×
محافظة الحدود الشمالية

مدني #الشمالية يتلقى 6 بلاغات في #عرعر و #رفحاء و #المركوز

صورة الخبر

من الجمعة الماضية والكلمات مُرّة في فمي، تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر لا الدمع يكفكف آلام الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئاً من السلوى يتوه الصوت صمتاً..!! وتنطمس الأحرف وتضيع..!! والدموع تتوارى خجلاً خلف نظارتي..!! وتنكسر الآهات على جدار الحزن ..!! فما أصعب تلك اللحظات وما أقسى تلك النظرات وأنت تودع من تحب يا راحلاً وجميل الصبر يتبعه هل من سبيل إلى لقياك يتفق ما أنصفتك دموعي وهي دامية ولا وفى لك قلبي وهو يحترق رحمك الله يا عم عبدالله، رحمك الله أبا فؤاد، رحمك الله أيها الرجل العصامي صاحب الإصرار والتحدي، رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته. إن الحديث عن عبدالله فؤاد هو الحديث عن القيم، قيم البذل والعطاء وحب العلم والعلماء ومساعدة الآخرين والصبر على أذاهم، قيم التواضع والعلاقة الإنسانية بما تعنيها الكلمة، أتحدث عن قيم الإنسان في شخصية العم عبدالله وعن المروءة ورقة الطباع، كان محباً للضعفاء كثيراً ما أراه مع أصحاب الحاجات لم ينسَ أصدقاء الطفولة أحسن إليهم ووقف مع أبنائهم وحسن أوضاعهم، كان أقرب الناس لأهله معيناً لأسرته، واصلاً لرحمه، قصص من التضحيات من أجلهم وأحداث من الأعطيات تذكر فتشكر من غير فضل ولا منة على أحد، لم أكن من الملاصقين له في كثير من المواقف لكنني منذ أن شرفت بمصاهرته وما رأيته منه في الفترات اليسيرة التي كنت قريباً منه شيء كثير؛ محافظته على صلاة الفجر جماعة قراءته بعد الفجر وختمه القرآن الكريم طوال السنة وفي رمضان يختم أكثر من خمس ختمات، لم أعرف شخصاً تقدم إليه بطلب ورده، حريص على إرضاء كل من وصل إليه التواضع سمته والابتسامة ديدنه، حدثني من يعمل في مغسلة الموتى أنه ما كان يمر شهر إلا ويزورهم ويتفقد حاجاتهم ويسدد نواقصهم في آخر أيامه، حرص على الذهاب للعمرة منفقاً للأيتام معيناً للمحتاج، مات رافعاً سبابته ذاكراً ربه شاكراً نعمه. رحم الله الشيخ عبدالله كان نعم الأب والرفيق والصديق بين أبنائه وأحفاده بكاه الصغير والكبير البنت والولد، تارة يقص عليهم من تجاربه ويوجههم من خبرته، وتارة يأخذهم في مناسبة، وثالثة يمازحهم، ورابعة يعمل لهم مسابقات ومسليات، وخامسة يدخل معهم إلى البحر حيث متعته، وإذا حان وقت الصلاة صلى معهم. كم يعتصره الألم حينما يتحدث عن مآسي المسلمين يتألم لأحداث سوريا التي أحبها وأحبته ويتأثر لأوجاع الأمة في الصومال واليمن وفي العراق، كثيراً ما يردد أننا في نعمة تستحق الشكر بفضل الله ثم بفضل ولاة الأمر الذين يكن لهم حباً وتقديراً وولاء واحتراماً، هنيئاً له بهذه السمعة التي يتمناها كثير منا. نم قرير العين فلقد تركت وراءك من نهل من سمو تربيتك واستمد من كرم أخلاقك كثيرون، لن تموت ذكرى رجل خلف وراءه أنجالاً كراماً نهلوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الأخلاق من مدرسته، وهم لن يتوانوا عن إكمال مسيرته والتحلي بخصاله وفّق الله أبناءه إلى البر والتقوى ومن العمل ما يرضى. ونحن على يقين من حكمة فيصل المعهودة وإدارته الحكيمة وقدرته على إدارة شؤون المستقبل. رأيت الجود يبكي واليتامى فقلت علام حزنكمو علام فقال الجود مات رفيق دربي ومن يرعى الأرامل واليتامى أعبدالله راعي الجود أبشر بجنات تحيتها سلاما فقد كنت المعين لذي عيال وفي الفزعات أنقذت الرجالا وكم كنت الحريص على صلاة تطيل سجودها وكذا القياما فكنت بسنة المختار تحيا وكان لك المعلم والإماما فأبشر بالجنان ثواب ربي لمن لله قد صلى وصاما