×
محافظة مكة المكرمة

المسابقات تصادق على (النادي): نجران في الجوهرة

صورة الخبر

يسأل البعض لماذا الآن جمعية الصداقة البحرينية المصرية؟ لماذا الصداقة وما يجمع البلدين من وشائج وصلات قربى، وأصول ولغة مشتركة، ومصير وطريق دائم وواحد، أكبر من علاقات الصداقة المؤقتة، وأعز وأغلى من الصحبة التي تنتهي بنهاية العرض المسرحي أو المشهد السينمائي المثير؟ لماذا قامت تلك الجمعية في هذا الوقت بالتحديد؟ ما هي الدوافع والمبررات، المقاصد والأهداف؟ وهل العلاقات البحرينية المصرية تحتاج إلى صداقة من نوع محدد لكي تشهد نقلة نوعية في متانتها، وتطويراً ملموساً في طبيعتها وأملاً مفقوداً في حقيقتها؟ بالتأكيد لم ينقص العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين أي ركن من أركان التفهم والتفاهم الملموسين، وأعرف أن تطابق وجهات النظر في القضايا المصيرية والأساسية هي المفترق الذي يلتقي عنده الأشقاء، وهي الدليل على السياسة الموحدة التي يتفق القادة حولها على الدوام.. أعرف أن هذا النوع من العلاقات الحميمة قد لا يحتاج لمزيد من الفهم أو مزيد من التعمق لإدراك حقيقة المصير المشترك الذي نواجهه أو القضايا الحميمة التي نرتبط بها. أعرف أيضاً أن عقلنة المشاعر والمواقف من الممكن لها أن تؤتي ثماراً لا نلمحها، وتنتج أبعاداً لا نراها. في علاقات الأشقاء مواقف تحتاج للقياس، حيث يتوقع كل طرف في العلاقة المزيد من الطرف الآخر، وينتظر كل طرف، ما لا يستطيع الطرف الآخر أن ينطق به ربما على طاولة المباحثات، ان العلاقات الرسمية بين البلدين الشقيقين مصر والبحرين تمر بأزهى عصورها، ولا تحتاج إلا لقوة الدفع الشعبية التي تتوارى خلف الاتفاقيات المبرمة والتي غالباً ما ترى النور من خلال التحرك الأهلي الذي يتجاوز البروتوكولات وربطات العنق والاحتفالات. هنا وجدنا مع نخبة مؤمنة بعقلنة الأخوة وتحويلها إلى برامج عمل ومشاريع بناء أنه من المناسب الآن وأكثر من أي وقت مضى لقيام جمعية صداقة بحرينية مصرية، تترجم الاتفاقيات إلى مشروعات خلاقة على الأرض، وتوظف المناخات الملائمة في تكامل اقتصادي تائه بالملفات، وفي تعاون تنموي نبحث دائماً عنه في القواميس والنظريات، إنها جمعية لمحاكاة الواقع الحقيقي الذي يربط مملكة فتية بشعب شقيق، وهي أداة مهمة لتعزيز حالة توافق نادرة بين دولتين متناغمتين تاريخياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً.. وما خُفي أعظم.