدالرزاق صديق في الصفحة 14 من كتابه صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس آل فخرو الذين يسكنون البحرين وقطر إلى عدة أفخاذ وفروع هي: آل درويش، وآل عبيدان، وآل خال، وآل عثمان، وآل حسن، وآل راشد، وآل محمد حسن، وآل يوسف، وآل ناصر، ويضيف أن هناك من يقول بأن آل نعمة هم أيضا فرع من فروع آل فخرو. ويستنتج المؤرخ بشار الحادي مما قرأه في مقالة مخطوطة غير منشورة للدكتور يوسف عبيدان أن نزوح آل فخرو إلى قطر والبحرين لم يكن دفعة واحدة وإنما على شكل هجرات متتابعة. ولعل ما يعزز هذا الاستنتاج هو ما ذكره علي بن يوسف فخرو بنفسه من أن جده عبدالرحمن بن عبدالله فخرو كان من مواليد بلاد فارس في 1843، وأنه كان يمارس تجارته عبر نقل المؤن والسلع الغذائية (ارز وتمور وأخشاب) بين بلاد فارس وبعض البنادر العربية في الخليج، وأنه في 1867م رحل الى الجبيل واستقر بها بعض الوقت، لكنه لما وجد إن الوضع التجاري في البحرين أفضل ترك الجبيل ليستقر في البحرين، حيث فتح محلاً لبيع المواد الغذائية، وتزوج من امرأتين: الأولى من عائلة فخري، والثانية من عائلة جمشير، ورزق منهما بولد واحد هو يوسف وابنتين. دعونا نقرأ ما ذكره علي بن يوسف فخرو بنفسه في حديث له مع مجلة الفارس العربي قبل وفاته بعام عن سنوات طفولته، طبقًا لما نقله بشارالحادي في الصفحة 273 من الجزء الخامس من كتابه أعيان البحرين في القرن 14 الهجري: يقول: كنت أصغر أبناء العائلة. تزوج والدي 5 مرات وأنجب 23 طفلاً. كانت دراستي الاولية في مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق. وبعد وفاة والدتي عشت مع جدتي لأمي حتى بلغت سن العاشرة. وفي السياق نفسه يخبرنا الكاتب علي الجلاوي (بتصرف) في الوسط البحرينية (27/1/2008) أن علي حينما كان على أعتاب التاسعة، قرر والده أن يستعيده من جدته وخالته أسماء اللتين كانتا ترعيانه وتدللانه، غير أن جدته لم تقبل ذلك، إلا بشرط مبيته عندها، وقضاء النهار مع والده. وقد قبل الأخير هذا الشرط مع شرط آخر فرضته الجدة وهو أن يصطحب الأب ابنه الصغير معه أثناء قضائه معاملاته التجارية وجولاته في مناطق البحرين، كي تتوسع مداركه ويتعرف على أحوال الوسطين الاجتماعي والتجاري. في مدرسة الهداية، التي كان والده من مؤسسيها، أنهى علي بن يوسف فخرو (أبو شوقي) في 1940 دراسته الابتدائية والإعدادية على يد ثلة من خيرة المدرسين البحرينيين والعرب، لكنه اضطر لإعادة السنة الإعدادية النهائية (الصف التاسع) لعدم وجود عدد كافٍ من التلامذة يبرر افتتاح الصف العاشر. وحينما افتتحت المدرسة الغربية الثانوية بالمنامة إلتحق بها في 1941، وكان ممن زاملوه فيها: عبدالله كانو، أحمد القاضي، محمود المردي، علي نقي، مصطفى الخان، جلال المير، ومحمد الساعي. وكان الوصول إلى هذه المدرسة عملية شاقة لمن كان مثله يقيم في المحرق. إذ كان عليه أن ينتقل إلى المنامة بواسطة قارب ثم ينتقل بالسيارة إلى مبنى المحكمة القديمة ومنها يذهب إلى مدرسته سيرًا على الأقدام. وقد تطرق أبو شوقي إلى ذكرياته في هذه المدرسة التي كان ينقطع عنها في فصل الصيف، حيث كان يتردد على أحد الكتاتيب القريبة من بيتهم في فريج الصنقل لدراسة القرآن على يد المطوع محمد نور، وينقطع عنها أيضا عند انتقال العائلة مع العائلات المحرقية المعروفة