كشفت دراسة طبية نشرتها المجلة الدولية للسرطان أن الإصابة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والذئبة قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بنوع من الأورام السرطانية التي تصيب الدماغ يعرف باسم "جليوما". ولم يتضح للباحثين سبب هذا الارتباط، لكنهم يعتقدون أن العوامل المناعية الناتجة عن إصابات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية التي تظهر عند اختلال عمل الجهاز المناعي في الجسم قد تلعب دورا رئيسيا. ويعتبر سبب الإصابة بسرطان الدماغ أمرا غامضا في معظم الحالات, لكن بعض المتلازمات الوراثية تزيد خطر الإصابة, ولكنها تمثل 5% فقط من جميع الأورام الدماغية, ويتمثل عامل الخطر البيئي الوحيد المثبت علميا في التعرض للإشعاع الأيوني. وقد صعدت الدراسات الحديثة احتمالية انخفاض خطر الإصابة بسرطان الدماغ بين الأشخاص الذين يعانون من نشاط مناعي مفرط. وأوضح الأطباء أن أمراض الحساسية والمناعة الذاتية تنتج من اختلال التفاعلات المناعية حيث يستجيب جهاز المناعة للمواد البيئية الخارجية غير المؤذية في حالة الحساسية, بينما يُطلق هجوم عنيف على أنسجة الجسم نفسه في حالة أمراض المناعة الذاتية. وللتأكد من وجود أية آثار وقائية للحساسية واعتلالات المناعة الذاتية ضد سرطان الدماغ, قام الباحثون في معهد السرطان الوطني في ماريلاند بمقارنة 782 شخصا أدخلوا إلى المستشفى بسبب إصابتهم بورم دماغي, و799 آخرين أدخلوا إلى المستشفى لأسباب أخرى. ووجد الباحثون أن الإصابة بالحساسية أو أمراض المناعة الذاتية قللت خطر ظهور بعض أورام الدماغ وليس جميعها, حيث انخفض خطر الورم الدماغي من نوع جليوما بنسبة 33% عند الأشخاص المصابين بالحساسية, وبحوالي 51% عند المصابين باضطرابات المناعة الذاتية, وكان الخطر الأكثر انخفاضا بين المصابين بالحالتين. وأشار العلماء إلى أن خطر الإصابة بنوع آخر من الأورام الدماغية وهو ما يعرف بالورم السحائي (مينينجيوما) كان أقل عند المصابين بأمراض المناعة الذاتية دون أولئك المصابين بالحساسية. ونوه الخبراء إلى وجود عدد من التفسيرات لهذا الانخفاض في خطر أورام الدماغ, ومنها أن العوامل المناعية الناتجة عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو أمراض المناعة الذاتية قد تلعب دورا مهما, أو أن العقاقير المستخدمة في علاج هذه الحالات قد تزود ببعض الوقاية, أو بسبب وجود عوامل أخرى لا علاقة لها بجهاز المناعة تؤثر في هذا الخطر.