طالب المتحدثون في ختام جلسات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، بالتركيز على تطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد الأفريقي، الأمر الذي من شأنه جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز تدفقها إلى الأسواق الأفريقية. وشهد المنتدى الذي استمر يومين توقيع عدد من الاتفاقيات المحورية منها اتفاقية مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية وهيئة رواندا للاستثمار، كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبي ومجموعة كوفاس العالمية والشركة الوطنية للتأمينات العامّة، وأخرى بين شركتي جوجوشي ريسورسيز الشرق الأوسط العاملة في الإمارات وأنتيلوب كابيتال في ساحل العاج. وفي ختام فعاليات المنتدى، كشفت الغرفة عن أن عدد المشاركين في المنتدى بلغ 1300 مشارك من بينهم أكثر من 40 شخصية حكومية أفريقية رفيعة المستوى، قدموا من 50 دولة حول العام، من بينها 24 دولة أفريقية، في حين تخطى عدد اجتماعات العمل الجانبية التي عقدت على هامش المنتدى أكثر من 100 اجتماع. طفرة الابتكار وكان المنتدى قد استأنف جلساته أمس بحوار مع أمينة غريب فقيم، رئيسة جمهورية موريشوس، تحت عنوان طفرة الابتكار. وقالت فقيم إن اقتصاد موريشوس في السبعينيات اعتمد بشكل كبير على السكر، إلا أن خطوات التنويع الاقتصادي التي اتخذتها الحكومات السابقة جعلت الاعتماد على هذه السلع ينحسر إلى 2% فقط من الاقتصاد، بينما أدّى التركيز على التعليم والخدمات الاجتماعية إلى وجود شبكة أمان يستفيد منها الناس الأكثر عرضة للمخاطر. وأضافت رئيسة موريشوس أن هناك تركيزاً على الاستفادة من الموقع الجغرافي للجزيرة في ربط الشرق بالغرب، وهناك مناقشات مع موانئ دبي العالمية وهيئات في الإمارات لتطوير الموانئ وبناء القدرات في مجال الخدمات اللوجستية. كما طورت الجزيرة القطاع السياحي، الذي يشكل دافعاً مهماً للاقتصاد.. وتعتمد على الابتكار في مجال التكنولوجيا لتطوير الشركات وخلق فرص عمل. وخلصت فقيم إلى القول إن هناك 11 مليون خريج حالياً في القارة الأفريقية ويجب تطوير عقلية الريادة لخلق فرص العمل لهم. أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان حوافز جديدة للنمو - مصانع المستقبل في أفريقيا، فقد تحدث فيها جاي ايرلاند، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك في أفريقيا، الذي قال: التصنيع يخلق نسبة عمالة عالية في جميع الدول، وفي جنوب الصحراء الكبرى، يساهم في 6% من مجموع نسبة العمالة مقارنة مع 15 % في آسيا. وكي يتم رفع هذه النسبة، يجب تأمين الكهرباء والقدرات اللوجستية والعمالة المحترفة، وهذه هي الأمور التي يجب أن تستثمر فيها القارة. وفي الجلسة نفسها، علّق طارق سلطان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي الكويتية، بأن هناك سبعة من أصل الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً في العالم موجودة في أفريقيا، كما يبلغ عدد سكان القارّة أكثر من مليار نسمة، وفيها سرعة تحضّر عالية وتدفق هائل في الاستثمارات. إلا أنّ الوصول إلى استقرار في مجال الطاقة وتوفيرها بكلفة معقولة يعتبر تحدياً كبيراً يجب النظر فيه لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية وتسهيل العمل في القارّة. أمّا ماوينا تريبار، الرئيسة التنفيذية لمركز تشجيع الاستثمار في غانا، فقالت: إنّنا مهتمون ببناء شراكات استراتيجية والتأكد من أن هذه الشراكات مربحة وتؤدي إلى خلق فرص عمل ونقل المهارات وخلق وظائف رديفة، فضلاً عن تقييم الاستثمار بمعايير واضحة وتقديم مشاريع محددة ذات صلة بحاجات الدولة. نمو مستمر وأضافت تريبار أن الصناعة والزراعة والتصنيع الزراعي قطاعات ضرورية للنمو المستمر. وعلى أهمية موازية، يأتي بناء القدرات التعليمية عبر