فرضت سلطات شبه جزيرة القرم أمس حالة الطوارئ بعد انقطاع كامل للتيار الكهربائي القادم من أوكرانيا بسبب تخريب تعرضت له خطوط التوتر العالي وفقا لمصادر أوكرانية وروسية لم تذكر مَن المسؤول عنه. وبحسب "الفرنسية"، فقد قالت وزارة الحالات الطارئة الروسية في القرم إن انقطاعا للتيار الكهربائي القادم من أوكرانيا حدث وتبعا لذلك فقد تم فرض حالة طوارئ في شبه الجزيرة. وألحقت شبه جزيرة القرم التي كانت جمهورية تتمتع بحكم ذاتي وناطقة بالروسية في أوكرانيا، بالاتحاد الروسي في آذار (مارس) 2014 بعد استفتاء نظم فيها على أثر الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، ويعتبر الغربيون هذا الاستفتاء غير شرعي ولا يعترفون بإجراءات ضم شبه الجزيرة إلى روسيا. وأشارت وزارة الحالات الطارئة إلى أنه بعد انقطاع الكهرباء من أوكرانيا تم تشغيل مولدات جمهورية القرم وتم ربط مدن سيمفيروبول ويالطا وساكي جزئيا، مضيفة أنه تم تزويد المستشفيات والمراكز الحساسة الأخرى بالكهرباء بواسطة المولدات. وفي مدينة سيباستوبول الساحلية، قطعت الكهرباء وشبكة الإنترنت والمياه عن بعض المنازل لكن شبكة الاتصالات الهاتفية تعمل، وتصل الكهرباء من أوكرانيا عبر أربعة خطوط للتوتر العالي، وتعرض اثنان من هذه الخطوط للتخريب. ونشرت شركة الكهرباء الحكومية الأوكرانية أوكرينيرجو صورا لعمود كهربائي سقط أرضا ولعمود آخر متضرر، وقالت إن طبيعة الأضرار تشير إلى تخريب ربما باستخدام عبوات ناسفة، وجرت عملية التخريب جرت في منطقة خيرسون شمال القرم في الأراضي الأوكرانية. ويبدو أن الخطين الآخرين للتوتر العالي توقفا عن العمل بسبب انفجار ليلة أمس، وكتب إيليا كيفا المسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية على صفحته على فيسبوك فجر إن "العمودين دمرا للتو". وصرح ميخائيل شيريميت النائب الأول لرئيس حكومة القرم بأن شبه الجزيرة لا يمكنها أن تؤمن لنفسها سوى نصف احتياجاتها من الكهرباء. وكانت القرم شهدت الشتاء الماضي انقطاعا للتيار الكهربائي عدة مرات بسبب مشاكل تقنية، كما قالت السلطات الروسية، لكن البعض ينسب هذا الانقطاع إلى عمليات تخريب، ولا تنتج القرم سوى 16 في المائة من استهلاك الكهرباء المحلي، بحسب شركة "آي إتش إس سيرا" الدولية للأبحاث حول الطاقة. ووعدت موسكو التي نصبت عددا من مولدات الكهرباء في القرم بعد ضمها، ببناء محطات كهرباء حديثة في شبه الجزيرة لضمان استقلاليتها الكاملة على صعيد الطاقة، لكن ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي أوضح أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف في يوم ولا في شهر، إنها عملية صعبة. وشرعت روسيا في منتصف الشهر الماضي بمد أول خط لنقل الكهرباء أو ما يسمى "جسر الطاقة" إلى شبه جزيرة القرم الروسية التي تعتمد حاليا على أوكرانيا للحصول على الكهرباء. ويبلغ طول خط الكهرباء 13.8 كيلومتر، وسيمتد هذا الخط من إقليم كراسنودار عبر قاع مضيق كيرتش إلى شبه جزيرة القرم، وسيتم مده بواسطة معدات خاصة. وأوضح سيرجي إيجوروف وزير الوقود والطاقة في شبه جزيرة القرم الروسية أن الأعمال بدأت في هذا المشروع المعقد إلى حد ما، حيث سيتم مد الخط بواسطة سفينتين، الأولى ستقوم بحفر خندق في قاع المضيق والأخرى بوضع خط الكهرباء، ومن ثم سيتم ردم الخندق. ومن المخطط أن يتم تشيد "جسر الطاقة" على مرحلتين، المرحلة الأولى من المتوقع إتمامها قبل نهاية العام الحالي، التي ستزود شبه الجزيرة بنحو 400 ميجاواط من الطاقة، والمرحلة الثانية يفترض الانتهاء منها في الصيف المقبل ليبلغ حجم الطاقة المتدفق عبر الخط الكهربائي نحو 800 ميجاواط. وتحصل شبه جزيرة القرم على نحو 70 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من أوكرانيا، وفي حال قطع الكهرباء المفاجئ يتم توفيرها عن طريق الموارد الذاتية، وتشير تقديرات وزارة الطاقة الروسية إلى أن القرم بحاجة إلى 880 ميجاواط. وإضافة إلى الكهرباء تعاني القرم انقطاع في المياه منذ أن أغلقت أوكرانيا في نيسان (أبريل) قناة القرم الشمالية التي كانت تؤمن 85 في المائة من حاجات شبه الجزيرة من المياه. وبسبب هذا الحصار الذي نددت به السلطات المحلية معتبرة أنه انتقام من كييف، فإن مزارعي القرم سيتكبدون خسائر يمكن أن تصل إلى خمسة مليارات روبل (نحو 103.5 مليون يورو). وقررت القرم بالتالي التخلي عن زراعة الأرز التي كانت تستهلك نحو 70 في المائة من مياه الري، وحرصا منها على إيجاد حل لهذه المسألة الحيوية باشرت القرم أعمال حفر وهي تدرس مد قناة مياه من روسيا، وتعتبر الإمدادات الغذائية من نقاط الضعف في القرم التي تستورد من أوكرانيا نحو 80 في المائة من حاجاتها من المواد الغذائية.