شهد الأسبوع الماضي قيام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الصيني الجنرال «فانج فينجهوي» بزيارة إلى جيبوتي التقى خلالها الرئيس ووزيري الخارجية والدفاع بالإضافة لرئيس هيئة أركان القوات المسلحة الجيبوتية، وفقاً لبيان نشر على موقع وزارة الدفاع الصينية.. وعززت هذه الزيارة الشكوك في أن الصين تسعى لإنشاء أول قاعدة عسكرية لها فيما وراء البحار في جيبوتي، وفقاً للتفاصيل التي نشرها الموقع. وكان الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيليه صريحاً عندما قال إن الطرفين يناقشان الآن موضوع إنشاء قاعدة عسكرية صينية، بالرغم من عدم صدور أي تصريح يمكنه أن يؤيد أو ينفي هذه التقارير من الجانب الصيني. وتساهم الصين بشكل منتظم في عمليات مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن، وسوف تساعد القاعدة العسكرية التي يدور الحديث حولها على تسهيل إنجاز هذه العمليات وتأمين الدعم اللوجيستي لسفنها الحربية العاملة هناك. ويذكر أن كلاً من الولايات المتحدة واليابان وفرنسا تمتلك قواعد عسكرية في جيبوتي، أُنشئت جميعاً في مواقع إستراتيجية عند نقطة التقاء خليج عدن بالبحر الأحمر. ورغم هذه التقارير، فإن المصالح الصينية في أفريقيا بشكل عام ما زالت تتركز على تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وفقاً لمضمون الحوار الذي شهدته ندوة انعقدت في كينيا مؤخراً تحت شعار «تعزيز علاقات التعاون الصيني الإفريقي». وقال مسؤولون مفوضون عن الحكومة في وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» إن القمة المقبلة للقادة التي ينتظر تنظيمها في جنوب إفريقيا حول التعاون الصيني الإفريقي، سوف تمثل فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية من أجل تحقيق مصالح الطرفين. ومن جانبها، عرضت مؤسسة «بلومبيرج سيرفس» الإخبارية لتفاصيل واسعة حول الخطة الخمسية الصينية الثالثة عشرة المبنية على أساس مقترحات حظيت بالموافقة الرسمية بداية نوفمبر الجاري، وتناولت «بلومبيرج» الموضوع بتفصيل كبير، من المشكلة الديموغرافية وحتى إستراتيجية تأمين مصادر الطاقة. وفي هذه الأثناء، تحدث خبير الشؤون الصينية أندرو باتسون بتفصيل أوسع عن هدف «يفتقر للواقعية» يتمثل في سعي كبار القادة الصينيين لتحقيق معدل نمو يبلغ 6.5٪ سنويا، في إطار تحقيق هدف أكثر طموحاً يرمي لمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 بحلول عام 2020. وكشف باتسون عن الأسباب التي دفعت بالحزب الشيوعي الصيني إلى أن «يجد نفسه أسيراً لأهداف تنموية غير واقعية ورثها عن أجيال سابقة من الزعماء السياسيين». وفي تايوان أجرت مؤسسة متخصصة استطلاعاً للآراء بعد لقاء القمة، السبت الماضي، بين زعيمي البلدين، وأظهرت النتائج كيف أن تايوان المنقسمة على نفسها أصبحت على مفترق طرق. فقد عبّر 37.1٪ ممن استطلعت آراؤهم عن رضاهم بحكم الرئيس التايواني «ما يينج- جيو» مقابل 33.8٪ عبروا عن عدم رضاهم عنه، فيما قال 23.3٪ إنهم لا يحتكمون إلى موقف واضح بين الخيارين. وعبر 67٪ عن موافقتهم على لقاء «تساي إينج- وين» زعيمة «الحزب التقدمي الديمقراطي» التايواني بالرئيس الصيني «زي جينبينج» فيما عارضه 8.6٪ منهم. وفي زحمة الأحداث الصينية هذه، من المنتظر أن تقوم «نانسي بيلوسي»، زعيمة الأقلية في مجلس النواب الأميركي بزيارة إلى الصين هذا الأسبوع يرافقها فيها ستة من النواب عن الحزب الديمقراطي. وسوف تتضمن أجندتها هناك القيام بزيارة خاصة إلى إقليم التيبت، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «أسوشييتدبرس». ولعل هذه الزيارة الاستفزازية تندرج في إطار سعي «بيلوسي» من جانب الولايات المتحدة لإبراز اهتمامها بالقضايا المتعلقة بحماية حقوق الإنسان حتى في أقصى بقاع العالم. وبالعودة إلى بداية عقد التسعينيات، كانت «بيلوسي»، بمثابة رأس الحربة في الحملة النيابية الأميركية لمطالبة الصين بإزالة التمثال المعبِّر عن القمع الوحشي الذي تعرض له المتظاهرون الصينيون في ساحة «تيانانمين» عام 2008 ودعت إلى «تحرير شعوب العالم أجمع»، وإلى «فضح الممارسات القمعية الوحشية للصين في هضبة التيبت». وأشارت «بيلوسي» إلى أنه سبق لها أن عرضت وجهة نظرها المؤيدة لحقوق شعب التيبت على المسؤولين الصينيين، وهي تأمل بأن يكون هذا النقاش مفيداً. *شانون تييتسي* *محللة أميركية متخصصة بالعلاقات الصينية الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»