قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كوالالمبور أمس، إن الولايات المتحدة «عازمة على تدمير تنظيم داعش». وأضاف، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع زعماء دول جنوب شرقي آسيا: «سندمر (داعش)، وسنوقف تمويله، وسنلاحق قادته». ودعا أوباما روسيا إلى التركيز على ضرب قوات «داعش»، وليس ضرب قوات المعارضة السورية المعتدلة. وقال إن روسيا لا تؤيد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «حتى الآن»، وإن الموقف الروسي سيتضح خلال أسابيع «إذا توصلنا (في مؤتمر جنيف) إلى اتفاق». وقال إن الولايات المتحدة ستستمر في قيادة التحالف الدولي ضد «داعش»، ووضعت خطة «تدميره في الميدان»، وإن التدمير «ليس فقط هدفا واقعيا، بل هو هدف سنحققه. وسنستخدم كل أنواع القوة الأميركية، وسنحشد كل جهود حلفائنا»، وإن الخطة الأميركية هي قطع خطوط تمويل «داعش»، ومطاردة قادته، وتفكيك شبكاته، واسترجاع الأراضي التي يحتلها في سوريا والعراق. وكرر أوباما أن هذه الحرب ليست «حربا ضد دين»، وذلك لأن الولايات المتحدة «بلد تتعدد فيه الأديان والأعراق»، وأن هذه الحرب لن تقلل من «القيم والمبادئ التي تمكن الجميع من المشاركة، عن طريق التمسك بالعدل، والمساواة، واحترام الآخرين». وقال إن ذلك نقيض مبادئ «داعش»، التي تدعو إلى «التخلي عن الحياة الطبيعية والتراجع، والانعزال عن بقية العالم». وأضاف: «لن تسمح الولايات المتحدة بذلك، ولن تسمح مجتمعاتنا القائمة على التعددية بذلك. عندنا، يملك كل شخص الحق في أن يفعل ما يريد. لن ننقلب ضد بعضنا بعضا، ولن نسيء معاملة بعضنا بعضا بسبب الدين أو العرق. ستكون هذه خيانة لمجتمعنا، ولقيمنا، وتعزيزا للدعاية التي يمارسها تنظيم داعش». وعن هجمات فرنسا ومالي، قال إن «العائلات في كثير من الدول تشعر بآلام لفقدانها أحبتها»، وإن ما حدث «سيبقى عالقا في ذاكرتنا، لأن الأمر ليس متعلقا فقط بعائلات الضحايا، بل بنا جميعا». وعن الوضع في سوريا، قال إن الرئيس الأسد «يجب ألا يستعيد شرعيته في بلد أغلبيته العظمى تكّن له الكراهية»، وإن الحرب لن تتوقف «ما دام الأسد مستمرا في الحكم». وعن مشكلة المهاجرين إلى الغرب، قال أوباما إن «الدعوات الرافضة لإيواء اللاجئين الجدد في الولايات المتحدة تتعارض مع قيم المجتمع الأميركي». في الوقت نفسه، تتردد في الولايات المتحدة أصداء تصريحات دونالد ترامب، ملياردير العقارات، وأحد مرشحي الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، التي دعا فيها إلى تسجيل كل المسلمين في الولايات المتحدة. وانضم مرشحون جمهوريون إلى الناقدين. ويوم السبت الماضي، انتقدت المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، تصريحات ترامب. وقالت، في خطاب سياسي، إن خطته «تعزز قدرة تنظيم داعش على تجنيد الناس، وتخدم المتطرفين». ثم كتبت، في تغريدة في صفحتها بموقع «تويتر»: «هذا كلام يسبب صدمة. يجب أن يدينه جميع الذين يريدون قيادة هذا البلد». وقالت وزيرة الخارجية السابقة: «هذا خطاب مرعب، يجب أن يدينه كل من يسعى لقيادة هذه البلاد». وكان ترامب قد سئل في مقابلة أجرتها معه شبكة «إن بي سي» الإخبارية، الخميس الماضي، عما إذا كان يوافق على وضع قاعدة بيانات خاصة الغرض منها مراقبة المسلمين وتتبعهم. وأجاب ترامب: «سأنفذ هذا الأمر بالتأكيد»، مضيفا: «وينبغي اعتماد أنظمة أخرى غير قاعدة البيانات». وعند سؤاله عن الطريقة التي يقترح أن يسجَّل بها المسلمون قال إن ذلك يمكن أن يتم في «أماكن متعددة» وليس في المساجد فقط. وسئل ترامب عما إذا كان هناك فرق بين تسجيل المسلمين الآن وتسجيل اليهود إبان الحقبة النازية في ثلاثينات القرن الماضي، فقال «أنت قل لي ما الفرق». وكان جيب بوش، شقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن، والساعي هو الآخر للفوز بترشيح الجمهوريين، والذي تعرض للانتقاد لمقترحه بمنح اللاجئين المسيحيين أفضلية على المسلمين، قد انضم إلى كلينتون في مهاجمة ترامب، وقال إنه على الأميركيين تجنب التخلي عن مبادئهم لكي يكونوا أشداء في محاربة التطرف. وقال المرشح الجمهوري جيب بوش، في خطاب أمام تجمع ديمقراطي، وهو يخاطب ترامب: «يجب ألا يتخلى الأميركيون عن مبادئهم خلال حربهم ضد الإرهاب.. أنت تتحدث عن اعتقالات، وعن إغلاق المساجد. أنت تتحدث عن تسجيل الناس. لكن، هذا خطأ. ليس هذا قوة، هذا ضعف». فيما انتقدت صحف أميركية كثيرة تصريحات ترامب. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» رأي ندرو روزنتال، رئيس قسم الآراء فيها، بأن خطة ترامب «جبانة، وعنصرية، ونازية، ولا تتلاءم مع روح أميركا، ومثيرة للاشمئزاز». وكتبت «واشنطن بوست» في رأيها الرئيسي: «بينما يتركز الحديث في أوروبا على حفظ الأمن ومراقبة الحدود ومواجهة الإرهاب، يدور في الولايات المتحدة حديث كثير ومثير عن الخوف، بقيادة سياسيين انتهازيين».