تفاقمت أزمة حرق الأعلام داخل التحالف الشيعي - الكردي بما يهدد إلى تصعيد خطير قد يؤدي، حسب مصادر مطلعة، إلى نهايته وفصم العلاقة التاريخية التي ربطت بين الطرفين منذ التقائهما على هدف مواجهة النظام السابق وحتى سقوطه في عام 2003. وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديو يظهر رسم علم كردستان على شارع بمدينة كربلاء، ويمر عليه أشخاص وعربات، قيل إنه رد فعل على قيام شباب أكراد أقدموا على حرق العلم العراقي. وقال عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، عرفات أكرم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الحادثة التي وقعت في كربلاء لم تكن من مسؤولية العرب الشيعة الذين يرتبطون بعلاقات تاريخية مع الكرد، وصلت خلال فترة المعارضة للنظام السابق حد التحالف، واستمر هذا التحالف إلى ما بعد مرحلة تسلم السلطة من قبلهما بعد عام 2003»، مشيرًا إلى أن «المسؤول عن هذه الحادثة تركماني متطرف شيعي من طوزخورماتو، وقد اختار مدينة كربلاء للقيام بهذا العمل من أجل إحداث فتنة والتفريق بين الشيعة والكرد؛ حيث إننا ورغم الخلافات حول الكثير من القضايا السياسية والدستورية، فإننا ما زلنا نحترم تحالفاتنا وعلاقاتنا التاريخية، فإننا نطالب بأن تصدر إدانة قوية من قبل إخوتنا الشيعة على مثل هذا الحدث لكي لا يستغل من قبل الأطراف التي لا تريد للعلاقة الكردية - الشيعية الاستمرار وهي تعمل على إنهائها من خلال استغلال بعض الأحداث هنا أو هناك». وأوضح أن «الأمر نفسه ينطبق على قيام جماعات بحرق العلم العراقي في كردستان؛ حيث إن مثل هذه التصرفات تتطلب إدانات متبادلة حتى لا نتيح للجهات المدفوعة بتخريب علاقاتنا الأخوية والتاريخية». وردًا على سؤال بشأن الربط بين عملية حرق العلمين العراقي والكردستاني وما يمكن أن تجره من تداعيات، لا سيما بعد أحداث طوزخورماتو وسنجار، قال أكرم إن «مما يؤسف له أن هناك تصريحات صدرت من قبل بعض القياديين الشيعة بشأن أحداث الطوز وكذلك سنجار، حاولت تصعيد المواقف بين الطرفين، ويبدو أن هذه الأصوات لا تريد للتحالف الشيعي - الكردي الاستمرار، مما يعني أنهم يسعون إلى تمزيق هذه الوحدة من خلال تصوير الخلافات بشأن هذه القضية أو تلك بوصفها نهائية». من جهتها، وصفت كتلة التغيير الكردية عملية ما أسمته إهانة علم كردستان في كربلاء بأنه «محاولة يائسة لإثارة الفتنة بين الكرد والشيعة». وفي بيان لها، قال رئيس الكتلة في البرلمان العراقي، هوشيار عبد الله، إن «إهانة العلم في مدينة كربلاء ليست إلا محاولة يائسة لتخريب العلاقة بين الكرد والشيعة، كما أن علم الإقليم يرمز إلى جزء من العراق. وبالتالي، فإن هذا السلوك يسيء إلى حكومة العراق ويسيء إلى كل العراقيين وليس للكرد فقط». وأضاف أن «الكرد تحت هذه الراية قدموا آلاف التضحيات من أجل الخلاص من الديكتاتورية ومن أجل عراق حر ديمقراطي مزدهر تصان فيه كرامة الإنسان، ولذلك نشعر بالألم تجاه هذه التصرفات غير المسؤولة التي من المؤكد أنها لا تعبر عن رأي إخوتنا في كربلاء وعموم الشيعة في العراق»، داعيٍا الشعب الكردستاني إلى «ضبط النفس وعدم الرد على هذه الإساءة بالمثل». إلى ذلك، أعلن عضو البرلمان العراقي السابق والسياسي المستقل، عزت الشابندر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العلاقة بين المركز والإقليم تعدت أن تكون علاقة بين دولة اتحادية وإقليم ينتمي إلى تلك الدولة، بل تحولت كردستان إلى دولة جارة بالنسبة للعراق»، مبينًا أن «تسميتها إقليمًا وكونها جزءًا من العراق هو فقط لتبرير منحها نسبة الـ17 في المائة من الموازنة التي أقرت ضمن التوافقات السياسية، وهو ما أدى إلى تعزيز سلطة الأكراد عبر ما سمي بالتحالف المقدس بين شيعة العراق والكرد، الذي بدأ خارج العراق تحت عنوان النضال لإسقاط الديكتاتور، ولم يكن ذلك خطأ في حينه بالطبع غير أنه كان ينبغي التمييز بين مرحلة ما قبل إسقاط النظام السابق ومرحلة بناء الدولة».