رفضت رئاسة إقليم كردستان أي وجود لمقاتلي «الحشد الشعبي» في أراضي الإقليم، وأكدت موقف الرئيس مسعود بارزاني الداعي إلى ضرورة التعاون مع الحشد لكنه «يرفض أن يحتل طوزخورماتو باعتبارها أرضاً كردستانية» (هي من الأراضي المتنازع عليها)، فيما اتهم قادة في الحشد بارزاني «باستغلال الظروف الأمنية للسيطرة على المناطق المختلطة وجر البلاد إلى خلافات سياسة وأمنية». وأوضح بيان رئاسة الإقليم، أن «مسؤول الهيئة العاملة في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة جلال طالباني، الملا بختيار تطرق في ندوة في جامعة السليمانية إلى «الحشد الشعبي» وقال إن موقف بارزاني «واضح وصريح، الآن وفي ما مضى، في شأن هزيمة الإرهابيين والقضاء عليهم وأنه لا خلاف مع الحشد الشعبي وسيتعاون الطرفان في الحرب على داعش، كلما استدعت الضرورة». واستدرك أن «هذا لا يعني أن يأتي الحشد لاحتلال طوزخورماتو التي هي أراضٍ كردستانية وتحميها قوات البيشمركة». وزاد أن «رئيس الإقليم يؤكد أن أراضي كردستان ليست مكاناً للحشد الشعبي لأن فيها البيشمركة والأسايش ولا تحتاج إلى قوات أخرى، واستقدام الحشد إلى أراضٍ كردستانية لم يكن بقبول بارزاني ولم يطلب أحد منه أن يقبل ذلك». إلى ذلك اتهم قادة في «الحشد الشعبي» بارزاني بالسعي إلى السيطرة على المناطق المختلطة وإلحاقها بالإقليم «مستغلاً الظروف الأمنية التي تشهدها البلاد». وقال القيادي في كتائب الإمام علي أبو سجاد الكاظمي لـ «الحياة» إن «رفع علم كردستان في قضاء سنجار ونشر قوات كردية مدعومة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي في طوزخورماتو يؤكد أن بارزاني يسعى إلى إلحاق المناطق المختلطة بالإقليم، مستغلاً انشغال القوات الأمنية والحشد الشعبي في الحرب على داعش»، وأضاف إن «هذا التوجه لن يقبل به الحشد وسيكون لدينا رد»، وحذر «من إشغال قوات الحشد بتوترات واشتباكات داخلية بدلا من قتال داعش لما لهذا التوجه من خطورة على سير المعارك ضد الإرهاب». وقال القيادي في «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي لـ «الحياة» إن «العصاب لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء محاولات البيشمركة السيطرة على طوزخورماتو، وندعو الحكومة إلى فرض هيبتها وسلطتها لإجبار القوات الكردية على الخروج من القضاء أو الالتزام بما تم الاتفاق عليه أخيراً بين خلية الأزمة وقيادات البيشمركة والحشد الشعبي وإلا سنتدخل في شكل مباشر». وكان، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اتهم في بيان أمس «بعض الجهات والشخصيات المنددة بالأحداث التي شهدها قضاء طوزخورماتو، بالسعي وراء النزوات الشخصية والنفس الطائفي». وقال إن «هذه الجهات لديها نظرة ضيقة وذات نزوات شخصية تعصف بهم الأهواء ليس إلا». إلى ذلك، اتهم وجهاء في طوزخورماتو رئيس الوزراء حيدر العبادي «بتجاهل أوضاع القضاء والتهديدات التي يواجهها الأهالي، فالأحداث الأخيرة وقعت جراء غياب سلطة الدولة والقانون». وقال عارف البياتي، أحد شيوخ عشائر طوزخورماتو لـ «الحياة» إن «الحكومة أهملت المناطق المختلطة عرقياً وسمحت بتغاضيها وتجاهلها للسلطات الكردية بالسيطرة على أقضية ونواحٍ عدة». وحذر من «خروج الأوضاع في طوزخورماتو عن السيطرة ووقوع حرب أهلية بين السكان التركمان وقوات البيشمركة». وكان رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي دعا إلى «ضبط النفس وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، وحماية السكان ومصالحهم بغض النظر عن الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية»، وطالب بتشكيل «لجنة حكماء من الأطراف المعنية لإنهاء الأزمة وتوجيه السلاح ضد الإرهاب والمتطرفين». فيما أكد رئيس خلية الأزمة طورهان المفتي، أن «الأحداث التي شهدها القضاء امتداد لما حصل قبل سنوات». واتفقت القيادات الأمنية في قضاء طوزخورماتو على تشكيل غرفة عمليات تتولى حصر الأضرار التي خلفتها الاشتباكات بين الحشد والبيشمركة، وإرسال قوات إضافية من الشرطة لضبط الأمن في القضاء، وأعلنت بدء سريان هدنة شاملة.