×
محافظة المنطقة الشرقية

«التعليم» تشدد على متابعة تشغيل المقاصف المدرسية

صورة الخبر

شكّلت نخبة مفاجئة من مرتادي العالم الافتراضي الحديث، قفزة نوعية في طريقة تعاطي الناس وانطباعاتهم على الجديد من الأحداث، وبدأوا يتفاعلون أو يثقون أكثر بتشكيلة أتت من خارج السرب، من منظّرين أو محللين، نافست السيناريو الكلاسيكي القديم، الذي كان يعتمد على الرأي وفكرة وطريقة القراءة أقطابٍ احتكرت ذلك لفترة طويلة. قد يكون المغرد «مواطن آيل للسقوط»، الأيقونة الجديدة الضبابية، هو أكثر تلك العينات احتفاظاً وتمسكاً بمقدار ملموس من التأثير، ليس بالضرورة على سبيل الإبهار، ولكن من عامل قدرته على جذب مختلف المتابعين للوقوف عند ما يدلي به، سواء على صفحته في «تويتر» أو «الإنستغرام». وعرف عن «مواطن» أنه شخصية غامضة ومتشائمة في العالم الافتراضي، كانت بدايته في عالم «تويتر» حيث برز هناك بآراء جريئة، وسرعان ما انتقل على «الإنستغرام» ودون أسفل صورته «لأن المجتمع يستقطبه المهرجون أكثر من المثقفين تم إنشاء هذا الحساب» بهذه الكلمات انطلق مواطن آيل للسقوط، ووصل عدد متابعيه في «إنستغرام» لأكثر من 31 ألف متابع، وفي «تويتر» وصل عدد متابعيه لأكثر من 21 ألف متابع. ويبدو أن «الآيل للسقوط» مازال مصرّاً على رغبته بالتحفظ على شخصيته، خوفاً من أن يؤثر ذلك على آرائه الحرة، ومكنونات نفسه على حد تعبيره، كما أنه يستمتع بقراءة كل الردود التي تعارضه، اعتقاداً منه أن ذلك قد يجعله أكثر قدرة على فهم المجتمع، وتصحيح بعض وجهات نظره إذا أحس أنه مخطئ في التنظير. بدأ هذا المغرد الشاب مرتبكاً عند لقائه، متريثاً في إجاباته قليلاً، لكنه كان حيوياً، في صورة لامست ردوده الإلكترونية التي أثارت اهتمام المتابعين حتى اليوم وأصبح حسابه في «الإنستغرام» من أكثر الحسابات المحلية تعاطياً. سبق وأن وضّح «الآيل للسقوط»، أن معظم الحقيقة تقع في منتصف الطرفة، وأن تعبيراته الأخرى، الحادة منها أو الجدية بجرعة زائدة، ما هي إلا إنعكاس كلي لكل الأفكار التي تسكنه بالداخل، من غير تمثيل أو مكياج، ويعتقد كذلك، أنه تجاوز مرحلة محاولة إثبات القدرة على التغريد، التي قد يراها البعض تميزاً، لكنه يعتقد أنها ترجمان مباشر لمشاعره وأحاسيسه، لتفاجئه بأنها تشترك مع الكثير، إلى أن تيقن أن معظم أوجاع الناس متشابهة، لكنهم قد يغفلون ذلك. وعن سر انجذاب المتابعين، يقول: أعتقد أنك تستطيع جذب الناس إذا أشعرت كل فرد فيهم أن رأيه ثقيل يقبل الرد والقبول، معظم أصحاب الحسابات الكبيرة لا يشعرون المتابع بذلك، وطبيعي جداً ألا يشعر المغرد المعزول برغبة في إبداء رأيه إذا أحس أنه غير معتبر على أي حال. أنا أشعر باعتزاز كبير عند كل اختلاف يطرح، ويجذبني الرأي الذي لا أستطيع تفنيده. وعن سبب تغيّر بعض توجهاته في طرح مختلف القضايا، يقول «مواطن»: الإنسان لا يستطيع أن يستمر على منوال واحد، هذا شيء مثير للملل، المتابع إنسان، فكر وعاطفة ومزاج، ويجب أن تلامس كل ذلك فيه، وإذا عبرت عن نفسك بالطريقة غير المتكلفة، سترى أنك خاطبت الجميع، وكلما اقتربت من الواقع، اقترب منك الناس، لأنهم جزء منه. لاحظ الكثير كتاباته الدافئة عن الحب، وعن تخصيص اسم فاطمة بفقرة بَوْحِه الخاص، وسألته إن كان ذلك ضرب من الافتراض أو الرمزية... يقول مواطن: لا أخجل من التصريح بعاطفتي، فاطمة أنثى حقيقية، ورغم شعوري الجارف بخيبة الظن، إلا أنها أثبتت قدرتها على صناعة دهشتي النفسية بصورة استثنائية، هي ليست رمزية، بل تستحق أن تكون رمزاً... وكائن جميل يبعث على الاطمئنان. ويواجه «مواطن» انتقادات واسعة قبال ما يطرحه من أمور بهذا العالم الافتراضي إلا أنه يقابل كل هذا بالقول: أتحدى أي شخص يقول إني قمت بالتشهير بشخصية معينة، تشهيراً بمعنى الفضيحة لشخص ما، كل ما هناك انتقاد عام والأقربون أولى بالتصحيح والعوم في البحر أسهل من أن تحمله ظنون الناس بعيداً عن ما أردت توصيله لأكبر عدد ممكن منهم. ويحاول المئات من الأشخاص الحصول على ثغرة يتمكنون من خلالها الوصول إلى شخصية مواطن الحقيقية في حين أنه اختار أن تكون صورة الممثل الأميركي كلينت استود في فيلمه الشهير «الطيب والشرس والقبيح» عنواناً له بهذا العالم الافتراضي ليبقى هو غامض دون أن تنجح محاولات العشرات معرفته حتى الآن. وبسؤاله عن مدى رغبته بالاستمرار يقول: لا أعلم، مازال الفراغ يجبرني على تفريغ الطاقة بهذا الشكل، وكل شعلة مهما التهبت، لابد أن يأتيها يوم فتخبو.