تسعى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي إلى استعادة كامل محافظة تعز، لما يمثله ذلك من مدخل لتأمين جنوب البلاد والتقدم نحو استعادة مناطق الوسط والشمال لا سيما صنعاء، من المتمردين الحوثيين. وبدأت قوات هادي مدعومة بالتحالف بقيادة السعودية هجوماً واسعاً الأحد في المحافظة الواقعة في جنوب غربي البلاد، لطرد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المحافظة، ويحاصرون مركزها مدينة تعز. ويقول نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية اليمني ثابت حسين صالح لوكالة فرانس برس ان استعادة محافظة تعز قد تمثل مفتاحاً للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظات مثل إب والبيضاء وسط البلاد قبل التقدم باتجاه الشمال. ويضيف صالح، الخبير في الشؤون العسكرية، ان لاستعادة تعز أهمية استراتيجية لحماية الجنوب إضافة إلى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد. ويتوقع صالح أن تكون المعركة صعبة في المحافظة ذات المساحة الواسعة والتي تعد نقطة تواصل بين الشمال والجنوب، وتطل على مضيق باب المندب على البحر الأحمر. ويوضح ان الحوثيين وحلفاءهم يسيطرون على معظم مناطق محافظة تعز حيث المقاومة الشعبية ضعيفة. وتتقدم القوات الموالية لهادي بدعم من التحالف العربي عبر ثلاثة محاور في محافظة تعز، بحسب ما يفيد قادة عسكريون. ويوضح العميد فضل عباس، قائد قاعدة العند الجوية التي يتم منها الاشراف على العملية العسكرية، نتقدم من ثلاثة محاور لكسر الحصار المفروض على تعز وتحرير المدينة، متحدثا عن انهيار في صفوف الحوثيين وقيام العديد منهم بالاستسلام. وبحسب الخبير في شؤون الأمن والدفاع في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني، فان معركة تعز هي حاسمة لهزيمة الحوثيين وحلفائهم. ويلفت إلى وجود تصميم من التحالف العربي على حسم هذه المعركة. ورجح العاني أن يكون لتحرير تعز تأثير كبير على إعادة المسار السياسي التفاوضي، معرباً عن اعتقاده ان المعركة ستغير ميزان القوى عسكرياً وسياسياً. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أدى النزاع في اليمن إلى مقتل اكثر من 5700 شخص منذ مارس/آذار الماضي، بينهم قرابة 2700 مدني. وترخي الحصار والمعارك بثقلها على الوضع الإنساني، إذ تتخوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور إضافي للوضع الإنساني الكارثي، لا سيما بالنسبة لسكان مدينة تعز الذين يقارب عددهم 700 ألف. وتعتبر اللجنة تعز اكثر المحافظات تضرراً حالياً في اليمن، مع وضع إنساني سيئ للغاية، مضيفة ان الحصار المفروض يمنع دخول السلع إلى المدينة ويعيق المساعدات الإنسانية. وأكدت اللجنة انها تكرر منذ شهرين الطلب من الاطراف على الأرض السماح بتسليم معدات طبية وجراحية حيوية للمستشفيات، دون جدوى. ولا يزال أفق احتمال الحل السياسي غير واضح، لا سيما في ظل عدم تحديد موعد بعد لمباحثات السلام التي يعتزم مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تنظيمها هذا الشهر. ويبدي العاني اعتقاده انه سيكون لتحرير تعز تأثير كبير على اعادة المسار السياسي التفاوضي. (أ ف ب)