أطلقت شرطة دبي، أمس، حملتها السنوية السرعة قاتلة، مستهدفة السائقين المتهورين على الطرق الخارجية في الإمارة بالتوعية، بدلاً من تحرير مخالفات لهم. المرور الاتحادي يوصي بخفض سن الرخصة إلى 17 أكد رئيس مجلس المرور الاتحادي، اللواء محمد سيف الزفين، أن مؤشر الحوادث لا يرتبط بشكل رئيس بالسن، بقدر ما يرتبط بسلوك الشخص، وثقافته، وإلمامه بإجراءات السلامة المرورية، لافتاً إلى أن مجلس المرور الاتحادي أوصى بخفض سن الحصول على رخصة القيادة إلى 17 عاماً، بعد دراسة مستفيضة. وقال إن المجلس أصدر حزمة من التوصيات الأخرى، تهدف إلى تقليل مؤشر الوفيات، أبرزها: منع استخدام الحافلات الخفيفة في نقل الركاب، لأنها تمثل خطورة كبيرة على حياتهم، خصوصاً في حالات السرعة، كما أنها ليست آمنة لحمل العدد المخصص لها (14 راكباً). وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، إن السرعة الزائدة تعد سبباً رئيساً في 35.6% من الحوادث القاتلة، بواقع 63 من إجمالي 177 حالة العام الماضي، و52 حالة وفاة من إجمالي 122 حالة منذ بداية العام الجاري حتى نهاية سبتمبر الماضي، بنسبة بلغت 42.6%. وأضاف أن السرعة الزائدة تعد عاملاً مشتركاً في معظم الحوادث المرورية التي تقع لأسباب أخرى، لافتاً إلى أن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات، أو الانحراف المفاجئ، أو غيرهما من المخالفات الخطرة الأخرى تكون قاتلة إذا اقترنت بالسرعة الزائدة. وتابع أن حملة السرعة قاتلة، التي أطلقها نائب رئيس الشرطة والأمن العام الفريق ضاحي خلفان تميم، قبل ست سنوات، حققت نتائج إيجابية في خفض الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، لتصل نسبتها إلى نحو ثلاث حالات وفاة لكل 100 ألف نسمة من السكان، فيما كانت نحو 21 حالة قبل نحو 10 سنوات. ورجح الزفين انخفاض مؤشر الوفيات إلى 162 حالة وفاة تقريباً في نهاية العام الجاري، مقارنة بـ177 حالة العام الماضي، لافتاً إلى التركيز على أسباب الحوادث المرورية القاتلة، للحد من وقوعها، خصوصاً تلك التي تقع على الشوارع الخارجية. إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، إن شرطة دبي تنتهج استراتيجية مختلفة خلال حملة (السرعة قاتلة)، إذ لا تركز على تسجيل مخالفة بقدر نشر التوعية بين السائقين، خصوصاً الفئات الأصغر سناً، التي على وشك على الحصول على رخصة قيادة، أو التي حصلت عليها حديثاً، لأنهم أقل إدراكاً لمخاطر السرعة والسلوكيات المتهورة في القيادة. وأضاف أن الإدارة أعدت مع شركائها في الحملة خطة انتشار مدروس، حسب خريطة الحوادث، وأعدت نقاط تمركز في خيام لتوعية السائقين الذين يتم رصدهم، مؤكداً أن التوعية بأسلوب جذاب تكون مفيدة مع شريحة من السائقين الذين ليس لديهم وعي كافٍ، كما يتوافر عامل الردع للفئات الأخرى التي لا تستجيب. وأكد أن مخالفي السرعة، الذين تم ضبطهم بواسطة الدوريات، واصطحابهم إلى الخيام في الدورات الماضية من الحملة، كانت تنتظرهم مفاجآت حقيقية، فبدلأ من تحرير مخالفات لهم كانوا يجدون هدايا رمزية، ومحاضرات سريعة مدعومة بمقاطع فيديو لحوادث قاتلة، نتجت عن السرعة الزائدة. وأشار إلى أن الهدف من الخطوة هو توصيل رسالة إلى مستخدمي الطريق، مفادها أن شرطة دبي تهتم بحياتك وسلامة الآخرين أكثر من اهتمامها بتسجيل مخالفات، معتبراً أن هذا الإجراء حقق نتائج إيجابية، وأبدت كثير من الأسر سعادتها بالأسلوب المبتكر، وحرصت على توجيه النصح لأبنائها الذين على وشك الحصول على رخصة القيادة.