التدريب. وفي جلسة ناقشت سدّ الفجوة في المهارات، قال معالي روهاكانا روغوندا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا: من الضروري أن ضمن حصول الناس على التعليم كي يساهموا في مسيرتهم الشخصية ومسيرة القارّة ومسيرة الإنسانيّة جمعاء. لكن لدينا الكثيرين الذين يتخرّجون ولا يجدون وظائف، فهناك فجوة هائلة في الأشخاص المدرّبين، وعلينا تدريب الناس كي يكونوا مؤهلين بشكل أفضل لشغل الوظائف المتاحة. وأضافت: لدينا أيضاً خطة وطنية للتنمية كي نصبح دولة ذات دخل متوسط، إضافة إلى أنّنا بدأنا تنفيذ خطة لتدريب العاملين في قطاعات أساسية مثل النفط والغاز. ونحن نقوم بذلك مع القطاع الخاص ووكالات أخرى من أجل توفير القوة العاملة وتدريبها وإكسابها المهارات التي تحتاجها في السنوات المقبلة. أما الدكتور شيخ موديبو ديارا، رئيس الوزراء الانتقالي السابق في مالي، فقال: في الدول قليلة الموارد، لا تستطيع إنشاء جامعات تركّز على كل قطاع إذا كان عدد السكّان صغيراً. علينا إنشاء مراكز تميّز في كل مكان كي نتمكّن من المنافسة، وخصوصاً لأنّ التعليم مجال يأتي فيه العائد على الاستثمار بعد ربع قرن. ورائد مراكز التميّز كان نيلسون مانديلا، وعلينا نحن إنشاؤها وتوزيع الموارد على المراكز التي تقدّم تعليماً عالي الجودة والتي يستطيع الناس التوافد إليها من كافة أنحاء أفريقيا. أناند كابور، مؤسس ونائب رئيس مجموعة ميدكوم في الإمارات، قال من جهته: كمؤسسة خاصة، عملنا في بلدان قمنا فيها بتدريب الناس وتطوير مهاراتهم محلياً. وها نحن نرى اليوم مصانع يعمل فيها أناس محليون بالكامل. وعلى سبيل المثال، أحضرنا مهندسين من كوريا الجنوبية إلى نيجيريا لتدريب 500 مهندس محلي على إنتاج تشكيلة إلكترونيات لسامسونج، صنعت في أفريقيا من أجل أفريقيا. وأضاف: الإمكانات موجودة، لكن على القطاع النظر إلى تطوير المهارات كقطاع عمل بحدّ ذاته. هناك فارق في مستوى المهارات، لذلك عملنا مع 10 جامعات في القارّة وأخبرنا مسؤوليها عن نوعيّة المهارات التي نسعى إليها في السنوات التالية. الجلسة الختامية لليوم الأول وكانت الجلسة الأخيرة في اليوم الأول من المنتدى قد شهدت حواراً حول الاستفادة من التمويل الإسلامي، تحدث فيها الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي في الإمارات، الذي أوضح أن ربع سكان العالم هم من المسلمين وهم من الشباب. هناك 100 مليون في شرق أفريقيا. وحيث إن هناك نمواً في الاقتصادات الأفريقية مدعومة بالتجارة والسلع هناك حاجة للتمويل الإسلامي في أفريقيا في الدول التي يتواجد فيها كثافة سكانية مسلمة. أما في شانكر، الرئيس التنفيذي والشريك، جايتواي بارتنرز في الإمارات فقال إن هناك ثغرة في الإنفاق على البنية التحتية في أفريقيا تبلغ 50 مليار دولار أميركي، وهو رقم كبير. كما أن معدل الادخار هو أقل من 15% من الناتج المحلي، مما يعني أنه ليس هناك ما يكفي من مدخرات محلية لتمويل الحاجات الاستثمارية. وإذا قارنا نيجيريا بالبرازيل لناحية الديون، حيث إن عدد السكان في الدولتين متقارب، فالدين في نيجيريا يبلغ ضعف الدين في البرازيل. وختم بأن القارة بحاجة إلى استثمارات أجنبية مباشرة من الخارج، وهنا يكمن دور دبي. يذكر أنّ المنتدى العالمي للأعمال أقيم تحت شعار تنمية متجددة، شراكات متعددة، وتزامن هذا العام مع احتفال غرفة دبي بمرور 50 عاماً على إنشائها. حوافز جديدة للنمو في القارة السمراء أعرب المتحدثون في جلسة اليوم الثاني والأخير للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال والتي حملت عنوان حوافز جديدة للنمو ـ مصانع المستقبل في أفريقيا عن أملهم في أن تحقق القارة الأفريقية نقلة صناعية كبرى ومبتكرة رغم أن النمو الصناعي لايزال مخيباً للآمال حتى اليوم، مؤكدين على دور الشركات الأفريقية والقطاع الخاص