نحتاج بين فترة وأخرى، لأفكار تخرجنا من حالة الجمود، بل وربما حالة الإحباط التي تسيطر علينا في الوسط الرياضي، بسبب نتائج سلبية تعيدنا إلى الوراء. وهذا التراجع يؤثر فينا كثيراً، خاصة نحن مواطني هذه الأرض وهذه الدولة التي باتت استراتيجية الرقم واحد بمثابة أسلوب حياة في شتى قطاعاتها، قطعنا مسافات طويلة في مناحي متعددة، تقدمنا على دول كانت سبقتنا بسنوات في هذه المجالات، ولكن في ظل تطبيق الاستراتيجية الفذة أصبحت هذه الدول تلهث وراءنا، وتنظر إلينا بعين الإعجاب والرغبة في تكرار التجربة، بل واستنساخها كما هي. فكرة التصنيف النجومي للبطولات الرياضية التي تستضيفها دانة الدنيا دبي، هي إحدى هذه الأفكار الخلاقة التي أخذ بها مجلس دبي الرياضي، كعادته، قصب السبق وتقدم خطوات طويلة للأمام، حيث إنه بات من السهل جداً أن تنظم بطولات يصل عددها إلى عدة مئات في السنة الواحدة.. ولكن لم يعد من السهل أن تنظم هذا البطولات كيفما اتفق، أي بمعنى آخر لا مكان للبطولات أي كلام في قاموس دانة الدنيا دبي، هناك تصنيف يجب أن تضعه في اعتبارها، أي جهة أو مؤسسة تريد أن تتصدى لتنظيم بطولة ما.. وفي أي لعبة كانت، وهذا التصنيف محدد بالنجوم، ويمر بمراحل تقييم مدروسة وبأسلوب علمي واضح المعالم حتى تكون المحصلة النهائية بطولات يتحدث عنها القاصي والداني، وفيها كل مقومات النجاح والاستدامة، ومردودها يتخطى المفهوم الرياضي إلى ما هو أبعد وأشمل. القائمون على مجلس دبي الرياضي وبفريق عمل يديره المخضرم سعيد حارب، وصلوا إلى قناعة، وبعد دراسة دامت شهوراً طويلة، أن كل الأحداث الرياضية التي تقام في دانة الدنيا، صغيرة كانت أو كبيرة.. يجب أن تخضع لتقييم حقيقي يمكن من خلاله تمييز هذه الأحداث وعدم وضعها في مستوى واحد، وحتى يكون هذا التوزيع نابعاً من معايير علمية واضحة تنوعت الأسئلة والشرائح المستهدفة من هذه الأسئلة، لتقود الأجوبة إلى وضع كل بطولة وحدث أأقيم في دبي في خانته الحقيقية، وينال التصنيف الذي يتناسب مع مخرجاته التي ساهم فيها، بعد هذه المراحل من المتابعة والتمحيص. بمثل هذه الأفكار يكون مجلس دبي الرياضي، قد ساهم في رفع وتيرة التحدي بين الجهات المنظمة للأحداث الرياضية، وجعلها تبدأ مبكراً في التفكير بتقوية حضورها على كل الصعد التنظيمية، حتى تحظى بفرصة الحصول على النجمة الخامسة والصعود إلى منصة التتويج التي في اعتقادي ستكون من أهم منصات التتويج في السنوات المقبلة.. صافرة أخيرة.. إلى منتخبنا مع التحية.. بعض اللوم ضروري في بعض المناسبات، فهو بمثابة الصعقة الكهربائية التي تنعش القلب، مؤلمة ومخيفة ولكنها تعيد الحياة إلى الأوصال.