في واشنطن، تحولت حالة التعاطف مع باريس إثر الهجمات الأخيرة إلى جدل بشأن برامج استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي الوقت الذي يعارض فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أي قرار بوقف مثل هذه البرامج، يؤيد الجمهوريون صدوره. وقال البيت الأبيض إن منع مثل هذه البرامج لن يأتي بأي فائدة، ولن يشكل أي حماية أمنية إضافية للأمريكيين، بل لن يخلق إلا عراقيل إضافية أمام إطلاق برنامج إنساني. ولعل المعركة الدائرة حاليا بشأن برنامج استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كان سيستمر في الحصول على التمويل اللازم، ستشعل فتيل ما يخشى رئيس الأغلبية في الكونغرس الأمريكي، بول رايان، حصوله، ألا وهو تعطيل الحكومة الأمريكية. وفي كلمة ألقاها أمام الكونغرس الأمريكي، قال رايان إن قرارا سيتخذ بهذا الشأن الخميس، مؤكدا أنه لن يتم إجراء اختبار ديني للاجئين، كما أشيع سابقا، بل سيقتصر الأمر على اختبار أمني. ويقترح مشروع الجمهوريين في الكونغرس وقف البرنامج الذي يسمح للاجئين الفارين من العراق وسوريا بالدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحين التأكد من أن أيا من القادمين لا تربطهم أي علاقات بالجماعات الإرهابية. ويتضمن الاقتراح أيضا مصادقة من مكتب التحقيقات الفدرالية على أن جميع من هم في هذا البرنامج مروا باختبار أمني. من ناحيته، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا المقترح بـ"المهين"، وهاجم أولئك الذين يحذرون من كون اللاجئين الهاربين من الحرب في بلادهم إرهابيين ويشكلون خطرا على أمن الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف بالقول: "من الواضح أنهم خائفون من الأرامل والأطفال القادمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية." السيناتور جيف فليك، من الحزب الجمهوري عن ولاية أريزونا، وصف دفاع أوباما عن اللاجئين بأنه تجاوز حدوده، وقال: "لم أطالب بوقف البرنامج، لذا أنا متعاطف مع موقف الرئيس هنا. ولكن بدلا من إلقاء اللوم على الناس، على الرئيس أن يشرح لنا كيف يجب أن تتم عملية التأكد من هؤلاء اللاجئين وعدم ارتباطهم بأي جهات كانت، عندها فقط سيشعر الأمريكيون بالراحة." وكان عدد من المسؤولين في وكالة الأمن القومي قد اجتمعوا بشكل سري مع أعضاء الكونغرس مساء الأربعاء، فيما صرح عدد منهم من كلا الحزبين لوسائل الإعلام بالقول إنهم يشعرون بالقلق إزاء برامج الإعفاء من التأشيرة، والتي تسمح لعدد من مواطني بعض الدول بالدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية من دون تأشيرة. وفي هذا الشأن، أكد وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون إجراء وزارته بعض التغييرات على برامج الإعفاء من التأشيرة سابقا هذا العام، مضيفا في الوقت ذاته أن مثل هذه البرامج مهم جدا في حالات التجارة والسفر القانونية، فهناك نحو 38 دولة تجمعها علاقات صداقة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والكثير من مواطنيها يزورون الولايات المتحدة للسياحة. هذه المعركة تهدد بتعطيل الحكومة الأمريكية مجددا إذ أن على الكونغرس الأمريكي التصويت على مشوع قانون الإنفاق بحلول 11 ديسمبر/ كانون الأول.