في دعم التطور لبلدان القارة السمراء. وقال طارق سلطان نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي الكويتية أحد المتحدثين في الجلسة بأنه ينبغي على كل دولة أفريقية أن تركز على خلق فرص العمل والنظر إلى قطاع التصنيع ودروه في توفير مزيد من فرص العمل.. مشيراً إلى الدور المهم للتكنولوجيا الرقمية في قطاع الصناعة. وأضاف الشركة تنفق 4 مليارات دولار في 22 دولة لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تطوير البنية التحتية الإلكترونية وتيسير التجارة، منوهاً بأن كل استثمار يصب في التكنولوجيا يعود فائدة مضاعفة داعياً إلى جعل أفريقيا وجهة مساعدة للأعمال وجذب رؤوس الأموال. في حين تحدثت ماوينا تريبار الرئيس التنفيذي لمركز تشجيع الاستثمار في جمهورية غانا عن تواجد منصة إلكترونية في بلادها يتشارك فيها أصحاب القرار من الرؤساء التنفيذيين للتواصل ودعم الإماكانات. واشادت تريبار بغرفة تجارة وصناعة دبي وجودة الخدمات التي تقدمها قائلة إنهم يسعون إلى استنساخ تجربة الغرفة في بلادها، وأضافت أن غانا تسعى دائماً للاستفادة من الفرص التي تحسن كفاءتنا في التطبيقات التكنولوجية لاسيما أنها تمتلك الكثير من كابلات الألياف الضوئية. وأكد على ضرورة التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاهتمام بالتجارة والخدمات، وهذا ما يحدث في دبي في جمعها الأطراف ذوي العلاقة لتحقيق النجاح المرغوب. وتحدثت تريبار عن الدور المهم للحوكمة وإدخالها نسبة كبيرة من العمالة للنساء في الحكومة لاسيما في المناصب الوزارية قائلة إن 54 % من المناصب الوزارية تطلبت وجود النساء مشيرة إلى دور الحوكمة في التنويع للمناصب الحكومية، والتركيز على الأفراد الذين يقدمون نوعاً خاصاً من الخدمات. ومن جانبه دعا جاي أيرلند الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة جنرال الكتريكفي أفريقيا للتركيز على الشركات التي تهتم بالتكنولوجيا الرقمية، وجلب التقنيات الحديثة والعمل على كيفية الاستفادة منها وإنتاج منتجات مبتكرة متميزة. ولفت إلى مجتمع الأعمال الذي يختلف من بلد إلى آخر، مشيراً إلى أن هناك حاجة لإجراء الحوار في قطاع الأعمال والحكومات، لتحقيق التوازن، قائلاً إن هناك ما يمنع الحكومات من التعلم من التجارب الأخرى وتحقيق مزيد من الثقة بين القطاع العام والخاص مع إشراك المؤسسات المناسبة لحل المشكلات وتحقيق النمو الاقتصادي. شركة إماراتية اشترت 5 فنادق في العاصمة الأوغندية قال مبابازي ارالي، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة أوغندا في أبوظبي إن المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال هو منصة لاستعراض فرص الاستثمار في أوغندا، وإقناع المستثمرين الإماراتيين والخليجيين للقدوم إلى بلدنا والاستثمار فيه.. وتوفير التكنولوجيا والخبرات لاستكشاف ثرواتنا الطبيعية والاقتصادية للوصول إلى تنمية حديثة في بلادنا. مشيراً إلى أن شركة إماراتية اشترت أخيراً 5 فنادق في كمبالا وشمال البلاد. وتتميز بلادنا باستقرار اقتصادي، حيث تحتل المرتبة العاشرة بين 46 دولة أفريقية جنوب الصحراء الأفريقية على مؤشر الحرية الاقتصادية 2014 الذي أجرته مؤسسة تراث، بينما تتمتع بلادنا بفرص استثمارية في الصناعات الغذائية والثروات الطبيعية. ولفت إلى أن دبي هي مركز التجارة العالمية وقريبة جغرافياً من القارة الأفريقية، وهي بالفعل بوابة إلى أفريقيا، حيث تتمتع بخبرات عالية المناطق الحرة والتجارة والخدمات المصرفية ووجود خطوط طيران مباشر يومية من خلال طيران الإمارات وفلاي دبي بالإضافة إلى طيران الاتحاد من أبوظبي. وحول الاستثمارات الإماراتية في أوغندا، أشار إلى وجود استثمارات في مجالات النفط والغاز وتطوير العقارات والامتياز التجاري والتكنولوجيا والضيافة والسياحة. دبي البيان