توقع خبير سعودي أن يستمر الإنفاق على الحوسبة السحابية بالمملكة في الزيادة بشكل ملحوظ من 26.34 مليون دولار في عام 2013 إلى 40.3 مليون دولار في عام 2014، وأن يكون هناك تغير في الأسلوب الحذر لتبني الحوسبة السحابية في المملكة خلال 2014 وأن يكون هناك نمو قوي على المدى المتوسط، مع استمرار مقدمي الخدمات السحابية العالميين في توسيع تواجدهم بالمملكة، وبخاصة من خلال الشراكات. وتوقع المهندس عبدالعزيز الهليل مدير IDC بالمملكة في محاضرة ألقاها في الغرفة التجارية في الرياض أمس الأول أن يحظى تبني الحوسبة السحابية بنشاط كبير، بينما ستستمر شركات الاتصالات في تقديم عروضها السحابية خلال 2014، بما يسهم بشكل إيجابي في نضج السوق وتمهيد الطريق للاستثمارات في المستقبل. 40 مليون دولار حجم إنفاق المملكة على الحوسبة السحابية كما أوضح أنه سيرتفع الإنفاق على الحوسبة السحابية العامة بشكل تدريجي ليصل إلى 18.12 مليون دولار في عام 2014، مرتفعاً من 11.47 مليون دولار في عام 2013، وستستمر قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات المصرفية والمالية والتأمين وشركات الاتصالات في تبني الخدمات السحابية، بينما ستكون المنشآت الحكومية أكثر تردداً بشأن أمن تقنية المعلومات والجوانب الخاصة بالسيطرة على الخدمات السحابية. وكان اللقاء يتناول توقعات قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة للعام 2014، وأبرزت التوقعات العوامل المستمرة التي تحدد التوجه بالمملكة بشأن تطور قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث يتوقع الخبراء أن التأثير الانتشاري لهذه التوقعات سيطلق تغيراً في عدد من القطاعات، مثل القطاع الحكومي والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والقطاع المالي. وفي تعليق له قال المهندس عبدالعزيز الهليل "من المؤكد ان التحول المعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات، مثل المدن الذكية والتقنيات المتنقلة وأمن تقنية المعلومات، سيكون من المواضيع الساخنة بالمملكة في عام 2014، وسيؤثر بشكل مباشر على الاستثمار الحكومي على أمن تقنية المعلومات واستثمار الشركات على الحوسبة السحابية، وسيحدث تحولاً رئيسياً في تفضيل المستخدمين لعلامات تجارية بعينها ضمن الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. ويتميز السوق السعودي بتفرده من ناحية تبني التقنية والاستثمار، وكذلك في تطور البنى التحتية، وبشكل خاص في النطاق العريض الثابت والمتنقل، ومنتديات التقنيات المتنقلة وأمن تقنية المعلومات، وذلك في أعقاب التطورات التي حدثت في المملكة عبر هذه القطاعات الثلاثة. وكل هذه العوامل على الأرجح ستلعب دوراً رئيسياً سيكون له تأثيره على مجالات أخرى، مثل مبادرات السعودية." وشملت توقعات IDC لعام 2014 والتي قدمها الهليل في اللقاء أنه سيتسارع التحول لدى شركات الاتصالات، بينما ستقوم هذه الشركات بتطوير دورها كمقدمي حلول طرفية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وستنتقل شركات الاتصالات إلى ما هو أبعد من مجرد إطلاق عروض تقنية المعلومات والاتصالات وتعتمد استراتيجيات واضحة للعب دور أكبر ضمن سلسلة القيمة الخاصة بحلول تقنية المعلومات والاتصالات، وستزدهر الشراكات مع انتقال شركات الاتصالات لتقديم خدمات تقنية