من توم بيري بيروت (رويترز) - قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي المعارضة كانوا في الأسابيع الأخيرة يستخدمون على نطاق واسع صواريخ تاو المضادة للدبابات الأمريكية الصنع التي تدفع ثمنها المملكة العربية السعودية ويتم تزويدهم بها عن طريق تركيا وإن هذه الأسلحة لها أثر ملموس على ساحة المعارك. والصاروخ تاو هو أكثر الأسلحة فعالية في ترسانة جماعات المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد ولوحظ أنه أصبح أكثر استخداما من ذي قبل منذ تدخلت روسيا بشن ضربات جوية على سوريا في 30 من سبتمبر أيلول. وعرضت مقاطع فيديو مقاتلي جماعة معارضة وهم يستخدمون أحد هذه الصواريخ الموجهة في تدمير طائرة هليكوبتر روسية بعد هبوطها في سوريا يوم الثلاثاء. وتحدث المصدر العسكري السوري عن تزايد إمدادات المعارضة من صواريخ تاو للمرة الأولى وقال إنه كان لها تأثير على المعارك لكنه هون من شأن تأثيرها العام قائلا إن الجيش يحقق مكاسب على الأرض. وقال المصدر من خلال سير المعارك تبين أنه عند الإرهابيين كمية أكبر من الأسلحة التاو الأمريكية. وتصف الحكومة السورية مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيون. وأضاف المصدر قوله هذا السلاح بدأوا يستخدمونه بكثرة مما يدل على أنه هناك تزويد لهم من هذا النوع من السلاح المعروف وهو المضاد للدبابات وللعربات المصفحة بشكل عام. وتأتي تصريحاته مؤشرا آخر على كيف أن زيادة الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة من خصوم الأسد الأجانب ساعدتهم على صد هجوم كبير متعدد المحاور شنته قوات الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون. وكانت مصادر رفيعة قريبة من دمشق قالت لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر إن زيادة الإمدادات من صواريخ تاو أبطأت خطى هجمات برية للجيش السوري وحلفائه الأجانب ومنهم فيلق الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله. وقد استعادت الحكومة السورية بعض الأراضي ومنها مناطق إلى الجنوب من حلب وفي محافظة اللاذقية في الشمال الغربي لكن مقاتلي المعارضة تمكنوا من التقدم في مناطق أخرى منها محافظة حماة حيث يجري استخدام صواريخ تاو على نطاق واسع. * السعودية تدفع ثمن الصواريخ التي ترسل عبر تركيا قال ممثل عن إحدى حماعات المعارضة التي تم تزويدها بصواريخ تاو إن مقاتليه لا يعانون الآن من نقص الأسلحة كما كان الحال فيما مضى. ولكنه اشتكى من أنهم لا يمتلكون سوى قاعدة إطلاق ثلاثية واحدة للصواريخ. وتقاتل جماعته إلى الجنوب من حلب. ويجري تزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تاو بموجب برنامج للدعم العسكري للجماعات السورية التي تم فحصها بدقة للتأكد من أنها معتدلة. واشتمل الدعم في بعض الأحيان على تدريب عسكري من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن ذلك كيفية استخدام صواريخ تاو. وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها من واشنطن في 31 من أكتوبر تشرين الأول أن المخابرات المركزية الأمريكية وبالتعاون مع السعودية وقطر زادت في الآونة الأخيرة عدد جماعات المعارضة التي تمدها سرا بأسلحة منها صواريخ تاو. وذكرت أيضا في ذلك الوقت أن شحنة جديدة كبيرة من صواريخ تاو تم تسليمها في أكتوبر تشرين الأول لمن ترى الولايات المتحدة أنهم معارضون سنة معتدلون نسبيا في الشمال الغربي. ونشر مقاتلو المعارضة الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر العديد من مقاطع الفيديو لمقاتليهم وهم يطلقون صواريخ تاو في الأسابيع التي تلت شن الجيش وحلفائه هجمات في مناطق بغرب سوريا ذات أهمية حيوية لبقاء الأسد. وبدأت غارات القصف الجوي الروسية في 30 من سبتمبر أيلول. وقال المصدر العسكري إنه لوحظت زيادة إمدادات المعارضة من هذا السلاح منذ أواخر أكتوبر تشرين الأول ولاسيما في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماة. وقال هذا السلاح المضاد للدبابات بالتأكيد هو يؤثر على عمل القوات المدرعة والقوات المصفحة بالتأكيد لأنه هو سلاح أمريكي معروف تأثيره ومعروف أنه سلاح فعال ضد المدرعات. استخدموه بكثرة مما يدل على أنه توفر لديهم هذا السلاح. وأضاف المصدر قوله بالتأكيد عندما يستخدم أي طرف سلاحا فعالا سيؤثر بالتأكيد وليس إلى الحد الكبير. نحن في ريف حلب الشرفي وريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي وريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي جيشنا يتقدم ولكن أنا قلت إن أي سلاح نوعي ومتطور بالتأكيد سيؤثر على خطط أو طريقة قتال أي جيش أو أي تشكيل عسكري. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يقدم نظم أسلحة مضادة للدبابات ومضادة للمدرعات في سوريا ومدربين على استخدام الأسلحة. وقال أيضا إن هذا خطأ فادح وإن الأسلحة ستسقط بالتأكيد في أيدي منظمات إرهابية. ونشر الموقع الإلكتروني للكرملين تصريحاته. وقال المصدر العسكري السوري عن تزويد المعارضة بصواريخ تاو من يدفع الأمول هي السعودية ومن يؤمن الإمداد تركيا. (إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)