×
محافظة المنطقة الشرقية

"الإقليمي العربي للتراث العالمي" يحضر في الحراك الدولي لحماية التراث العربي والعالمي

صورة الخبر

بعد أن ظلت روسيا بعيدة إلى حد ما عن نار داعش وإخوانه من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، دخلت قبل أيام دائرة النار بعد إسقاط إحدى طائراتها على الأراضي المصرية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص. تبنى تنظيم داعش العملية ومع تلاحق الأحداث في الأيام التي تلت حادثة إسقاط الطائرة أصبح هناك ما يشبه اليقين على صحة ادعاء الارهابيين ، بعد إشارات صدرت من أطراف عدة، من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي ألمح إلى أن الترجيحات تؤيد هذه الفرضيات، ثم جاء التنظيم وشرح طريقة صنع القنبلة وزرعها في الطائرة، قبل أن يعلن الروس أنفسهم بأن العملية ناتجة عن قنبلة. بعد إسقاط الطائرة الروسية، تبرز أسئلة كثيرة حول الظروف التي ساعدت تنظيماً إرهابياً كداعش لأن ينجح في تحقيق هذا الاختراق في ظل ظروف عالية الحساسية في حرب مصر ودول كبرى ضد الإرهاب، لم تسلم منها حتى فرنسا التي تعرضت لهجمات إرهابية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أسفر عن سقوط المئات بين قتيل وجريح. كثيرة هي الأسئلة التي تدور في بال المسؤولين حول الطريقة التي نجح فيها داعش في اختراق الإجراءات الأمنية المصرية المشددة، والتسهيلات التي حصل عليها التنظيم في مواجهته المفتوحة مع مصر وبقية دول العالم، بخاصة منذ التخلص من حكم الإخوان المسلمين الذي كان يمثله الرئيس المعزول محمد مرسي. خطرة هي المسألة إذاً ويجب ألا تمر مرور الكرام، سواء في مصر أو بقية الدول المهتمة بمكافحة الإرهاب، فمن الواضح أن هناك ثغرة أمنية ما استغلها داعش، وكذلك الأمر في عملية باريس، إذ تم استغلال فقدان الرقابة والتراخي في نجاح العملية الإرهابية، ما جعل دولاً كبرى عدة تدخل دائرة النار بقوة أكبر وأسرع مما يتوقع. ويبدو أن دخول روسيا في هذه الدائرة تأكيد أن الصراع في منطقة الشرق الأوسط ستكون له تداعياته الكبيرة على خريطة المنطقة، إذ ستكون هذه الشعوب ضحية صراع مفتوح مع التنظيمات المتطرفة التي صارت تستغل الثغرات التي وقعت فيها بعض الأنظمة. إدخال روسيا في دائرة صراع الشرق الأوسط جاء على إثر الدور الكبير والمثير للجدل في سوريا ضمن أجندة لا تريد أن يغيب عنها تأثير الإمبراطورية الروسية الوريثة الرئيسية للاتحاد السوفييتي الذي كان نداً للولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة. ربما يكون الموقف الروسي بشأن سوريا مبرراً لدى البعض بل ومرحباً به، لكنه في نهاية المطاف أوجد ويوجد مبررات إضافية لحروب في المنطقة ويمنح داعش فرصة لكسب المزيد من التأثير والنفوذ في حدود جغرافية غير تلك التي نشأ فيها. صادق ناشر sadeqnasher8@gmail.com