×
محافظة المنطقة الشرقية

قائد الجيش الفرنسي لا يتوقع انتصارا سريعا على تنظيم “داعش”

صورة الخبر

ألا تستبد بك الغرابة طويلا حين تقرأ قصصا واقعية تحمل لمعان الاساطير عن أناس خرجوا عراة إلى الشارع أو مزقوا ثيابهم وألقوها أرضا أمام الناظرين وقد أصابهم الذهول؟ كلنا نعرف قصة أرخميدس وكيف خرج عاريا الى الشارع والسبب واضح حين نود السؤال عنه هو أنه وصل الى قانونه العبقري وهو في الحمام أي أنه كان عاريا.. فخروجه الى الشارع في نشوة من توصل الى إبداع عظيم ليس محتاجا الى تفسير، المحتاج الى تفسير هو تلك الحالة من الاضطراب التي يصاب بها من (غلبهم الوجد) أو (مسهم التواجد) حسب تعبير القدماء. الوجد هو «ما صادف القلب من فزع أو فرح وورد عليه دون تكلف وتصنع.. والتواجد هو ظهور ما يجد في باطنه على ظاهره». الوجد بهذا المعنى الروحي حين تسأل سببه فكأنك تشن عدوانا عوانا على المشاعر الإنسانية المرهفة أو أنك تلاحق برقا.. فهؤلاء الذين مزقوا ثيابهم أو خرجوا عراة الى الشوارع لم يجدوا (معادل) لعواطفهم غير هذا النوع من التعبير. كتب الأدب تسرد هذه القصص وهي تتعلق غالبا بحالات سماع الشعر أو الغناء أو الغيبوبة الصوفية. ويوم تولت الأظعان عنا وقوض حاضر وأرن حادي مددت الى الوداع يدا وأخرى حبست بها الحياة على فؤادي سمع هذا رجل من أهل بغداد فتواجد وخلع ثيابه. وسوف نقرأ في تلك الكتب قصة ذلك الذي حين سمع المطربة الجميلة أخذ شمعة كانت أمامه وأحرق وجهه. ستسألني بغضب ما فائدة القارئ من سرد هذه الحالات التاريخية وهو يكاد يكون في طوفان من المشاكل التي تغرقه يوميا؟ أما يستحي قلمك من التطرق لهذه الخرافات التي غطاها غبار الزمن؟ ما علاقة هذا الكلام بما على أرض الواقع من أوجاع؟ أنت تطلب من العاطل عن العمل -مثلا- أن يمد يديه الى السحاب ويمشي بين أشجار دانية الثمار في فضاء الخيال.. أنتم كتاب المقالات الصحفية أتمنى أن تحشروا في جزيرة نائية من جزر السندباد وتريحونا من ثرثرتكم.