معلومات متطورة، وكذلك لا يمكن استبعاد عمليات الاستحواذ التي تعزز قدرة شركات الاتصالات على تقديم خدمات تقنية المعلومات أو توسع خدماتها الاحترافية. كما أشارت التوقعات التي كشفها الهليل إلى أن التطبيقات المتنقلة للمشاريع ستصبح أكثر انتشاراً مدعومة بالانتشار السريع للشركات الصغيرة والمتوسطة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتصلة والموارد المتنقلة، في تعزيز قبول التقنيات المتنقلة للمشاريع خلال عام 2014. وسيستمر النشاط الاقتصادي المتنامي الذي يدعمه اهتمام الحكومة بتنويع الاقتصاد في تعزيز قطاع الأعمال، وبشكل خاص قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، من أجل تسهيل حصول قطاع الأعمال على حلول تقنية المعلومات والاتصالات بشكل عام، وعلى التقنيات المتنقلة بشكل خاص. وأظهرت الأعمال حماساً تجاه تقليل التكلفة وكفاءة العمليات والتي توفرها حلول التقنيات المتنقلة، الأمر الذي سينشط سوق حلول التقنيات المتنقلة في عام 2014 والسنوات التي تليه. وأوضح الهليل أن سوق حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز (M2M) ستحقق نمواً إضافياً مع نمو وتنوع الطلب، حيث تتوقع IDC أن الاستفادة من خدمات الاتصالات من جهاز إلى جهاز في المملكة سترتفع خلال عام 2014. وكشفت دراسة IDC لاتصالات الشركات أن 40% من الشركات، والتي تستخدم بالفعل حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز في المملكة، تخطط لتطبيق حلول "إدارة الأساطيل" خلال سنة واحدة، بينما أن 38.46% منها تخطط لتطبيق حلول "التوقيع الرقمي" خلال الفترة نفسها. وتمثل حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز فرصة متميزة لشركات الاتصالات لحصد أرباح، حيث تتوقع IDC أن هذه الأنواع من خدمات الاتصالات من جهاز إلى جهاز وكذلك حلول مراقبة أمن تقنية المعلومات والقياس الذكي ستحقق انتشاراً أكبر بين الشركات في عام 2014. وأشار الهليل إلى أن مبادرات السعودة ستؤثر على النقص في الكوادر المؤهلة واستقرار السوق حيث ستصبح الكوادر المؤهلة والمتطورة في قطاع تقنية المعلومات نادرة في المملكة، وستستمر الشكوك بشأن اللوائح المتعلقة بالدعم على الموقع. وهذا سيحدث ضغوطاً إضافية على مقدمي الخدمة لتعيين وتدريب سعوديين بشكل أسرع، الأمر الذي قد تكون له آثار سلبية على المدى القصير، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تأخير في المشاريع، وبخاصة المشاريع العملاقة في مجال البنى التحتية، وستواجه العقود القائمة ضغوطاً بشأن الربحية مع ارتفاع تكلفة الموارد. وفي نهاية الأمر، سيحدث نمو في أعداد الكوادر المؤهلة وسيستقر السوق على المدى المتوسط. وألمح الهليل إلى توقع IDC أن المستخدمين المتخصصين سيسهمون في انتاج رؤى أفضل من الحجم الهائل للبيانات التي ينتجونها في المملكة، وسيعززون الطلب على الحلول التحليلية المتطورة. وعلى الرغم من أن العديد من القطاعات ما تزال تستمثر في التطبيقات الأساسية، إلا أن قطاعات مثل الطاقة والتصنيع والخدمات المصرفية والمالية والتأمين والاتصالات والتجزئة، ستعزز الاستثمارات في تحليلات إدارة سعة الخدمات والمخاطر والمخزون وإدارة علاقات العملاء، وتتوقع IDC أن الانفاق على برامج تحليل الأعمال سينمو ليصل إلى 62.7 مليون دولار بعد أن كان 51 مليون