حين تقف على أرض صلبة، فأنت قادر على التفكير في الغد والتخطيط له بكل ثقة وإدراك بما يمكن إنجازه وما يجب تفاديه، بينما من يقف على أرض غير مستوية تحتها براكين ووحول، فهو يغرق في الحاضر فقط، تجرفه رياح التقلبات وعدم الاستقرار نحو التفكير بقلق على المستقبل والترحم بحسرة على الماضي. ليس مستغرباً أن تعيش الإمارات اليوم في زمن المستقبل، وأن تتحدث عن دولة ما بعد النفط ، بكل ثقة ووعي بأبعاد خططها، وبما يتم تنفيذه وما سوف يُنجز. فهذه الدولة التي عرفت كيف تجعل من حاضرها نموذجاً للابتكار والتطور والبناء.. والتي سبقت بأشواط دولاً كثيرة، من حقها أن تأخذ شعبها وبلدها إلى عالم الغد، وتعمل معهم على بناء المستقبل، كما فعلت منذ سنوات حين قرر قادتها بناء الإنسان أولاً. فهذا الفكر السليم أوجد دولة قوية، عمادها الإنسان المتعلم الواعي المحب لوطنه، والإنسان المجتهد المساهم مع حكامه ومؤسساته في خلق أفكار إبداعية جديدة، وتطوير الحاضر والموروث مع المحافظة على الهوية الإماراتية بكل فخر. مسيرة التنمية مستمرة، وقد أدت بفضل التخطيط السليم والوعي بمخاطر المرحلة الحالية، ودراسة ما تنفقه الدولة وما تصدره وتنتجه وتستورده.. إلى هذه المصارحة والشفافية التي تتحدث بها وعنها القيادة عن الانتقال إلى عصر ما بعد النفط، أي الاعتماد على مصادر بديلة للدخل ودعم الاقتصاد المحلي. توفير البيئة المناسبة للابتكار، ودعم وتشجيع كل الفئات من أطفال وشباب وطلاب وموظفين وإداريين ووزارات ومؤسسات حكومية وخاصة يثمر بلا شك إنجازات متطورة، وتتحول الإمارات إلى خلية نحل الكل يعمل فيها في سبيل هدف واحد، وكل الجهود مبذولة من أجل إنجاح المشروع الأهم والأكبر وبناء مستقبل ناجح لعصر ما بعد النفط. والابتكار لا يعني فئة معينة ولا هو محصور بالعلوم والتكنولوجيا فقط، بل من الضروري أن يشمل كافة الفئات العلمية والفكرية والفنية لأنها تشكل مجتمعة كل مناحي الحياة وتشمل كل متطلبات المجتمع. مثلما الحث على الابتكار والعمل بوضوح وشفافية للاعتماد على صناعات وموارد بديلة للنفط مهم جداً، ومبادرة متميزة تنفرد بها الإمارات في محيطها، كذلك من المهم أيضاً وضع خطط مدروسة من أجل تبني هذه الابتكارات بكافة مستوياتها، لتكون الإمارات أرضاً داعمة للفكر والتطور وحاضنة له، وتشجيع الجميع حتى المبتدئين على مواصلة العمل من أجل التجويد، بدل أن تُحبط آمال البعض وتُهدر جهودهم، فيتراجعون أو يبحثون عمن يتبنى أعمالهم وأفكارهم في الخارج. marlynsalloum@gmail.com