صعدت هيئة المحكمة إلى منصة القضاء، ووقف الحضور في القاعة كما هو معتاد، ثم جلس القاضي وأعضاء المحكمة، فوقف الحاجب لينادي على أسماء المتهمين ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (22 نوفمبر / تشرين الثاني 2015). وبعد أن تلا الحاجب اسم المتهم وتم تقديم ملف القضية إلى القاضي لينظر في التهمة والواقعة، رفع القاضي رأسه ليسأل: أين المتهم؟! فأشارت شرطة السجن إلى أسفل المنصة للمتهم الذي لم يكن قصير القامة، وإنما طفل في الـ8 من عمره، وبعد أن رأه القاضي بدت واضحة على ملامح وجهه الدهشة والاستغراب، فقال القاضي: هذا هو المتهم؟! ثم التفت القاضي إلى عضوي المحكمة يميناً ويساراً ليبين لهما استغرابه ومدى المشاركة لهذه الدهشة، فالتفت القاضي إلى الطفل ليسأله مره أخرى: أنت المتهم فلان؟ فأجاب الطفل بإشارة خوف وذعر وهو يهز رأسه. وقبل أن يوجه القاضي أسئلته إلى الطفل المتهم قال له: لا تخاف، فنحن هنا لإظهار الحق، ولا يرهبك القفص الحديدي أو القضاة فوق المنصة أو شرطة السجن، فأجاب الطفل بخوف واضح: لا، أنا لست خائفاً! فعل فاضح واقعة القضية تتحصل حسبما اطلع عليها القاضي من خلال ملف القضية أن إحدى المعلمات الوافدات تقدمت بشكوى ضد تلاميذ فصلها، وأوضحت أنها عندما كانت تكتب على لوحة الفصل دخلت عليها إحدى المعلمات ونبّأتها بأن هذا الطفل قام بعمل فاضح وهي لا تعلم، حيث قام بحركة غير أخلاقية لها عندما كانت تكتب لهم الدرس. وبعد ذلك حضرت والدة الطفل إلى المدرسة، وحدث شجار بينها وبين المعلمة التي قدمت شكوى ضد ابنها، فتطور الأمر وقامت المعلمة برفع دعوى قضائية ضد الطفل، وطالبت بتطبيق أقسى العقوبات بحقه وهو حبسه لمدة 5 سنوات. تحريات سرية وفي ما يخص تحريات ضابط الواقعة بناء على طلب وكيل نيابة الأحداث، فقد أفاد الضابط بأنه بعد البحث والتحري حول الواقعة، دلت تحرياتنا السرية على أن الحدث لم يقم بهتك عرض المدعوة ولم تسفر تحرياتنا عما إذا كان قد قامت المدعوة بالاعتداء عليه بالضرب من عدمه، وأيضاً لم تسفر تحرياتنا عن قيام والدة الطفل بضرب أو سب المعلمة من عدمه. ضابط الواقعة وقد حضر ضابط الواقعة للمحكمة واستجوبه دفاع الطفل، وقد أوضح الضابط أن المجني عليها لم تر المتهم وهو يلهو بالطائرة الورقية، حيث لا يعقل أن ترى الشاكية المتهم من خلال أقوال الشاهدة (زميلتها)، لافتاً إلى أن المتهم (الطفل) كان جالساً يلهو بالطائرة الورقية، والتي هي عبارة عن مناديل يصنع منها الأطفال أشكالاً من الطائرات، وكان حاملاً قلماً آخر يلهو به مع زملائه، ولم يقم بإسقاط الطائرة على المدرسة على طريقة التحرش بها، مما يمكن أن يكون من خلال فكره أن يتهم بجريمة هتك عرض! طموحه أشار تقرير مكتب المراقبة الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في إدارة رعاية الأحداث أن الطفل يدرس في الصف الثالث الابتدائي، ويهوى كرة القدم ويشجع فريق ريال مدريد، وأنه يطمح أن يصبح مهندس طيران، ويعيش مع الأب، حيث إن والديه منفصلان منذ 3 سنوات. الطفل والمساجين حضر الطفل مع والدته وعندما جلس وانتهى القاضي من سؤاله، كانت عيناه تلتفت تارة للمساجين الذين وضعت في أيديهم وأرجلهم الأغلال ويرتدون ملابس السجناء، وتارة ينظر إلى منصة القضاة، وتارة أخرى إلى شرطة السجون، وكان واضحاً الخوف على ملامح وجهه، إلا أنه قال للقاضي متلعثماً: لست خائفاً! لا يعي الاتهام! نفى الطفل التهمة الموجهه إليه، وأفاد بأنه لا يعي مفهوم القضية حالياً، كما أشارت مراقبة السلوك في إدارة رعاية الأحداث إلى اقتراحها بتسليم الحدث لولي الأمر. طائرة ورقية! ملخص المشكلة والقضية بدأت من خلال قيام الطفل بعمل طائرة ورقية في ساحة المدرسة، وكانت معلمته تقف خلفه، حيث اصطدمت بها الطيارة الورقية من غير قصد، فذهبت المعلمة الشاكية بالتحدث مع معلمة أخرى بصوت منخفض، وبعدها جاءت وضربت الحدث ومنعته من الخروج بالفرصة.