دولار في عام 2013، وسيرتفع انتشار حلول التحليلات على الأجهزة المتنقلة بالقطاع العام مع تزايد تبني التقنيات المتنقلة. ومن المعروف أن الوعي بالعلامة التجارية هو أمر يقود المستهلكين في المملكة ليجعلهم يفضلون الأجهزة اللوحية ذات السعر المرتفع والتي توفرها أكبر الشركات، وذلك خلال الأعوام القليلة الماضية، وسيبدأ ذلك الآن في التحول إلى الخيارات منخفضة السعر كما تشير توقعات IDC، وهذه الخيارات يتم صناعتها من قبل عدد من المزودين العالميين الذين يتوقع استمرارهم في توسيع مجموعة أجهزتهم اللوحية منخفضة السعر والتي تعمل على نظام أندرويد، مما يؤدي إلى انخفاض متوسط سعر الأجهزة اللوحية المشحونة إلى المملكة إلى 370 دولارا تقريباً. إضافة إلى ذلك، سيؤدي انخفاض الأجهزة الدفترية فائقة النحافة والأجهزة الدفترية المتحولة، علاوة على تبني المستخدمين لها منذ وقت بعيد في المملكة، إلى ارتفاع الطلب بشكل كبير على هذه الفئات من المنتجات التي تسهم بنسبة 14% من شحنات الحاسبات المحمولة إلى المملكة في 2014. ومع تزايد التهديدات الالكترونية توقع الهليل أن ذلك سيدفع المنشآت الحكومية والأعمال إلى تعزيز أمن تقنية المعلومات مع انتشار التحدي بما يتجاوز "تقنية المعلومات التقليدية"، وبخاصة في قطاع النفط والغاز، واعتبرت العديد من الشركات العاملة داخل المملكة أن تنامي الهجمات الالكترونية منذ عام 2011، وبخاصة هجمات شمعون في عام 2012 على شركة أرامكو، وحيث ان قضية أمن تقنية المعلومات ستظل تشكل أولوية لمعظم المنشآت في قطاع النفط والغاز في 2014 وما يليه، فإن IDC كما يوضح الهليل ترى أن أمن تقنية المعلومات سيصبح ليس فقط مجالاً رئيسياً للاستثمار للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في المملكة، وإنما سيصبح عاملاً مؤثراً كذلك على كافة قرارات الاستثمار على التنقية في السنوات المقبلة، وتتوقع IDC أن الإنفاق على برامج أمن تقنية المعلومات في المملكة سيرتفع بمتوسط نمو سنوي مركب 16.10% خلال الفترة من 2012 إلى 2017. وفي مجال الخدمات المصرفية المتنقلة ستشكل تقنية رئيسية تحفز امتلاك العملاء لها وستعزز جودة الخدمات بقطاع الخدمات المصرفية للأفراد في المملكة في ظل نمو اقتصاد المملكة، يتوقع الهليل أن يكون هناك كذلك نمو في الطلب على الخدمات المصرفية للأفراد بين سكان المملكة، والذين يشكل الشباب في عمر أقل من 30 سنة نسبة 70% منهم. واختتم الهليل توقعاته بأن المملكة ستعزز تركيزها على مبادرات المدن الذكية في كل من المدن التي تقام من الصفر والمدن القائمة وسيكون هناك بعدان فيما يتعلق بتركيز المملكة على مساعيها الخاصة بالمدن الذكية: التركيز على المدن القائمة، وكذلك التركيز على المبادرات التي يتم بناؤها من الصفر. في جانب المدن القائمة، تتوقع IDC أن الحوار بشأن المدن الذكية خلال عام 2014 سينتقل إلى المستوى الثاني. ستبدأ البلديات في المملكة في تخصيص موارد لتطوير مشاريع مدن ذكية مثالية، وذلك نظراً لحاجة المواطنين. وكجهد إضافي، استثمرت المملكة مليارات الدولارات لبناء "مدن اقتصادية" جديدة وذلك لتتمكن من تنويع اقتصادها خارج قطاع النفط. وتتوقع IDC أن الطلب على حلول وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات سيرتفع في عام 2014 نتيجة لعمليات تطوير ذات صلة بالمدن الذكية.