×
محافظة المنطقة الشرقية

«السعودية» الأولى عربياً في الانضمام لبروتوكول القضاء على التبغ

صورة الخبر

بداية لم يتغير موقفي من ضرورة مراجعة خطابنا الثقافي والديني وضرورة الأخذ بمنهج الوسطية التي أكد عليها ديننا الإسلامي الحنيف والعمل من خلال مشروع وطني متكامل على احتواء شبابنا وعدم تركهم للاختطاف من لدن مجرمي العصر باسم الدين وهم أبعد الناس عن الدين.. أو اختطاف شبابنا من عصابات المخدرات التي تدمر مستخدمها وتقضي عليه وتصيب أسرته بنيرانها.. وأيضاً ما زلت عند رأيي في ضرورة قيام المدرسة في السعودية بدورها التربوي والتعليمي وفق رؤية معاصرة وواعية لاحتياج الطالب في عصر ثورة الاتصالات ليكون في الغد مواطناً فاعلاً ومدركاً لحقوقه وواجباته كما يجب وكما يستحق؛ ولكن محاولة بعض الإعلاميين من دول المغرب العربي اليوم بعد أحداث باريس إلقاء كل التهم على السعوديين وأنهم خلف التطرف في العالم الإسلامي بعمومه دون سواهم.. وتبرئة كافة الأطراف من مسؤوليتها في اتساع قاعدة التطرف يمثل في واقع الأمر تحيزاً وحكما ظالماً وغير موضوعي فالتطرف اليوم منتج ثقافي عالمي له محفزاته ومثيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. والشاهد أن مكون عصابات التطرف والإرهاب عالمياً وخاصة في داعش كمكون رئيس يتزعم منظومة الإرهاب بات يضم بين جنباته كافة الجنسيات العربية والافريقية والغربية الأوربية والأميركية وليس الإسلامية فقط حيث باتت معالمه ككيان سياسي يرتدي عباءة التدين بهتاناً وزوراً يستهدف العالم برمته أمراً واضحاً للجميع وهو أشبه باختراع فيروس للتجربة وتهديد الأعداء ثم تسرب الفيروس من المعمل وفقد فريق البحث السيطرة عليه وبات في متناول الخصوم والأصدقاء وأصبح يهدد الجميع ويصعب التنبؤ ببعض تنقلاته وتحركاته وأيضاً مضاعفاته وأعراضه.. وربما تتداخل أهدافه وتتقاطع مع مصالح دول في فترة وتتعارض معها في فترات أخرى.. إنها السياسة لا مبادئ ولا أخلاق ولكن مصالح.. أحداث باريس من المتوقع أن تكون جزءاً من نتائجها ذات أثر على أشقائنا من المغتربين من دول المغرب العربي على وجه الخصوص وللأسف بعض القنوات الإعلامية الفضائية فتحت المجال لكل الأبواق الناعقة ضد السعودية ونفث الأحقاد وخاصة من بعض أخوتنا الإعلاميين من دول المغرب وكأنهم يريدون التخلص من تبعات آثار الهجوم بإلقاء التهم جزافاً على دول الخليج عموماً والسعودية على وجه الخصوص.. متنصلين من مسؤوليتهم ومسؤولية مؤسسات مجتمعهم الثقافية والإعلامية والدينية والتعليمية في بناء خطاب متطرف في مجتمعاتهم.. والغريب أن الخطاب الفرنسي كان أكثر موضوعية ومنطقية من أخوتنا حيث رفض ربط الإرهاب بالإسلام.. كنت أتمنى من أخوتنا في الإعلام الفضائي وضع النقاط على الحروف وعدم رمي التهم لأن الإرهاب بات مشكلة عالمية وليس إسلامياً في كامله وإن كان للأسف يستغل فيه بعض شباب الإسلام فإن بعض أدواته ومحركيه ليسوا مسلمين بل هم في واقع الأمر يقفون خلف مشروع سياسي يسعى لخلخلة العالم العربي.. يفترض أن يكون الخطاب الإعلامي العربي عموماً خطاباً موضوعياً ولا يلوم بعضه البعض، والإعلامي المحترف لا يتنصل من مسؤولية بعض مؤسسات مجتمعه في تحفيز ثقافة التطرف والتشدد وبالتالي لابد من مواجهتها وعدم التهرب من الحقيقة باتهام الآخرين خاصة وأننا في السعودية من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب وأيضاً أكثر الدول مكافحة له وتعاوناً مع غيرنا لمحاربته بكل الطرق.. ليس من صالحنا كعرب رمي التهم على بعضنا البعض وليس من المهنية قذف الآخر لتبرئة النفس. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net