×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس الوزراء يقر فرض رسوم على الأراضي البيضاء.. 2.5% من قيمة الأرض

صورة الخبر

كان لرحيل الفنان التشكيلي الفلسطيني الدكتور عبد الكريم السيد، أمس، وقع خاص على زملائه ورفاقه في درب الفنون، فبعد قضائه أربعين عاماً في ربوع الامارات، كتب القدر أمس السطر الأخير في حياة الفنان السيد الذي شيع نحو مثواه الأخير في مقبرة الشارقة، بعد الصلاة على روحه في مسجد الشيخ سعود في الشهباء، مخلفاً وراءه إرثاً فنياً لا يزال محترفه في رواق الشارقة للفنون (بيت الشامسي) عامراً به. 40 عاماً قضاها السيد في الامارات بدأت منذ اللحظة الاولى التي حط رحاله فيها، ليتحول مع مرور السنوات إلى شاهد على تطور الحركة التشكيلية في الدولة، والتي وثقها أخيراً في كتاب بعنوان رواد التشكيل في دولة الامارات ليظل الكتاب شاهداً على تجارب رواد الفن التشكيلي في الدولة، فقد كان الراحل فناناً وناقدا يعمل باحثا في المركز العربي للفنون بإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، وهو عضو اللجنة الفكرية والندوة الدولية لبينالي الشارقة الدولي في دوراته الخمس الأولى. تنويع منذ بدايته في الفن التشكيلي، وجد عبد الكريم السيد الذي يقام عزاؤه في النادي العربي بالشارقة على مدار يومين، غايته في المدرسة الواقعية التقليدية، ولم يدم طويلاً في أروقتها، ليتنقل فيما بعد بين المذاهب الفنية المختلفة من انطباعية وتعبيرية، وصولاً إلى التجريد التعبيري، والذي استمر فيه لفترة طويلة، قبل انتقاله نحو التجريد بنوعيه اللوني والهندسي، منوعاً بين الخامات اللونية من مائية وزيتية وأكرليكية، وطباعة بمختلف أنواعها. ابداع في معارضه الفنية والتي زادت في عددها عن 16 معرضاً كانت الإمارات حاضرة فيها، فهي الوطن الذي احتضن ابداعاته، كما حضرت فلسطين، الوطن الذي طالما أحن إلى ترابه، كما في مجموعته حبيبتي رحاب التي جعل فيها من المرأة الفلسطينية أيقونة باعتبارها رمزاً للنضال، والمجتمع والأرض، في هذه المجموعة حضرت شجرة الزيتون وبحر غزة وبيوت القدس بقبابها، والتي جاءت بأسلوب الرومانسية الشاعرية. في مجموعته الأخيرة أطل خيال زوجته رحاب صيدم، التي قاسمته رسم بعض اللوحات الفنية، لتتحول المجموعة إلى إهداء لرحاب التي طالما وصفها السيد بـالحبيبة إغناء السنوات الـ40 التي قضاها السيد في الشارقة، لم تكن لتعطيه فرصة المساهمة في إغناء الحركة التشكيلية وحسب، وإنما حولته إلى شاهد على مسيرة تشكل الحركة الفنية بالدولة، فقد شهد ولادة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وكان عضواً مؤسساً فيها، وشارك في معظم أنشطتها الفنية. وأشرف ومن خلال عمله مدرّساً لمواد الألوان المائية والتذوّق الفني وتاريخ الفن في معهد الشارقة للفنون، على توجيه أعمال الفنانين الشباب، وأقام في عام 1993 معرضاً فنياً بالألوان المائية بعنوان رسالة حب إلى الشارقة اعترافاً بما قدمته له الإمارات من فرصة مواتية لممارسة عمله الفني، كما أسهم أيضاً في تلك الحركة بالكتابة النقدية المتواصلة عن الفن والفنانين في الإمارات موجهاً ومقوماً تجارب الكثير من الشباب.