طالب عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بألا يقتصر الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي يوافق الثالث من ديسمبر كل عام على الأناشيد، والاحتفالات، والوعود، وإنما بحث المشكلات التي تواجههم، وإصدار أنظمة وتشريعات تحفظ حقوقهم، وإيجاد بيئة مهيأة وصالحة لتنقلاتهم في المواصلات، ومراجعاتهم للأجهزة الحكومية. يقول أخصائي مسؤولية مجتمعية وتنمية بشرية فواز محمد الدخيل، وهو من ذوي الإعاقة الحركية "مازال اليوم العالمي لذوي الإعاقة يعني مهرجانا وأناشيد وتجمعا للمعوقين، ولكن ما نحتاجه أكثر من ذلك، فلابد من تفعيل هذه المناسبة بالطريقة الصحيحة بإقامة المحاضرات، وورش العمل، ومناقشة آخر ما وصلت إليه الأبحاث والدراسات التي تعود بالنفع على ذوي الإعاقة". ويقول خالد الهاجري "من ذوي الإعاقة الحركية" "في الدول المتقدمة يتم في هذا اليوم بحث ما أنجز خلال العام من أنظمة وتشريعات تحفظ حقوق ذوي الإعاقة، وخدمات تسهم في جودة الحياة لتلك الشريحة، كما أنها مناسبة للتذكير بما لم يتم إنجازه من وعود، أما في عالمنا العربي فالاحتفال عبارة مهرجانات ترفيهية، وتوزيع الكعك، والحلويات، وإطلاق التصريحات ووعود براقة من بعض المسؤولين". وأضاف، أن "بعض الجهات الخيرية والتطوعية تنظم محاضرات توعوية للمجتمع، وهي فعاليات مفيدة وجميلة، إلا أننا نحتاج فعلاً إلى الجلوس مع المسؤولين على طاولة واحدة لتوضيح النواقص والمشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة، ووضع الحلول، وتشكيل فرق عمل لتنفيذ المقترحات"، مطالبا بأن يكون اليوم العالمي العام التالي يوما للتقييم والمحاسبة. وأشار الهاجري إلى أن هذا اليوم مناسبة للاحتفال بمليار شخص "15 ٪ من سكان العالم" يعانون أحد أشكال الإعاقة حسب منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، يقبع 80 ٪ منهم في الدول النامية بما في ذلك الدول العربية. بيئة مهيأة تقول المدربة المعتمدة في التربية الخاصة هيلدا إسماعيل "كثيرة هي المناسبات التي تهدف إلى لفت الانتباه إلى أصدقائنا من ذوي الإعاقة، ورفع منسوب إحساس وإيمان الناس بهم، إلا أن التحدّي الذي يجب أن يخوضه المجتمع يكمن في اعتمادنا على ذوي الإعاقة أنفسهم، بحيث يكونوا جزءاً من الحدث تنظيماً، وإعداداً، وحضوراً، وإيجابية، بمعنى ألا يكونوا مجرد أدوات أو أشخاص تحركها أيدينا". وأضافت، أن "هؤلاء الأشخاص للأسف مازالوا يعانون من عدم وجود بيئة مهيّأة وصالحة لتنقلاتهم، إضافة إلى انتفاء وسائل النقل العام، والإشارات السمعية، والبصرية المخصصة لذلك، كما يعانون من تلكّؤ الكثير من الجهات من تنفيذ التوجيهات التي تم إصدارها لهذه الفئة". وعبرت هيلدا عن تطلعها إلى "أن يعبر الأشخاص ذوو الإعاقة عن أنفسهم، بدلا من أن نقوم نحن بتمثيل تلك الأصوات، وأن يشاركونا في كل مكان، وفي كل مناسبة، وليس شرطاً أن تكون خاصة بهم، بحيث تشاركنا الكراسي المتحركة، والسماعات، والعصا البيضاء، وأجهزة ضخ الأكسجين وأجهزة تواصل إلكترونية معقدة، وكل ما يشجع على الإصرار والعزيمة". تحقيق المطالب قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لدعم أسر ذوي الاحتياجات الخاصة منيرة الحربي: إن "الحكومة أولت أبناءها المعوقين كل عناية ورعاية، وأعطتهم جل الاهتمام، وسنّت لهم الشرائع ووضعت المواثيق، وتمت المصادقة على حقوق ذوي الإعاقة، ولكن نريد لهذه النهضة أن تستمر، وأن تفعل بشكل إيجابي يخدم المعوق وأسرته على أرض الواقع". وأضافت أن "اليوم العالمي فرصة لتلمس احتياجات ذوي الإعاقة والوقوف على متطلباتهم، وليس للاجتماع والترفيه، فالمعاق يريد أن يندمج بالمجتمع يدرس، ويُؤهّل، ويعمل، ويتزوج، وأن ينظر إليه كمواطن له حقوق وعليه واجبات". وطالبت الحربي المجتمع بأن يكون عونا للمعوق في تجاوز محنته، لا بالعطف والشفقة، ولكن بتعليمه، وتدريبه، وتأهيله ليكون عضوا فاعلا منتجا.