الأخرى مثل المحميد وفليفل والعمران والجامع إلى مصيف عراد، حيث كان يتردد على السيدة عائشة سيادي لحفظ القرآن فقال (بتصرف): كانت الامتحانات في المدرسة شفهية، يحضرها أولياء الأمور. وكان اللباس الرسمي هو الثوب والغترة، وأي طالب لا يلبسهما ينظر إليه كمن ارتكب عيباً. وأي طالب يقوم بمخالفة قوانين المدرسة أو يغيب من دون عذر يتعرض للضرب. كان يحرس مدرستنا سعيد المنحدر من أصول عمانية، لكن سعيد كانت له مهام أخرى أيضا مثل تسجيل الحضور والغياب، والمرور على الفرجان للإطمئنان على الطلبة الغائبين والتعرف على أسباب غيابهم (الجلاوي مصدر سابق). ويبدو أن والده أشفق عليه من هكذا تحصيل، وكان وقتها يخطو في سن السابعة عشرة، فأعد العدة لإرساله إلى لبنان من أجل إتمام دراسته الثانوية فالجامعية، لكن حدث شيء ما أربك الخطة وجعل والده يصرف النظر عن الموضوع ويستعيض عنه بمشروع إعداده وتأهيله كي يكون مثله تاجرًا. وعن تجارة وأعمال والده قال أبو شوقي في معرض حديثه عما كان يفعله هو وأخوته بعد انتهاء الدوام المدرسي أنهم كانوا يقصدون العمارة (مكان تجارة والدهم)، موضحًا أن والده كانت لديه عمارة في منطقة النعيم خاصة ببيع أدوات البناء والأخشاب، وأخرى في المحرق مختصة ببيع المواد الغذائية، بينما كان مكتبه الرئيسي في المنامة، حيث كان يتم بيع السيارات وقطع غيارها. كما تطرق أبو شوقي إلى طرق استيراد المواد الغذائية ومواد البناء بحرا وما كان يكتنفها من مصاعب فقال (بتصرف): كان لدينا عدد من السفن التي تنقل التمور من البحرين إلى الهند والدول الأخرى وتجلب منها المواد الغذائية مثل الأرز والعدس والطحين الذي لم يكن متوفرًا في البحرين وكنا في الأيام العادية نجلبه من كراتشي والبصرة بواسطة سفن البوم التي كانت تحمل من ألفين إلى ثلاثة آلاف كيس. لكن في مواسم الرياح الموسمية (المانسون)، أو عند هطول الأمطار كان من الصعب تشغيل هذه السفن باتجاه الهند فكانت تلتزم الميناء، وأفصح أنه كان ميالاً منذ صغره إلى تجارة السيارات، حيث كان والده مستحوذاً على وكالات سيارات كثيرة مثل: انترناشيونال وهكسن بوكر وبلايموث ودودج وكلايسلر وهدسون (المصدر السابق). كانت نقطة البدء في تأهيل الرجل للعمل التجاري هي إرساله في مهمة تجارية مفاجئة إلى دبي في 1941 لشراء قائمة من البضائع وشحنها. وعن هذه الرحلة الأولى له إلى خارج البحرين قال أبو شوقي: تركت البحرين في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء ووصلت إلى دبي بعد يوم ونصف (لأن السفينة ذهبت أولاً إلى ميناء صور العماني) وقد إشتريت الكثير من المواد الغذائية بحلول الساعة السابعة مساء، وعدت إلى البحرين بعد أربعة أيام. وهكذا وضع الرجل قدميه في عالم الاعمال وبدأ يتعلم الأساليب التجارية بتوجيهات من أبيه وإرشادات من إخوته الأكبر سنا، ومساعدة من موظفي والده. وبمرور الوقت اكتسب الخبرة، ووطد أقدامه في السوق، وكون العلاقات مع كبار أرباب الأعمال في المنطقة. ولما كان أخواه أحمد وإبراهيم يديران المركز الرئيسي لتجارة والدهما في البحرين، وأخاه عبدالله يدير تجارة والده من البصرة، وأخاه الآخر محمد مكلف بمتابعة أعمال والده في الهند، فقد أوكلت إليه إدارة الأعمال التجارية لوالده في دبي. وعليه سافر أبوشوقي في 1942 مجددًا إلى دبي التي لم تكن