عادت الحياة إلى سوق العمل السعودي، وعادت العمالة الأجنبية للحراك اليومي بعد أن تأكدت أن مخاوفها من حملات التصحيح لا تمسها، وأن الهدف الاقتصادي السليم الذي سعت الجهات الرسمية لتحقيقه يركز على المخالفين والمتسللين فقط. سيطر الخوف على العمالة الأجنبية مع نهاية فترة التصحيح الثانية، وتعاملوا مع الموقف بحذر بالغ، وعندما تأكدوا أن السوق السعودية تم إعادة ترتيب أوراقها، عادوا فورا إلى الساحات العامة وعادوا لممارسة أعمالهم في جو آمن ومريح للغاية، بل وتأكدوا أن عملية التصحيح صبت لصالحهم فقد خرج من السوق المخالفون وبقي السوق لهم وحدهم، وارتفعت بالتالي عوائدهم المالية. سوق العمل فتح بابه على مصراعيه للشباب السعودي وأتاح لهم فرصة العمر إذا أرادوا إثبات وجودهم، وهم يحتاجون قروضا مالية ودعما لوجستيا ليقتسموا كعكة السوق مع العمالة النظامية التي استفادت بشكل واضح من عملية التصحيح، وقد يصنعون تعاونا مثمرا بينهم وبين السعوديين الجدد. بقي أمام حملات التصحيح وقت طويل لملاحقة المخالفين وخاصة من العمالة الإفريقية المتسللة التي لا تعتمد في إنتاجها ومواردها الاقتصادية على الحراك السعودي اليومي المكشوف بل لهم بضاعتهم ولهم زبائنهم ووضعهم الاقتصادي ممتاز للغاية، والمهم كيف يتم محاصرة المتسللين الذين يتنقلون في طول البلاد وعرضها؟ وكيف يتم محاصرة منتجهم اليومي الخطير؟ عاد التوازن للسوق السعودي ودب النشاط في الساحات العامة وسط المدن السعودية وعاد الركض في المشاريع واستفاد المواطن والمقيم على حد سواء، وبقي الهم الأساسي وهو ملاحقة المتسللين وتجفيف موارد «خونة البلاد».