* أظهرتْ أمطارُ الساعةِ والنصف صباحَ الثلاثاء الماضي مزايا لجدة كانتْ خافيةً على سكَّانها... فرغم أن جدة تطلُّ على البحر ولها كورنيشٌ طويل... إلا أنَّ ذلك لا يجعلُ معظمَ سكانِها يملكون إطلالة بَحْريَّة أو يستمتعون بها.. غير أن أمطارَ الثلاثاء كان لها فضلٌ بأن تصبحَ معظمُ مساكنِ جدة تطلُّ على مسطحاتٍ مائية وهو ما يمنحُ ساكنيها فرصةَ الاستمتاعِ بمنظرٍ مائي مثلهم مثل نظرائِهم القريبين من البحر.. * وشجَّع ذلك كثيرين إلى جعلِ عناوينهم السكنية بَحريَّة كاملة فهذا يسكنُ في تقاطعِ نهرِ التحلية مع نهرِ فلسطين في الجزيرةِ الثالثة وذاك في تقاطع نهر الستين مع نهر صاري الجزيرة الخامسة وهكذا... * كما أنَّ كلَّ ساكني جدة استمتعوا بوجودِ أماكنِ ترفيه لم تكن متوفرةً قبلَ المطر... فخرج بعضُهم بقواربِهم البلاستيكيةِ للاستمتاعِ برحلةٍ بَحريةٍ أمام منزله وبدون مشقة.. وآخرون من أبناءِ الجالياتِ المقيمة وجدوها فرصةً للسباحة لعدمِ وجودِ مسابحَ عامةٍ من قبل فحوَّلوا نفقَ تقاطعِ الأمير ماجد مع فلسطين إلى مسبحٍ تقافزوا في فرحٍ داخلَه بتشجيعٍ من المتفرِّجين * هكذا أجواء صنعها مطرُ الساعةِ والنصف لم تكن تخطرُ في بالِ أحدٍ إلا ربما مسؤولي أمانةِ جدة.. فهم كانوا ضمنَ دائرةِ سهام نقدِ السكان من عجزِهم عن توفيرِ شواطئَ للعامة وعدم الاستمتاع بالبحرإلا أن يروه من خارجِ الحدود من الجهة المقابلة وكانت تلك تشكِّل ضغوطاً نفسية عالية على مسؤولي الأمانة فأتى لهم المطرُ بالفرج... فحقَّق جزءاً من أمانيهم في رؤيةِ سكان جدة وهم جميعهم يستمتعون ويرفلون في نعمةِ الإطلالةِ البَحرية وممارسة السباحة. * يحقُّ للأمانة الآن أن تخرسَ الأصواتَ الناقدة بعد كل ما حدث... فلم يعد هناك سببٌ للشكوى والتذمر من أيٍّ كان بعدم رؤيتِه للبحرِ أو السباحةِ فيه.. بل أزعمُ أن على سكان جدة شكرَ الأمانة لأن وجودَ المُسطَّحاتِ المائيةِ أمامَ منازلِهم أدَّى إلى ارتفاع ِقيمِها وأثمانِها فالمنازلُ والأراضي المطلَّة على مسطَّحاتٍ مائية هي كما هو معروفٌ أغلى ثمناً وقيمةً من غيرها.. وهذا كلّه يدعو إلى البهجةِ والانشراح لا إلى التذمُّر والشكوى. aalorabi@hotmail.com