إن التاريخ بمثابة قاضٍ قاسٍ فيما يتعلق بالتعصب في الولايات المتحدة. فليكن هذا تحذير للسياسيين الذين يتدافعون لمنع اللاجئين السوريين، خاصة المسلمين، من التماس ملجأ في الولايات المتحدة. كما أن دعاة الفصل العنصري مدانون أيضاً، حتى أولئك الذين تراجعوا عن آرائهم فيما بعد، مثل «جورج والاس». وحتى الرموز التقدمية مثل فرانكلين ديلانو روزفلت ورئيس المحكمة العليا «إيرل وارين» فقد تم توجيه اللوم لهما للدور الذي لعباه في احتجاز الأميركيين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية. وعلى الجانب الإيجابي، كتب «سيث ماسكيت» من موقع «الإخباري هذا الأسبوع عن«رالف كار»، حاكم ولاية كولورادو، والذي أصبح في عام 1942 الصوت الوحيد المدافع عن حقوق الأميركيين اليابانيين. والآن، فإن الحكام والمرشحين «الجمهوريين» لخوض الانتخابات الرئاسية وحفنة من «الديمقراطيين» يلعبون ببطاقة الخوف ذات الدوافع السياسية، وهم يقولون إنه لا يهم إذا فرت الأسر والأطفال من الفوضى والمذابح في سوريا. لا تدعهم يدخلون، خاصة إذا كانوا من المسلمين. وهم يستشهدون، بطبيعة الحال، بالهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس. ومن الممكن تفهم القلق العام بشأن اللاجئين السوريين، حيث إن واحداً من إرهابيي باريس ربما يكون قد تسلل إلى أوروبا مع اللاجئين. لكن القادة الحقيقيين لا ينبغي عليهم استغلال مخاوف الناس. أحياناً تكون مسؤوليتهم هي تهدئة هذه المخاوف. ليس هذا ما نحصل عليه من «دونالد ترامب»، ولا الذي حصلنا عليه من حاكم لويزيانا «بوبي جندال»، الذي انسحب لتوه من السباق. لقد حذر «جندال» و«ديفيد فيتر»، عضو مجلس الشيوخ «الجمهوري»، الذي يترشح بدلاً منه في انتخابات يوم السبت، من جحافل اللاجئين السوريين الذين يهددون المواطنين في لويزيانا. وقال «فيتر»: إن هناك «تدفقاً قادماً»، وإن التدقيق لا يمكنه حمايتنا من «عناصر إرهابية» ممكنة. وذكرت صحيفة «نيو أورليانز تايمز بيكايون» هذا الأسبوع أن هناك لاجئين سوريين في ولاية لويزيانا– 14 لاجئ على وجه الدقة. وتعد الجمعيات الخيرية في أبرشية «نيوأورليانز» هي وكالة إعادة التوطين. والقنصل العام للأبرشية هي «ويندي فيتر»، زوجة السيناتور «فيتر». وبعد الهجوم الياباني عل ميناء «بيرل هاربر»، قررت إدارة روزفلت وضع الأميركيين اليابانيين في معسكرات تحت حراسة. واعترض «كار»، حاكم ولاية كولورادو، قائلاً إن الأميركيين اليابانيين لهم نفس الحقوق الدستورية مثل المواطنين الآخرين وشجب ما وصفه بـ«الخزي والعار» اللذين تتصف بهما الكراهية العنصرية. ... المزيد