ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي أنهت أعمالها في مدينة أنطاليا التركية الاثنين الماضي قد تجعل منه جزءاً من حل متصور للأزمة الدامية في سوريا على عكس الاعتقاد بأن الرئيس الروسي يمثل عقبة في سبيل التوصل لهذا الحل. وقالت الصحيفة: إن هناك بعض المرونة التي أبداها الرئيس الروسي خلال القمة على عكس القمة الماضية منذ اثني عشر شهراً والتي غادر فيها قاعة القمة وسط استياء المشاركين من موقفه «المتعنت» من أزمة أوكرانيا. وقد بدا بوتين في القمة، كما تقول الصحيفة، وقد جمع أوراقاً كثيرة في يده وبات على دول الغرب أن تتفهم هذه الأوراق وتتعامل مع روسيا من خلالها. وأضافت الصحيفة: أن موقف بوتين ربما يغير من تعامل دول الغرب مع روسيا فيما يتعلق بالبحث عن طريق لحل الأزمة السياسية في سوريا. وتقول الفايناشيال تايمز: إن بوتين بات ينظر إلى أمر بقاء الرئيس بشار الأسد على أنه أمر «شخصي» ويدور في فلك اعتقاده الراسخ بأن دول الغرب تعمل دائماً على إزاحة الأنظمة التي لا ترضى عنها من الشرق الأوسط وحتى موسكو نفسها. ولكن على الرغم من ذلك كان الرئيس الأمريكي متحفظاً بعض الشيء بخصوص التفاهم مع روسيا ولكنه أقر بحدوث تقدم وإن كان بطيئاً إلى حد ما في مجال العمل الدبلوماسي على طريق الحل لأزمة دمشق. ونقلت الصحيفة عن أوباما تأكيده أنه لازالت بعض الخلافات قائمة مع روسيا فيما يخص مستقبل الأسد في خطة مستقبل سوريا، كما نقلت عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتقاده أن المسافة بين روسيا والغرب في هذا الشأن تحديداً لازالت شاسعة. غير أن الصحيفة تقول: إن الأفعال على الأرض خلال الفترة القادمة والتي سيزيد الروس من تعاونهم مع الفرنسيين والأوروبيين بشكل عام في مكافحة الإرهاب ودك حصون داعش والتقدم الملموس في محادثات فيينا ربما تقرب من هذه المسافة وتعطي أملاً جديداً في تفاهم دولي واتحاد على حل الأزمة السورية بالشكل المرضي للجميع. وتضيف الفاينانشال تايمز: إنه في أغلب الظن سوف يستمر الرئيس الروسي في ضرب مواقع المعارضة في سوريا وفي نفس الوقت محاولة إقناعهم بالحوار مع نظام الأسد. وقد يبدو الحوار في النهاية حلاً إستراتيجياً مقبولاً بالنسبة لواشنطن، ولكن كل الخلافات قائمة على التكتيك الذي يستخدم للوصول إلى هذا الهدف.