×
محافظة المنطقة الشرقية

«تعليم الخبر» يستعرض إحصائياته ومنجزاته أمام «المحلي»

صورة الخبر

حاوره محمد أمين-لندن فاز الدكتور محمد عادل المفتي -الأكاديمي البريطاني من أصل سوري- بجائزة طب الأسنان للمتخصصين بآسيا في بريطانيا، والتي منحت له من قبل "مجلس طب الأسنان البريطاني العام". الجزيرة نت حاورت الطبيب وتعرفت على أبرز محطاته العلمية، وكيف تمكن من الفوز بالجائزة. وعقب تسلمه جائزة (The Dentistry Award 2015, Asian Professionals Award in the UK)، استذكر الأستاذ المفتي بكلية طب الأسنان بجامعة مانشستر الألم الذي يعيشه موطنه الأصلي سوريا، وجدد عزمه دعم الأطباء السوريين الذين يقومون بواجبهم المهني هناك. وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور المفتي: بداية،نبارك لكالجائزة.. ونرجو أن تعطينا نبذة عنك؟ أنا من مواليد دمشق عام 1975، تخرجت من كلية طب الأسنان في جامعة دمشق الثاني على دفعتي، مكنني هذا من الحصول على منحة دراسية للتخصص في جراحة الفم والفكين في جامعة دمشق. وقد لفت نظري خلال التخصص وجود عدد كبير من المصابين بأمراض "مفصل الفكين"، أو "المفصل الفكي الصدغي" ومعاناتهم المزمنة مع الصداع وآلام العنق والفكين، وذلك بسبب ندرة المختصين بهذا الحقل في سوريا والجوار، فقررت التخصص في هذا المجال بمنحة من جامعة دمشق، وبدأت الدراسة ببريطانيا عام 2002 وانهيتها مع التخصص عام 2010. منذ ذلك الوقت تعمل في جامعة مانشستر؟ لا، عدت لدمشق عام 2010 وعملت محاضراً بجامعة دمشق، لكنني للأسف اضطررت للمغادرة في العام التالي، وحصلت بعد مغادرة دمشق على منحة من منظمة سويسرية تعمل في تطوير البحث العلمي والتعليم في مجال زراعة الأسنان، وهي منحة تعطى لـ25 شخصا على مستوى العالم، وبعد ذلك التحقت بالعمل في جامعة مانشستر. ما طبيعة عملك البحثي في جامعة مانشستر؟ أعمل محاضراً منذ عام 2012 في اختصاص طب الأسنان التعويضي والتجميلي، كما أدرس أصول البحث العلمي لطلاب الدراسات العليا في كليتي الطب وطب الأسنان، أشرفت على عدد كبير من رسائل البحث العلمي، وقد أسعدني أن عدداً كبيراً من هؤلاء الطلاب قدموا من الدول العربية، وتميزوا في رسائلهم العلمية. كيف استفدت من الدراسة ببريطانيا؟ أعددت الدكتوراه في جامعة نيوكاسل، وكوني مهتما بالعمل الأكاديمي فقد دأبت خلال دراستي على اكتساب الخبرات السريرية والبحثية والتدريسية، نشرت عدة أبحاث بمجلات محكمة، وحصلت على جوائز مؤتمرات عالمية في أستراليا وبريطانيا، وكانت أهمها جائزة المؤتمر الدولي لأبحاث الفم وطب الأسنان (IADR) الذي أقيم في الولايات المتحدة عام 2007، نلت بعدها عضوية الكلية الملكية البريطانية لجراحة الأسنان، ثم أصبحت عضواً في اللجنة الأكاديمية للكلية الملكية، وهي اللجنة المسؤولة عن امتحان أطباء الأسنان المتقدمين لعضويتها. تم تعييني عضواً في برنامج "IADR" لتنمية الكوادر البحثية على مستوى العالم، ويهدف هذا البرنامج إلى دعم الدول في بناء الكوادر البشرية والمستلزمات العلمية الأساسية لتطوير البحث العلمي في طب الأسنان. لماذا حُزت هذه الجائزة؟ تمنح هذه الجائزة عقب دراسة السير الذاتية وإنجازات المرشحين خلال سنوات عملهم ببريطانيا، ويتم تحكيم هذه السير من قبل ممثلين عن كبرى المؤسسات العلمية والاقتصادية ببريطانيا، ففي طب الأسنان مثلاً تم التحكيم من قبل ممثلة عن مجلس طب الأسنان البريطاني العام. وبفضل الله خلال فترة وجودي القصيرة نسبياً ببريطانيا، نشرت عدة أبحاث حصدت جوائز دولية، إضافة إلى إسهاماتي بالتدريس في الجامعات البريطانية في نيوكاسل ومانشستر وإشرافي على العديد من رسائل الدراسات العليا، فضلا عن المسؤوليات التحكيمية التي توليتها، وإسهامي في تنمية الكوادر البحثية في طب الأسنان في عدة دول عربية وآسيوية وبلدان أخرى. لماذا يكون نجاح الأطباء والعلماء العرب ببريطانيا والغرب عموما أكبر من نجاحهم ببلدانهم؟ الأطباء والأكاديميون العرب موجودون بكثرة في بريطانيا، وهذا مدعاة للفخر، ويعود نجاحهم في الغرب لوجود نظام عادل يكافئ المجتهد ويحاسب المقصر، ويضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهو نظام منهجي يجعل العرب وغير العرب يبدعون في هذه البلاد. هل تعد نفسك مكافحا؟ وكيف؟ تستقبل بريطانيا العديد من العلماء المهاجرين من كافة دول العالم، ويحتاج الوصول إلى مراتب عالية فيها لجهد شاق ومنافسة كبيرة وكفاح طويل لإثبات جدارة الشخص بين المتنافسين، وأرجو أن أكون قد بذلت الجهد المطلوب لما وصلت إليه. ما وصفة النجاح التي تنصح بها الشباب أو الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة؟ أنصحهم بالإصرار والمثابرة والدعاء، وسيصل كل شخص لغايته ما دام مثابراً عليها، لا يأس مع الحياة، وهذه ليست كلمات نظرية بل نتيجة خبرة. التحديات كبيرة جدا في البلاد العربية وفي بريطانيا على السواء، لكن جميعنا يستطيع الوصول لما يصبو إليه بالجهد والمثابرة والدعاء المستمر. ماذا تقول لسوريا؟ أمنيتي أن أرى الأمان والسلام يعودان لسوريا الحبيبة ولكل البلاد العربية والعالم، وأدعو الله تعالى أن يرحم شهداء هذه الحرب ويشفي جرحاها، وأن يرجع الجميع ليحيوا في أوطانهم، وبين أهليهم حياة كريمة شريفة. من قدوتك في الحياة؟ دافعي وقدوتي في الحياة قوله تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، حياتنا قصيرة وآجالنا لا نعلمها، لذا أسعى دوما أن أعمل وأنجز قبل أن أحاسب. ما أمنياتك؟ أطمح إلى أن أسهم مع زملائي المبدعين العرب في تأسيس نظام صحي تعليمي عربي راق، يخدم مصالح مرضانا وطلابنا، ويكون موازيا لما رأيته وعايشته في الغرب، فلدينا طاقات بشرية رائعة وموارد اقتصادية كبيرة تفتقدها الكثير من الدول، وأنا واثق أننا بالعمل والتنظيم سنتمكن من الوصول لطموحاتنا.