الأجواء غير الصحية والتي تعيشها بعض أنديتنا المحلية من خلال وجود أحزاب داخل الكيان الواحد، ناهيك عن إخفاقات المنتخب الوطني لكرة القدم المستمرة وكانت آخرها هزيمته أمام منتخب كوريا الشمالية بهدفين بالإضافة الى شبه خروجه المحزن من التصفيات الآسيوعالمية، كل تلك التأملات أرغمتني على أن أصور حال الكرة البحرينية كمثل الثوب الأبيض شديد البياض ولكنه ملطخ بالبقع والتشوهات ثم قمنا بغسله بمساحيق لعل تلك البقع تزول، فرضينا بالمستوى الذي وصلت اليه الكرة البحرينية وغضضنا البصر عن تلك التشوهات الموجودة رغم خطورتها، إن تأملي في حال الكرة البحرينية هو الذي أوحى لي بهذا المثل، فهو ينطبق عليها تماماً، فالكرة البحرينية هي الثوب الأبيض، والبقع هي مجموعة الإداريين غير المنتجين اينما كانوا متواجدين بالاتحاد البحريني لكرة القدم أو بالأندية المحلية، فيها العديد من غير المنتج وأصحاب النفوذ والمصالح والمؤثرين في مواضع اتخاذ القرار الذين يقفون عقبة في طريق التغيير. انه رغم الجهود المبذولة من الجميع نحو التغيير الى الأفضل والأحسن إلا أننا نشعر أن هناك مقاومة شرسة تقف عائقاً دون امتداد هذا التغيير وتقدمه وانتشاره في كل مؤسساتنا الرياضية، ان العمل على تطهير مجتمعنا الرياضي من الفساد هو الطريق الأمثل نحو إيجاد بيئة عمل صحية منتجة يشعر بها كل الرياضيين بالعدالة والمساواة، وتشجع على التفاني والإخلاص في العمل والرغبة الصادقة في حمل المسؤولية والأمانة، عندما نتحدث عن التطهير فإننا لا نقصد فقط تطهير المناصب من الأعضاء غير المنتجين، ولكن نقصد ايضاً وهذا هو الأهم تطهير المناصب ممن يفكرون بعقلية ومنطق الرجل الواحد المتسييد بقراراته وليس بعقلية فريق العمل المنتج، نريد تطهيراً للعقول من الثقافات والأفكار الفاسدة التي أصيبت بها الكرة البحرينية عبر السنوات الماضية. فكيف لنا أن نغير حال الكرة البحرينية إلى الأحسن ومازلنا نحمل في عقولنا وقلوبنا أفكاراً متخلفة، فالواجب علينا في هذه المرحلة المهمة أن نطهر عقولنا من مثل هذا الفكر الأناني إلى فكر جديد وعقول جديدة وأشخاصاً جديدين يتبنون مبادئ الحوار البناء واحترام الرأي الآخر لكي نصل إلى الأصوب والأفضل لمستقبل الكرة البحرينية، ان التطهير كما يشمل الأشخاص يشمل العقول ايضاً، وهو خطوة مهمة وضرورية نحو التغيير، بل هو أساس التغيير الذي نبتغيه ونسعى إليه، وبدونه نكون كمن يدور في حلقة مفرغة، وختاما للكلمة حق وللحق كلمة ودمتم على خير.