وقتذاك سوى مجتمعًا بدائيا يسكنه عدد قليل من السكان، ويحكمه الشيخ سعيد آل مكتوم، وتنقصه الكثير من الوسائل العصرية بما في ذلك المياه الصالحة للشرب. في دبي عاش الرجل في مجلس التاجر الكويتي مرشد العصيمي الذي كان بمثابة معلمه والوصي عليه، وباشر عمله باستيراد مواد الغذاء والبناء من الهند مستخدمًا أسطول عائلته المكون من 50 بانوشا، يتحرك محملاً بالبضائع ما بين موانيء الخليج والعراق والهند واليمن وشرق أفريقيا. وسرعان ما تمكن الرجل من إرساء علاقات قوية مع حكام دبي من آل مكتوم الكرام الذين شجعوا تجار البحرين على القدوم الى دبي وفتح مكاتب تجارية فيها، فكان أن قدمت إليها أسر تجارية بحرينية أخرى مثل عائلات مصطفى عبداللطيف، وعرشي، وبدري، وخان بهادر. (طالع بشار الحادي الجزء الخامس مصدر سابق). دعونا نستمع من أبوشوقي (بتصرف) عن أسباب تأسيسه خلال فترة الحرب العالمية الثانية لمكتب تجاري في دبي وإقامته هناك لمدة سبع سنوات (تخللتها زيارات إلى البحرين كانت أهمها في 1944 حينما قدم للزواج من السيدة العراقية رفيعة العبيدي) وذلك طبقا لما رواه في مقابلته الصحفية مع علي الجلاوي: كان ميناء دبي الأكثر نشاطا زمن الحرب، حيث كان التصدير منه يتجاوز المتوقع بسبب توزيع المؤونة. إذ قدر عدد سكان الإمارة بمليون ونصف المليون نسمة، في حين كان عدد قاطنيها لا يتجاوز في أحسن الأحوال 200 ألف نسمة. وقد نجم عن هذا الخلل فائض من المواد الغذائية والسلع راح تجار دبي يبيعونه بموافقة الحكومة إلى من يصدره إلى الدول المجاورة الأكثر سكانًا. وقد أتى أبوشوقي على سرد أمثلة في هذا السياق فذكر أن حكومة دبي سمحت لتجارها أن يتصرفوا في 10 آلاف صندوق شاي مثلا، وفي حصة كبيرة من مؤونة السكر لأن أهل دبي لم يكونوا يستهلكون سوى 5% منها، وكذا الحال مع إطارات السيارات التي كانت تصل دبي من اليابان بسعر 16 روبية وتباع فيها بخمسين روبية ثم تهرب إلى الكويت لتباع بألفي روبية بسبب صعوبة الحصول عليها في زمن الحرب. عاد الرجل في 1951 إلى البحرين للاستقرار فيها بشكل دائم، وكان أول ما فعله هو ترشيح نفسه لعضوية المجلس البلدي بالمحرق ضمن مرشحي الشعب (كانت عضوية المجلس وقتذاك تتم بالتعيين من قبل الحكومة والترشيح من قبل الشعب مناصفة). وعلى نفس المنوال وبسبب شعبيته بين الناس تم ترشيحه من قبل الأهالي لعضوية الغرفة التجارية في العام نفسه، علما بأن الغرفة كانت آنذاك ثمرة من ثمار إحساس طبقة التجار بضرورة تجمعهم في كيان واحد يدافع عن مصالحهم على ضوء متغيرات تلك المرحلة والتي شملت انحسار مهنة الغوص، وتوجه العمال للعمل في شركة نفط البحرين، وظهور مشاريع لإعادة إعمار ما أفسدته الحرب، ناهيك عن قرار الحكومة السعودية بضرورة أن تصدق أي وثائق خاصة بالبضائع الواردة من البحرين بختم غرفة تجارة وصناعة البحرين (بشار الحادي مصدر سابق الصفحات 275 ـ 276). وفي 1955 انتخب أبوشوقي عضواً في مجلس إدارة نادي البحرين بالمحرق، أحد أشهر وأقدم أندية البلاد. في 1952 انتقل والده إلى جوار ربه، فانتقلت تجارته إلى أولاده الذين أسسوا فيما بينهم شركة تحمل إسم أكبرهم سنا. فظهرت شركة أحمد فخرو وإخوانه التي واصلت العمل في تجارة مواد البناء والسلع الغذائية والكهربائية والسيارات والمكائن والإطارات. غير أن هذه الشركة تعرضت