تمكنت موسيقى أفلام «ستار وورز» (حرب النجوم) المؤلفة على النمط الأوركسترالي من تقريب نمط التأليف الموسيقي الكلاسيكي إلى أسماع الجمهور مع الشهرة التي حققتها هذه الأفلام على المستوى العالمي. وما زالت هذه الموسيقى التي ألفها جون وليامز عصية على النسيان، إذ أنها انطبعت في أذهان من شاهدوا واحداً من سلسلة هذه الأفلام، والذين تصل نسبتهم في الولايات المتحدة إلى 75 في المئة من إجمالي السكان. واليوم ينتظر ملايين الأشخاص عبر العالم الجزء الجديد من «ستار وورز» وعنوانه «ذي فورس أويكنز» والمقرر البدء بعرضه في الصالات الأميركية في 18 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وإذا كان هذا الجزء جديداً في أفكاره وتقنياته وإخراجه، لكنه يشارك سلسلة الأفلام السابقة الموسيقى التي حققت شهرة تتعدى في بعض الأحيان شهرة الفيلم نفسه. وباتت موسيقى مقدمة الأفلام مرتبطة بجو المغامرة، فيما أصبح المقطع الموسيقي الذي يرافق شخصية «دارث فايدر» في الفيلم يوحي تلقائياً بشخصية شريرة، حتى لدى الأشخاص الذين لم يشاهدوا «ستار وورز». وألف وليامز (83 عاما) موسيقى أفلام عدة حققت نجاحاً كبيراً مثل «إنديانا جونز» و«إي تي» و«جوراسيك بارك» و«هاري بوتر». ورُشح وليامز لجوائز "أوسكار" مرات كثيرة متفوقاً على أقرانه في هوليوود، باستثناء "وولت ديزني". ويقول مايكل كرايفسكي قائد "أوركسترا أتلانتا" الذي يقدم سلسلة عروض قبل خروج الجزء السابع من «ستار وورز» إلى صالات العرض «كل مرة نعزف موسيقى جون وليامز، مع أي أوركسترا في العالم، نحقق نجاحاً كبيراً»، مضيفاً «في كل مرة أشعر بأنني أريد أن أقول للجمهور: إن أحببتم هذه الموسيقى، فتعالوا إلى العروض الكلاسيكية التي تقدمها هذه الأوركسترا، لأنها تشبه كثيراً موسيقى الفيلم». وفي مؤشر على تأثير موسيقى وليامز في الأجيال، أظهر تسجيل انتشر على الإنترنت طفلاً صغيراً يردد موسيقى «إمبيريال مارش» التي ترافق ظهور "لورد فايدر" في الفيلم. ويرى روسن ميلانوف من "أوركسترا كولومبوس السمفونية" ان نجاح المقطوعات الموسيقية التي ألفها وليامز مع صدور أول فيلم في عام 1977 وأدتها "أوركسترا لندن"، شكل مفارقة لأن الموسيقى الكلاسيكية أوشكت حينها أن تصبح طي النسيان لدى جمهور واسع. ويضيف ان «في القطعة الموسيقية الأصلية لستار وورز، بالإمكان ملاحظة الملامح الرومانسية الخيالية في حركة الآلات الوترية، والابتكار الكبير في نغمات الآلات الخشبية، وملامح النيو رومانسية التي كانت غائبة آنذاك عن الأوساط الجدية للموسيقى الكلاسيكية». ويقول ميلانوف إن وليامز أثبت أن التعبير الموسيقي المعاصر لم يعد في حاجة إلى أن يكون «نخبوياً كثيراً أو صعباً على الفهم». ويشبّه البعض موسيقى «حرب النجوم» بمؤلفات ريتشارد فاغنر الألماني، وهي تؤدي دوراً مهماً في تصوير أحداث الفيلم. ويقول مخرج الفيلم جورج لوكاس إنه طلب من جون وليامز تأليف الموسيقى مفترضاً أن الفيلم سيكون صامتاً وأن الموسيقى هي التي ستقوم مقام الحوارات. قليلة هي المعلومات التي رشحت عن العناصر الموسيقية الجديدة للجزء السابع من الفيلم، ويُظهر مقطع ترويجي أن ملامح المقطوعات الأولى حاضرة فيها. وكانت موسيقى الجزء الرابع في عام 1999 أكثر تجريباً مما سبق، مع تضمين مقاطع غنائية على الموسيقى الأصلية. وبالإضافةً إلى الموسيقى التصويرية، ألّف جون وليامز عدداً من الأعمال الموسيقية التي لاقت احتراماً في أوساط الموسيقى الكلاسيكية ونجاحاً على مستوى العالم، ومنها نشيد "الألعاب الأولمبية".