للإنقسام في 1958، حيث أسس الأخوان أحمد وعبدالله شركة أحمد وعبدالله فخرو التي استحوذت على وكالات السيارات والإطارات وشركات التأمين والملاحة، ثم قامت بافتتاح فروع لها في دبي والكويت وقطر، فيما قام الإخوة محمد وإبراهيم وعلي بتأسيس شركة محمد فخرو وإخوانه التي تخصصت في تجارة مواد البناء واستحوذت على وكالات الأجهزة الكهربائية، وعلى رأسها وكالة أجهزة فيلبس الهولندية التي قال عنها أبو شوقي إن: بيع وترويج وكالة فيلبس للإلكترونيات هو العمل الذي أخذ أطول فترة من حياتي. وطالما أتينا على ذكر الإلكترونيات فإن لأبي شوقي فضل دخول جهاز التلفزيون إلى البحرين. والقصة رواها صديقنا المرحوم خالد الحمد البسام في الصفحة 94 من كتابه تلك الأيام، حيث قال ما معناه إن أبا شوقي كان ذاهباً ذات يوم من أيام العام 1952 إلى مكتبه في سوق المنامة القديم فاسترعى انتباهه وجود هوائي غريب الشكل مثبت فوق سطح أحد المنازل. وبسؤال صاحب المنزل الأمريكي عن ذلك الهوائي، أخبره أنه هوائي خاص بالتلفزيون، فاستفسر صاحبنا عن ماهية التلفزيون، فاذا بالامريكي يدخله بيته ويطلعه على الجهاز الذي أصابه بالدهشة. ويضيف البسام أن فخرو خرج من منزل الامريكي وقرر دون تردد استيراد جهازي تلفزيون في البداية دونما اكتراث بما قد يقوله البعض من أنه جلب السحر إلى البلاد. وهكذا دخلت أجهزة التلفزيون البحرين وسط دهشة الكثيرين ممن راحوا يتجمهرون أمام دكان فخرو لرؤية الصور والمشاهد المتحركة، ثم حذا تجار بحرينيون آخرون من أمثال محمود شكيب وحسين يتيم وأحمد فخرو حذو أبي شوقي لجهة استيراد الجهاز العجيب. كما يرجع الفضل إليه في تأسيس شركة سينما البحرين في 1966 بالاشتراك مع الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، ومحمد جلال، وعلي الوزان، وعلي عبدالعال، وعلي العبيدلي، وسيد علوي العلوي، وجاسم فخرو، وعبدالرحمن عبدالغفارالعلوي، وعزرا إبراهيم نونو، علمًا بأن هذه الشركة تمددت إلى دول الخليج المجاورة فأسست مثلاً 14 دار عرض في قطر، وجددت وطورت وكيفت كل صالات العروض داخل البحرين. إلى ما سبق لعب أبوشوقي دورًا في تأسيس شركة البحرين لمطاحن الدقيق في 1970 وأسهم فيها وتولى مجلس إدارتها، وتولى رئاسة مجلس إدارة الشركة البحرينية الكويتية للتأمين التي تأسست في 1975، وصار عضوًا في مجلس إدارة بنك الخليج المتحد الذي تأسس في 1980، وفاز بقيادة غرفة تجارة البحرين لـ12 دورة متتالية منذ 1989 وحتى 2001، وشارك في تأسيس مركز التحكيم التجاري بدول مجلس التعاون الخليجي في 1994، ونال عضوية مجلس إدارة شركة إتحاد الخليج للتأمين التعاوني التي تأسست في 2007 برأسمال سعودي، وتم تعيينه في عام 2000 عضوًا في اللجنة المالية لمركز عيسى الثقافي، وحصل على العديد من الأوسمة، وقام بالعديد من الأعمال الخيرية مثل: تقديم الدعم المالي للقضية الفلسطينية منذ 1948، وبناء مسجد نادي الحالة في 1986، وإنشاء مركز لتحفيظ القرآن في 1997، وتقديم العون لأبناء الشعب الكويتي إبان الغزو العراقي، وتأسيس مؤسسة متخصصة في العمل الخيري تحمل اسم والده هي مؤسسة يوسف بن عبدالرحمن فخرو الخيرية. رحم الله أبا شوقي، فقد عرف بتواضعه، وحبه لبذل الخير، وتواصله مع كبار القوم وصغارهم، ومشاركته لهم في أفراحهم وأحزانهم، وتفانيه في خدمة وطنه وناسه.